
تسمّر نارسيسوس عندما رأى صورته على صفحة الماء
حتى تحجر و النمل يرتقي جسدة الحجري
هكذا تمت محاكاة سلفادور دالي لأسطورة نارسيسوس الأغريقي
( كما في الصورة أعلاه)
حتى أصبحت كلمة نارسيسوس ( نرجسي) مرادفة لحب الذات و الأفتتان بالنفس
ثم رفعت فلورنسا النهظة شعار
" الأنسان مقياس كل شيء" بعد أن طمره النسيان منذ سقوط اثينا المعتدة بنفسها
لكن فرويد كتب أن الغرور الأنساني تلقى ضربات في الصميم
الأولى عندما أعلن كوبرنيكوس أن مركز الكون هي الشمس و ليس الأرض
الثانية عندما أكتشفت الأنا في اللاشعور
هذا بشكل تجريدي و معياري و الآن نرجع لمقاربة النص
أخشى عليكم من هذا الجو الكافكوي ( نسبة لكافكا الروائي اليآئس).
عندما ينقطع هذا الإتصال الإنساني
فتصبح كل أنا جزيرة معزولة فتظن أنها الكون كل الكون.
فالشمس تشرق لأجلها و الأرض تدور حول محورها
و الطيور تهاجر بحثاً عن أشجارها. تتكثف الأنا و تتضخم
فتعبد ذاتها لتصبح صنم ينتصب بكل قبحه و عيوبه و لا يرى منها شيء
هكذا يتبجح الأنسان معلناً نفسه لا كـ سيد على الكون فقط بل سيد على أخيه الأنسان.
قالى تعالى { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور } الآيه الكريمه
ربما لهذا السبب يؤمر المؤمنون بوضع جباههم موطن عزتهم على الأرض سجوداً لله و ذلةً له
.