منذ صغري وأنا أحتفظ بأوراق تخصني وحدي / .شهادة تقدير / اختبار حصلت به على نتيجة نهائية
أفتح خزانتي الغير مبعثرة وأنظر إليها وأبتسم ... أضعها ثانية وأطلق العنان لأرجلي كي تطير كالفراشة السعيدة
أو تراني أحتفظ بقصاصة جريدة تحوي خبرا سارا صغيرا ً !
أو رسالة من صديقة كانت – ألتحف حروف الرسالة وأبتسم – بالرغم من ادراكي بأنها الآن قد القت باسمي إلى سلة المحذوفات ولعنت تلك الأيام ومارست الضحك مرارا ًعلى سخافاتي !
كذلك هي رسائلك أراقبها دائما ...أعطرها .... أحتفظ بها في ركن قصي عن عيون القدر
وهمسات القسمة والنصيب
وهمهمات العادات والتقاليد
وفي زاوية ٍبعيدةٍ بعيدة ْعن سخط الأيام علينا
وبعيدا جدا عن عنواين المنفى كي لا تضيع هناك في حالك الدروب
أهبها بعضا ًمن رحيق نزفي كي لا يمحى حبرها عبر الزمن
أو يصفر وجه الرسالة كاصفرار تفاصيل وجهي الشاحب والمشتاق لأنفاسك
~
~
~
هذه بقايا رسائلي إليك ولا تعترض على استباقها بكلمة بقايا
لا تتناسى بأن كاتبتها أصبحت أشلاءً لا يستطاع جمعها أو امتزاجها او حتى حصرها / لذلك كانت البقايا
سأحاول وأنا أكتب تلك الرسائل أن أرتدي النور ثوبا ًكي لا تضيع في زحمة مشاعري المتلاطمة كالموج العاتي والريح الهوجاء
وسأزرع في مساحاتها شمساً كي تحميك من صقيع قراراتي وأشعل شمعة حروفي ضياء ً كي تروق لحضورك البهي
أدرك بأنك ستتجول هنا ذات غفلة من قدرك.......... لذا خذ الرسائل معك / احرقها إن شئت
هبها لنفوس ٍعطشى لشربة أمل ! ............. أمل ٍ ضئيل !
ارمها للنجوم الضالة عن درب الرجوع ........... كي تدرك بأن رجوعها لفلكها هو الأمر المحتمـ وأن خروجها من دائرتها الفلكية ما هو إلا خطأ جسيم اقترفته في حق الكون !
الكون !
هبها للشمس – كما وهبت أسنانك لها ذات صِغـَرْ – ولا تنتظر ظهور رسالة ذهبية تحت وسادتك الناعمة..... تلك يا سيدي كانت مجرد خرافة الجدة لأحفادها الصغار
خذ الرسائل وامضي يا أيها الفاضل
واترك لي البقايا ~ ~ ~ لا بأس !