يبدو أن السعوديين أكتشفوا مؤخراً معنى جديد لكلمة " حوار"و التي كانت تعني في السابق " ولد الناقة".
و أقيمت المؤتمرات و الندوات للتبشير بالحوار فبعد " مزاين الأبل" بدأنا نسمع "بمزاين الحوار".
بل أصبحنا نقيم له مهرجاناً كل سنة و تستضيفة في كل مرة مدينة سعودية
و مع إنتشار موضة الحوار أنتشرت موضه جديدة اسمها " ورشة عمل"
ففي كل مرة أفتح فيها الجريدة أقرأ عن ورشة عمل جديدة
خُذ مثلاً: ورشة عمل لتشجيع عمل المرأة/ ورشة عمل لتنشيط السياحة / ورشة عمل لمواهب الطلبة/ و لا أستغرب إذا ما أقيمت ورشة عمل لتفعيل ورش العمل
هذه الورش و هذه المؤتمرات تخرج بتوصيات براقة ثم تُرفع ليطويها النسيان الجميل في الأمر أن هذه المؤتمرات تميزها الشفافية رغم أنها تُعقَد بعيداً عن الاعلام
و ما يدور فيها يخضع للرقابة قبل أن ينشر في الصحف. طبعاً لا غرابة في ذلك فنحن مجتمع ذو خصوصية
و لذلك لا بد لنا من شفافية ذات خصوصية ايضاً و ما دمنا في ذكر الخصوصية فجدير أن نذكر أن هذه المؤتمرات الحوارية تُراعي خصوصية المرأة السعودية ايضاً
فالمتحاورات تُخصص لهن غُرف جانبية و يشاركن عن طريق دائرة تلفزيونية مقفلة إقفالاً مُحكماً
و مما يثلج صدري كسعودي هو خروج المؤتمر بأفكار جريئة و جديدة
ففي الحوار الخاص بالمرأة نوه الحوار على أهمية المرأة و أنها نصف المجتمع
و ذكّرنا بعض المشاركين جزاهم الله عنا كل خير بأن المرأة هي أمنا و أختنا !!!!!!!!!!! بل هي ايضاً خالتنا.
وسوف تتفاجىء إذا ما عرفت أنها ايضاً عمتنا !!! ولا استبعد اذا ما اكتشفوا بأن المرأة جدتنا !!!!!
في ذروة احد برامج الحوار و الشفافية و المصارحة و عقد المؤتمرات الحوارية كان الكاتب المزيني يواجه حُكماً بالجلد بسبب التعبيرعن أفكاره
الحقيقة أن المزيني خالف قانون " حرية التعبير" المعمول بها / و التي تنص على " أنا أحترم حرية التعبير طالما أنك تبقي فمك مطبقاً"