كنتُ قد سألتُك غرسي في قلبكَ غرساً حسناً و إنباتي في أرضَكَ نباتَ حبٍ شديدِ بأسٍ لا تهترئ جذورهُ و لا يتصدعُ جذعه ، و لا تتمزقُ أوراقه ، تماماً كما فعلتُ أنا بك ، و لكنك لم تفعل . بل غرستني بلا مبالاةٍ فمتُ سريعاً في قلبك و سرعان ما لفظتني دورتُك الدموية بطريقةٍ طبيعية إلى الخارج و أصبحتُ بالنسبةِ إليكَ نسياً منسياً .. و مع ذلكَ لم تمتْ أنتَ في قلبي ! فلفرطِ ما اعتنيتُ بكَ فيه أصبحتَ شجرةً ذاتَ جذورٍ امتدتْ لعظيمِ أعماقهِ فما عدتُ قادرةً على اجتثاثكَ من جذوركَ مني .! ثقبتَ رئتيَّ و أعطبتَ قلبي ، حاولتُ انتزاعكَ و رتقِ ثقبِ رئتي ، و فعلتُها و لكني إضافةً إليهما احتجتُ إلى رئةِ اسنادٍ إضافية و ما وجدتها ، كيفتُ نفسي و إعاقتي و واصلت التنفس بنصفِ شهقة و زفرة .. أما جروحَ قلبي منك فأبت إلَا أن تتفتق في كُل مرة أحاول فيها مداواتها ، بل إنني أنا نفسي أنكأُ جرحي بنفسي كلما تذكرتكَ و كلما مر بي طيفكَ و قبلتُ وجنتي عوضاً عنك لعملي أنك لن تعبر بي دون أن تطبعها تلك ..
أقسى الطعون لا تأتي إلّا من المقربين و لكنها بلا شكٍ ذاتُ نفعٍ و إن كانو لا يعلمون . ها أنت قد آذيتني بطعنتكَ تلك في ظهري و ها أنا أشعرُ نحوكَ بامتنان عظيم ! فالقوة التي دفعتَ بها تلك الطعنةَ لتخترقَ ظهري لم تردني قتيلةً بل دفعتني بقوةٍ أكبرَ من حقدِك إلى الأمام ، و أبقتني دوماً و بإصرارٍ في المقدمةِ فلم أخسر نفسي و إن خسرتُ جزءاً كبيراً من قلبي ، و لذلك أُبقي على جرحي منك ندياً لألا تندملَ و أفقدَ ذِكراك يا حُبي / جُرحي / خَيبتي !
قابل للنقد حتماً _
_ !