*حَديثٌ مُقيمٌ عَنْ جِدَارٍ عَابِر
لَسْتُ عَظَيْمًا وَ لا خَارِقًا , لِتَعْرِفوا عَنّي كُلَّ شَيء
مُنْذُ سَـنَوَاتٍ بَـعَـيْـدَةٍ وَ أنَا هُنَا , وَلَمْ يَنْتَبِهْ لِي أَحد !
هَذا مَكَاني , كُنْتُ مَعكم دَائمًا , كُنْتُ أمَامكم أحْيَانًا , وَعنْ يميْنِكم أحْيَانًا وَ عنْ يَساركم أحيْانًا أُخْرى ,
ودائمًا كُنْـتُ خَلْفَكم ابْتَسِمُ لَكم , وَ لمْ يَبْتَسِمْ لِي أحد .
أَعْرِفُ أَشْيَاءَ كَثَيـْرةٍ عْنكم : أَسْمَاءَكم , تَوَارِيخَ مِيلادِكم , مَلامِحَ وُجوهِكم وَعَلامَاتِكُم الْفَارِقَةْ ,
ذِكْريَات مَاضِيكم , حَاضِركم , ضَحْكاتكم , وَالأشيَاء الَّتي تُحْزِنُكم , شَكْلَ بُكَائِكُم .. أَكَاذيبكُم الصَّغِيْرَةِ وَالْكَبَيْرةِ
عَلَى السَّوَاء .. عَلاقَاتِكُم , أَسْمَاءَ حَبَيْبَاتِكُم , الأُغْنيَات الَّتي تُرَدِّدون .. مُطْربيكُمْ وَأنْديتكُم الْمُفَضَّلَة , أَكْلاتِكم ,
- حتَّى قِيَاسَاتِ مَلابِسِكُمْ .
.
.
.../ وَ لَكنكم لا تَعْرِفونَ شَيئًا عَنَّي , حَتَّى تِلكَ الْمَعلومَاتِ الْبَسيْطَة ’’ الْمَعلومَات الَّتي لنْ تُؤذيَ ذَاكِرَتِكُم ’’ , مِثْل :
- مِمَّا أتَكوَّن / مِنْ كم طُوبَةٍ بُنيت ؟ أو هَل كَانَ لِلطُوبِ كُلّه ذَات الْاِنْتِمَاءَ ؟
- مَا الذي يَسْنِدُني وَ جَعَلني صَامدًا طوَالَ هَذهِ السَنوَاتِ وَ مَنَعني أنْ أسْقط ؟
- كَمْ عُمْري ؟ أو مَنْ هُوَ الْبَنَّاءُ الَّذي بَنَانَي ؟
لا تَعْرِفونَهَا ,
وَ لاَ يَهُمكُم أنْ تَعْرِفوهَا , ’’ بِاللهِ عَلَيكُمْ مَا الّذي يَهمكم أنْ تَعْرِفُوهُ عَنْ جِدَار / بِماذا سَـتَهمكُمْ حيطةْ ’’ ؟
فَأنَا لَسْتُ عَظيْمًا وَلاَ خَارِقًا لِـتَعْرِفوا عَنَّي كُلَّ شَيء .
- أَظنُني كُنتُ عَظيمًا وَخَارِقًا وَ لَكنني فِي النهَايةِ مُجَرَّدَ جِدَار ..
جدارٌ مليءٌ بالثقوب ,
وَ غدًا سَـ أَُقَض !
* فبراير 2010