مبتل أنا فلا تسل عن البرد كيف يفتك بي..
مبتل أنا فلا تسل عن الهواء كيف يؤذيني بهدوء ..
ونفسيَ تشتاق وقلبي واهن، ودمعي قد أزرت خدودي أن تحمله فلفظته كأهون ما يكون !
أشتاق لهم رغم كونهم يملؤون حياتي..
أنظر إليهم، رغم بقائهم في كلا مقلتي..
أشعر بالوحدة لمجرد ذكرهم لداعي السفر !
أتساقط كورقة خريف باتت تستميت، لكن دون جدوى..
هكذا كنت وما زلت أستميت في كل شيء ، لكن دون جدوى .. أو هكذا يخيل لي !
أحلامي ، أعمالي ، أصحابي .. كون فسيح يضيق بمجرد ذكرهم للسفر !
بت أخشى كل شيء ، أخاف من كل ظل ، أهرب إلى كل ضوء ، أمارس الهرب طيلة اليوم لعلي أحظى بملجأ ، لأجد أن العيون عندما تغفل عن فاعلية العقل وهديره المزعج تصبح في ملاذ !
كنت أقتات المسافات لأصل إلى حلم واعد ، فباتت المسافات تقتاتني بطموح مشروخ لا يسد رمقا ً، ولا يعني شيئاً سوى أن الحياة باتت رخيصة جداً لغيرنا ، غالية جداً لمثلنا !
وما زلت أصاب بالهوس لذكر السفر ، والناس يتخطفون من حولي ليمضوا إلى واد لست أدري أسحيق فيخشى أم فسيح فيرجى !
وتضيق جنبات الجسد على روحي البائسة لمجرد المضي ، لأعود وقد امتلأت جراحاً فوق جراح لم تجد مداوياً حتى الآن !
وما زال الدمع يتساقط كغيمة ..
وما زال الهواء يُلهب الجراح ..
وما زلت أحمل حبهم في قلبي كخزينة فُقد مفتاحها ..
وما زالت الروح ترجو نزهة روحية لتستعيد النغم الجميل الذي بات مبدداً بفعل المادة وضوضائها ..
وما زلت أقف على شاهق أرجو من الله العفو عن كل زلل .. فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه !
فلا روح تسر ولا هدوء ** يُنال بغير ذكرك يا إلهي !