احتماء .... بالضوء ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
الغُرفــة ! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 9 - )           »          ماذا تسمع الآن (الكاتـب : رشة عطر - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 396 - )           »          قرار إداري (الكاتـب : سعد سيف - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 6 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 75224 - )           »          اجراس الملام!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 2 - )           »          مِن ميّ إلى جُبران ... (الكاتـب : نازك - مشاركات : 883 - )           »          رسالة الى (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 3 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 525 - )           »          عندما تشيخ الحروف (الكاتـب : جاك عفيف الكوسا - آخر مشاركة : منى آل جار الله - مشاركات : 48 - )           »          كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 14 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد الهدوء

أبعاد الهدوء اجْعَلْ مِنَ الْهُدُوْءِ إبْدَاعَاً

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-20-2010, 02:45 PM   #9
سحر الناجي
( كاتبة وإعلامية )

الصورة الرمزية سحر الناجي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

سحر الناجي غير متواجد حاليا

افتراضي





نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** الظلام : قسوة بلا حدود
القسوة بالمعنى الراسخ لدقائق الصرامة , هي أن تُغلف قلبك بقشور صلبة من الكبرياء .. والغلظة .. والنفور.. أو بمعنى أكثر حيوية أن تمر على حياة الآخرين كريح صرصر عاتية لا تترك خلفها إلا الذكريات المقيتة .. هي من منظور آخر كذلك أن يجف لسانك وربما قلمك وتعابيرك من رذاذ الخير .. أن تتكهفر الرمادية في ذاتك مثل سحب سوداء تنذر بأعاصير الويل .. وهي بلا ريب أيضآ تعني أن لا تلقِ بالآ لمشاعر من هم حولك .. ولا تأخذك بهم رأفة ولا شفقة .. أن لا ترى في هذا الكون سوى وجهك ورأيك وأفكارك أما ما عدا هؤلاء فالعالم ليس فيه من يستحق ..ولما تفعل كل ذلك ..؟! ..الإجابة ببساطة لأنك وبدون اختيار من أحد توجت نفسك إمبراطورآ على عرش الأنانية وجعلت من كل البشرية حاشيتك التي تخضع وتذل لإرادتك .. لأنك اخترت الظلام يسكنك .. فلم تتح لأضاء اللين أن تتسلل إلى جوفك وتبددها .. إذا كنت كذلك .. فليكن الله في عونك .. لأنك وببساطة شديدة أنت شخص لا يستحق أن يكون إنسان ..

** لو كنت فظآ غليظ القلب

قالت له أمه وهي تبكي : ليتني ما أنجبتك يومآ ولا كنت لي وليدا أو ولدآ ..
حدث ذلك عندما أغلظ لها القول وصرخ في وجهها لأن الطعام لم يكن مطهيآ جيدآ .
وقالت أخته وهي ترتجف منه فرقانآ : سأكون كما تحب .. سأكون خادمتك .. سأنظف لك حجرتك .. وأمسح لك حذاءك .. ولكنني أبدآ لن أحبك
وقال له صديقه عمر وهو يفض الشجار بينه وبين أحد المارة في السوق : ماذا دهاك .. أتريد أن تضرب الرجل لأنه اصطدم بك غير متعمدآ ؟
أما والده فقال له بصوت حزين : إذا بقيت على هذا الحال من القسوة والسخط فاعلم أنك ستجد نفسك يومآ ما وحيدآ ومنبوذا ..
يسير في الطريق وتنهال عليه سياط الذكرى .. أقوال يعلو صداها مزمجرة في عظام رأسه .. فتخورعلى إثر ذلك قواه .. أحداث تصفعه وتلطم كل ثقته واعتزازه .. فيركل بدوره الحصا في طريقه والحجارة التي تشبة مضغة تخفق بين جوانحه .. يضع يديه في جيب معطفه وينكس رأسه منكسرآ لما ألم به .. وهناك على أرصفة الماضي يستحضر الحكاية.. وجوه غاضبة تنهض في رأسه .. أحداق باكية وحانقة تطالعه بلوم وعتاب .. حتى زملائه في الجامعة بدت ملامحهم كحفنة من الخطى الثقيلة التي تدوس رأسه وتحوم على وعيه ..
يتذكر ذلك اليوم حينما انفرد به أستاذه الوقور خارج قاعة المحاضرات وقال له بهدوء :
- اسمعني جيدآ يابني .. إذا أردت أن تتعلم .. فيجب أن تكون مضيئآ مثل نجم يقف بشموخ في الفضاء حيث يتوهج في الظلام .. ولا تكن أبدآ مثل نيزك يجوب السماء بنيرانه ليرتطم بالأجرام ويدمرها ..
وأضاف وهو يودعه : كن لينآ هينآ هاشآ باشآ .. إذا أردت أن تنجح في دراستك وحياتك ..
حتى أقاربه وأرحامه قذفوه خارج عالمهم , حتى جيرانه باتوا يتحاشون اللقاء به , فقد كان ينتهز حلول الزمن ليقتنص عثراتهم ويضعها تحت منظاره كظواهر مثيرة لعجبه ثم يطلقها مجموعة من الإنتقادات اللاذعة والسخرية المريعة .. أجل .. كان يتربص بالأحياء الدوائر , كان يتلمس بغروره آفات النفوس الخاطئة وينشرها صلفآ على الآذان المصغية .. وربما الأموات أيضآ لم يسلم بعضهم من نهش لحمه بأسنانه الملطخة بالهزء والشماتة ..
الآن هو وحيد كما قال والده على نواصي الدنيا .. الآن مهمش هو في الجانب المعتم من الحياة .. لا صديق .. ولا زميل ولا حتى قريب .. الجميع لفظوه من حياتهم حتى أصبحت تفاصيل أيامه بلا معنى أو حياة , ينظر إلى السماء حيث يظهر البدر مثل سراج وهاج .. يتأمله مليآ ويعبس .. في شروده يأتيه صوت شجي بعيد يقرأ القرآن .. توقفت حواسه عند الآية وراح يرددها بلا وعي :
" ولوكنت فظآ غليظ القلب لانفضوا من حولك .."
أجل هو فظ غليظ القلب .. تتجسد هذه الحقيقة في جمجمته وتتعاظم .. تهرول الآية في عظامه وتسير في دمه .. وكأن الضباب يتبدد من وعيه والظلام ينقشع .. وكأن النور يشع في إدراكه .. ويتجلى حلمه بكل وضوح ..حلمه الذي يهيمن عليه ويتنامى .. حلمه يدعوه للإسراع .. للركض , فراح يعدو ويعدو .. وعلى مفترق الطرق يقف ليختار دربه في الحياة .. وقف برهة يلتقط أنفاسه , ثم سرعان ما سلك طريق الإنسانية .. وراح يعدو بين أركانه ليحقق حلمه في أن يكون الإنسان المضئ ..

تحيتي

 

سحر الناجي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:48 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.