فايق عبدالجليل.. وحزب العصافير!
كتب:مبارك الشعلان
كتب فايق عبدالجليل يوما..
ثياب الرصيف مبللة
وناي المطر يعزف صبا
ويتذكر ايام الصبا..
وانا غروب الشمس.. ضيف بهالمسا
أنطر عسى
ناي المطر يغزل لي شي ألبسه
الناس من صوف وقطن
محد ترك جلده ونسى
الا الشجر.. عاري ولا احد لبسه
راح العمر
اللي اصابع روحي عيت تلمسه
راح العمر
اللي كتبته فوق درج المدرسة
راح فايق عبدالجليل.. صاحب حب العصافير
راح فايق عبدالجليل.. وقيدت القضية ضد مجهول..
راح المطر.. ولم تستنفر المخافر العربية
لانه ليس من اختصاصها البحث عن ناي يعزف للمطر.
او شاعر يُغني للحب والعشق والناس الطيبة ويكتب قصائد حب في «وسمية»..
وليس من مهامها البحث عن عصفور دخل السجن بطريق الخطأ.. لان مهمتها هي ادخال العصافير الى اقفاصها وليس اطلاقها لازعجاج السلطات بالغناء، فغناء العصافير يزعج السلطات المختصة.
كل شيء يهون.. الا ان اتصور عصفورا مثل فايق خلف القضبان.. وهو اذا اعلنت جهة مسؤوليتها عن موته.. فليس لانه تم اغتياله بمسدس او تصفيته.. بكلاشينكوف.. فالسجن يكفي لاغتيال العصافير.. ومنعها من التغريد هو اكبر عملية تصفية..
فسجن فايق لمدة تزيد عن عشر سنوات هو اكبر جريمة في حق العصافير ومنعها من تقرير مصيرها وقد كان فايق حياً ميتاً فاصبح ميتاً حياً فكل محبيه واصدقائه من بعده يشعرون باليتم انا احدهم.. يكفي ان لغتي الشعرية تعطلت من بعده.. واعتزلت كل كلماتي احتجاجا.
لانني من فصيلة دمه.. او هو من فصيلة دمي وهمي..
فاصبحت شاعرا مع وقف التنفيذ بعد ان تعطلت لغة الكلام عندي فلم اعد اكتب الا كلمات الاستنكار التي تدين هذا العالم الذي يخاف من العصافير.. فيودعها السجن تحت حجة حفظ الامن..
فأي عالم هذا الذي يخاف من العصافير؟!
فوجود فايق في السجن لسنوات وصمة عار في جبين هذا العالم وانتهاك صارخ لحقوق العصافير قبل ان يكون انتهاكا لحقوق الانسان.. وحق حرية الرأي والتعبير وأي عصافير هذه التي تلقى في السجن بتهمة انها من حزب فايق عبدالجليل.
او فايق عبدالجليل عضو مؤثر في حزبها يحرضها على قلب نظام العسكر واقامة مملكة العصافير التي لا تعتبر كتابة الشعر محاولة للخروج على القانون والعزف على ناي المطر
تهمة يجب ان يدفع مرتكبها عمره خلف اسوار السجن.