لا أُتقن الأمل ولا التسكّع
ولا التأرجح بين الأسئلة والطرقات
انا حُزن الغرباء على ليلةٍ في الذاكرة
فجيعة الحقولِ في سحابٍ عابر
انا ابن الكادحين والقرى المُتعبةِ والفوضى بعد المطر
سمائي اقلّ ارتفاعاً و وجهي تقاسمته المحطّات
اشبه غريباً كان ينتظرُ غداً
كان الغد شيئاً يستحقّ أن يُنتظر
ليس لي ذلك الغدُ
و لست ذلك الغريب الآن
و لكِ مهمّة ولادتي من جديد ..!
ثمّ اتركيني مع الأمس
مرّي كـآياتٍ تُطمْئِنُ صدرَ طفلٍ لايريد النوم
و اعبريني سريعاً كالأمنيات المستحيلة
لاتوقظيني حين تبدأ النوارس حمْلَ الوطن
غـدُنا أكثر وضوحاً في النعاس
وجهكِ تائهٌ بين ركام السواحل
لي صرخة الميلاد
ولكِ صمت الموتى
لي رائحةُ الملح والمُتعبين من البحث عن الموت
ولكِ اعتذارات البحر عن موعد الرحلة التائهة
لدمي هويّة الطينِ والأزقّة والمقابر
ولطيفك الرحيل اللانهائي في الأوردة
ولنا حلمُ الأشرعة , رغبة الأجنحة في الرحيل , غضبُ البحر , خيانة الموج , حزن الحناجر , دمعٌ عابرٌ , خوف الشواطيء , رملٌ من حنين, العشبُ المستفزّ , صدرٌ منهكٌ عند الإقتراب من الغرق , إغماءةٌ قبل الفرح , توهان اغانينا في تعبِ البحّارةِ , طفلٌ يُبذر في الماء , ورحلةُ نحو البدايات ..
نحن الثائريْن على دائرية الأرض
العائديْن من الشمس
انعدام المسافة في الليل
الضوء الساقط فوق الماضي
الظلّ الخائفُ من غده المُتسلل خلف الموتى
رائحةُ الفجرِ المتفاؤل
الأبدية بعد الموت
الحبّ المتجذّر في الأرض الأولى للشهداء
عند مفترقٍ في نهاية العمر والنعاس :
( تُغمضين عينيك يختفي وجهي , اصرخ فتحط الأمنية الأولى على فمي , ادس حزني بين يديّ فتواسيني مآذن الحجاز , تتوسدين غيمةً فتولّيك الحقول لهفتها , اهمس فتستقيم السنابل و يتهيأ المُزارع للحصاد , يضحك البنفسجُ فيخرج من داخل الحزين طفل المطر,
امرّ على الذاكرة .. اقبُر الأمس .. افتح ذراعي ..تركضين نحوي .. اغمض عينيّ .. استعدّ للموت .. نتخيّل شكلاً لا معقول للغد ..تشدّ السماء على قلبي .. احلُم بوجهي بميلادٍ آخرٍ, وموعدٍ أخيرٍ ....)
و يضيعُ الغـد وتسرقـك الريــــح ..
اتوه في الحقائب والأنكسارات
تعبرني المُدنُ والثواني وأعقاب السجائر
وادمن التسكّع في اوجه العابرين, في كراسي الأنتظار, في الفراغ بين اصابعي ,في الأوقات الميّتةِ , في دمعِ الأمهات , في هوية الحزن , في الغد الذي كان قريباً , في الأجوبة المُحتملة , في اللاشيء
في احتمالِ الموت ويقين الحياةِ ..
وتتكاثر حولي الأسئلة
وأنا على قيـد وجهك
وأنا على قيد وجهك..!
التوقيع
ولا تُسعفني مآذن الحِجاز لأتجاوز حُزني , لستُ مؤمناً بما يكفي لأحتمل فقدك !
التعديل الأخير تم بواسطة سعد الصبحي ; 07-27-2010 الساعة 12:12 AM.