: أقدار تأتي ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 525 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - مشاركات : 395 - )           »          عندما تشيخ الحروف (الكاتـب : جاك عفيف الكوسا - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 48 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : جليله ماجد - مشاركات : 75222 - )           »          رسالة الى (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 2 - )           »          كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 14 - )           »          (( صـمـتـــ الـبـــوحـــ )) .. (الكاتـب : محمد العمرو - مشاركات : 216 - )           »          قرار إداري (الكاتـب : سعد سيف - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 4 - )           »          !!!... فِـنْـجَــالُ الـتّــوْبـَـة ...!!! (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 29 - )           »          !!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - مشاركات : 25 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-30-2010, 05:16 PM   #1
رحاب سليمان
( كاتبة )

افتراضي : أقدار تأتي !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ظُلمة .. طريقٌ أوحد إلى اللا مكان .. قِيل ذات مرةٍ أنك إنْ لم تعلم إلى أين ستذهب فأي طريق سيوصلك ..
ولكن ماذا لو كان الطريق لا يؤدي لشيء .. فلا مفرق تسير فيه على مضضٍ وتصلِّي أن نهايتهُ تقود لمعجزةٍ تغير حيّاتك !
:
الزوايا هنا موحشة .. والشتاءُ تسلل إلى أطرافي .. " أصابعي هشّة " .. مابالها ؟!
أهاا .. " أصابعي " تذكرت الآن لمَ هذيت فجأةً وقلتُ أصابعي .. هم وجعي ، اليد التي غافلتني وفقدتها ..
" أصدقائي" كانوا الوجع حين ظننتهم الدواء .. ناديت وكان صوتي هو الوحيد الذي يعود إليّ في كل مرة !
صوتهم غاب ، ومات أيضاً حين نسيت كيف يكون .. حين امتلئتُ بالذكريات لملموا أمتعتهم واتخذوا الغياب
قِبلة .. كنت أحسن الظن فأنادي وأكتب الرسائل .. كنت أبحث في الأروقة التي كانت تجمعنا عنهم بل إنني
بحثت عنهم في ملامحي التي أتقنوا رسمها قبل الرحيل .. أنام ويقضون مضجعي بأصوات أقدامهم ترتكبُ
الرحيل .. أفزع وأبكي وأنتظرهم كي يكفكفوا دمعي ويربتوا عليّ .. هم ظنوني ذاك الكائن الخارق الذي
يتمرسُ اللاشعور .. الذي يملك قلوباً كثيرة يستبدلها حينَ يموت أحدها جراءَ جرحٍ لا يُرجى شفاءه .. ظنوهُ يحتمل
كل الخيبات التي يخلفونها ويعذرهم حين يتخلفون عن الوعود و ينسون .. وليس بحاجة أبداً لأن يطرق برأسه أرضاً
ويبكي بصمت أو يريد أن يفصح عن ألمٍ ما أو قد يشتكي من وجع قلبه الذي ألمّ به مؤخراً ..
حين كاد يتمتم بوجعه كان لهم نسياً منسيا !
وماذا عن الأصدقاء الذين يأتون في العمر مرة واحدة ولا يعودون ؟
هم يرون أن الروابط بيننا يجب أن تنتهي هنا وتكتمل في الجنه .. هم يجهلون كم هي أغصاني غضّة بحاجة
لمن يعاضدها لتنمو سليمةً مكتملة .. هم الربيع الذي يجعلني في كل مرة أكبر ولكنهم يسرقونَ شيئاً من العمرِ برحيلهم ..
:
الخارطة بيدي ممحوةُ الملامح .. الوطن وحده ما نراه بقلوبنا التي ترك فيها ملامحه
قبل أن نبلغ من العمر عتيّا .. الوطن لاينادي .. يصمت ويبتلع الخيبات مجبراً .. أبناءه خذلوه ، وآخرون رحلوا عنه ..
أنا ياوطني أبحث عنك بين مشارق الأرض ومغاربها وكدت أؤمن أن السماء وحدها وطني ذاك لأنها في
نظري واحدة لم تقسمها الحدود والأقطار ولم تتسمى سوى باسم واحد .. أنا ابنة الأرض التي لا تنقسم !
:
خبروني عن الأحلام .. تلك التي تفلت من بين أيدينا كل أولِ عمر ، خبروني عن الخيبة حين تشعر أنك خلعت عنك
رداءً تباهيت به نصف عمرك على أمل أن تموت و يُخلّد من بعدك ليرتديه آخرون ألهمتهم به .. خبروني عن الأحلام
الكبيرة التي كنا نرسمها أيّام الصبا ونخبر الآخرين عنها بكل فخر فيتمتم الكبار : سيتخلى عن حلمه يوماً ذاك لأن
بعض الأحلام تصغر علينا ونحن نكبر فتتمزق .. وقد ندهسُها أحياناً رغماً عنّا !

ماذا عنّا حين نهمُّ بنسيان اسم مّا .. لم لا نتمكن من كتابته في ورقة ثم نزقها وننعم بعدها بحياة لا تعود به في كل
يوم ألف مرة .. لم نتعنى النسيان ولا يأتي مسالماً وحده دون أن نبعث له ألف نداء و جواب ليمحي ماكان بلطف .. ويمضي !
:
الآن أنا أكتب سوئاتي وأعذر الآخرين لأنه يجب عليهم أن يحتملوها لأجلي ..
ولا أعتب على الراحلين .. أما الغائبين فأقرأوهم مني السلام و صفحاً وغفران
أنا الآن أكبر وأعتاد أن أكون معي .. أتذكرني جيداً الآن حين أكبر وفي يدي قلم و الكثير من الضمادات لأخفي بعضاً
من الألم .. أدون بعضااً من الأحلام .. وأبتسم للربيع الذي سيقدم في العمر القادم !
ربما يودي بي الغد في طريق آخر لا أتعرف على ملامحه .. وربما تشيخ ذاكرتي .. وقد يأتي أصدقاء ينسونني آثار من
كان قبلهم .. ثمة أحلام مكدسة أيضاً قد يتحقق أحدها .. أما الأوطان فتعود إلينا حين نحييها بصدق .. وكل لحظة ظلمة
تنبئ باضمحلالها لتحل محلها إشراقة الصباح !

لمَ نتعنى إذاً ونحزن وثمة أقدار تأتي لا نفقه فيها شيئاً .. وثمة حكمة في كل شيء .. حياة كل منّا بحد ذاتها تسير حول
حكمة قد نعلمها ذات عمر أو يدركها من سيأتون بعدنا !


:

 


التعديل الأخير تم بواسطة رحاب سليمان ; 10-30-2010 الساعة 05:29 PM.

رحاب سليمان غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:02 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.