مِنْ قَهْوَة الْبُؤْسِ مَازَالَ الْفَتَى يُسْقَىَ
سُحْقا لِمَنْ ظَلَمُوْهُ فِيْ الْهَوَى سُحْقا
مَادَامَ قلبُك فِيْ الْدُّنْيَا يُعَذبه
ظَلم الْعَدَالَةِ فَاقْتُلْ قَبْلَهَا الْحَقّا
مَاحَالَةٌ طَرَقَت قَلبِي مُزَلزلَة
غَرْبَا فَأوْجَسَ مِنْهَا خِيْفَةً شَـرْقَا
جُنّ الفُؤَادُ بِمَنْطُوقٍ لَهُ حَسَبٌ
مِنْ سِحْرِهِ الجَمَّ والمَسْحُورُ لا يُرْقى
يَلهُوَ وَفِي حَرْفِه قَلبِيْ يُقَلِّبُهُ
يَسْتَلُّ مِنْهُ الْحَيَاة الْعِرْقَا فَالعِرقا
هَذَا هُوَ الْحَدُّ فِيْ عِشْقِ بِلا جِهَةِ
مُهِمَا غرسَتْ بِهَا الإحْسَان لا تَلْقَىَ
عَام وَآَخرُ لَمْ تُصَدقْ وعودُهُمو
واسْتَكْثروا فِيَّ صِدْقَ الوَعْدِ لَوْ نُطْقا
فَضْحَتَ فِيْهِمْ غَرَامِيْ رُغْمَ هَيْبَتِهِ
مُسْتَنْجِدا فِيْ بُحُوْرِ الْيَأسِ بالْغَرْقّىْ
كَمْ قُلْتُ لِلْحِبِّ هَاكَ الْقَلْب وَامْضِ بِهِ
عمّرَ ودمِرَ حَلالا فِيْهِ لا فَرَقَا
خُذْ وَاعْطِ وَامْنَحْ تَنَلْ وَاحْبِبْ وَجُدْ وأَجِدْ
وَهَبْ وَزِدْ وَاسْتَزِدْ مِنْ مُهْجَتِيْ عِشْقَا
الذَّنْبِ ذَنْبِيَ كَمْ اخَلَصتُ مُعْتَقِدا
انّ الْهَوَىَ تَضْحِيَاتٌ شَأنهَا ارْقَىَ
عشقا تخَلصت مِنْ زَيْف وَمَنْ كَذبٍ
وَلَمْ أبَيِّنْ عَدَا الأخْلاص لَوْ يَبْقَىْ
لَمْ يَجْنِ حُلْوَا فُؤَادِيْ مِنْ مَوَدَّتِهِ
فَصَارَ مِنْ مَصْدَر الآلامِ مُشْتَقّا
رِفْقَا بِرُوْحِيْ بِقَلْبِيْ يَامُوَاعدهُ
وَصْلا يُعَيِدُ لَهُ افَراحَهْ رِفْقَا
دَفَقْتُ فِيْكَ.. حَنَانِي ...بَهْجَتِي ...وَلَعِيْ
مَدَامِعِيْ ..عَبَرَاتِيْ.... مُهْجَتِيْ دَفْقَا
الا تَخَافُ مِنَ الدُّنْيَا تُقَلبُهَا
فَإِنْ عَهدَ وِصَالِيْ عُمرُهُ ابْقَى
انَا وَإِيَّاكَ مِنْ دَار وَمنْ بَلَدٍ
عَيْنَاكَ عَيْنَايَ لا مَاكَانَتا زُرْقَا
أَلَمْ تَقُلْ انَّنَا فِيْ الْحُبِّ يَجْمَعُنَا
شَرْق..أَتَعْرِفُهُ مَنْ يَسْحَرُ الْشَّرْقَا
أَلَمْ ارْتّق لَك الأشْعَارَ تفَتقُها
وَكَمْ تَعمدت امْضِي فَتْقهَا رَتْقا
وَكَمْ وَكَمْ ..كَمْ لِذِكْرِ الْكَمِّ تجْبرُنيْ
تَضْطَرّني وَانَا فِيْ بَحْرِهَا مُلْقَى
طَوْق فُؤَادِيْ فَقَدْ شَبّ الْغَرَامُ بِهِ
لَوْ كَانَ قَلْبُكَ لِيَ يَاصَاحِبَي رَقَّا
وَلِي بِقَلْبِكَ دَيْنٌ مَنْ يُسَدِّدُهُ
فَحُبُّك الْرِّبَوِي اسْتَاهلْ الْحرَقَا
لا تقْتَبس يَافُؤَادِيْ مِنْ مَشَاعِرهمْ
فَالَنَّارُ مِنْ نَفْسِهَا ان اوْقَدَت تشْقَىْ
يَكْفِيَكَ مِنْ بَهْجَةِ الْدُّنْيَا مَرَاتِعهَا
إن َعزَّ فيها عَلَيْك الحُبُّ أو شّقّا
مِن قَهْوَةِ الحُزْنِ مازالَ الفَتى يُسْقى
ما هزّ فِنْجانَها بل هزّه شَنْقا