كانَ فارِها ً يَومُ المَطر الأثيث هذا .. كانت الضِّحكات تتململُ في قاعِ الهذيان وسط اعجوبَة التقاء , تَركَتنا السَّماء أطفالَ صَوت واحِد , فرُحنا نستَهلُّ بألفِ فَرحة رَقصاتِ عيوننا وبريقِ لَهفتِها لمَزيدٍ مِن " مَطر " , كانَ الحُبّ واثِقَ الخُطى نَحو ضَبابِ الأمنيات , أجزَل لَنا مُعجِزاتِ الوَقت الساحِب لغفوة الارضيَّة , وكَتَب نَشيد النّاياتِ فوقَ رؤوسِ أحلامِنا , تَكَّوَّمنا في ظِلٍّ يُشبه " نَحن " واشتَدَّ صَرعُ الأضلاعِ حتَّى رَمق العِشق الأوحد , ظَلَّ المَطر يَسرق الدفء مِن جيوبنا , يَغزو عالَمَ شَظايانا بنَهمٍ وليدُ الارتقاء , فظَهر الضَّباب خانِقا ً شرَح حالَ أن تَكون في دائِرَة تشبه صَقل السَّماءِ في اختيالِها , تَمرَّغنا في ذاتِ الوُجوه التي لا حَظَّ لها إلا أن تتقابل في وَجه الرّيح , علمنا كَم فَقيرةٌ هي الأرض دونَ وُجودِنا في سَكبٍ ساحر يشقُّ الامتِدادات إلى فضاءٍ مَجنون , علمنا أنَّ الحُبَّ أقوى في كلّ ثانيَة نَقضيها كافِرَة بالبؤس وَخديعَة اللَّيل , تَمنَّيتُ أن لا يَنتهي هذا الحلم المَكشوف لضحايا الاغتراب , أن يظَلَّ مَرسوما ً في أجسادِنا كَنقشٍ لاوجودَ لغموضه , انسَحبنا وبَكينا في ابتِسام , وكانت ملعقة التّاريخ تَكتب انتِهائها في عَجلَة حَيرى , كان لابُدَّ للأشياءِ الجَميلَة أن تَختَفي وكُنّا نَعلم , ولكن العَيش في رَونَقها أعاد لَنا أنفاسَ الوُجوديَّة بكاملِ تَفاصيلها المُمَرَّغَة بغَزارَة الجَمال , ثَقبتُ رئتيَّ في حضور هذا السِّحر القَويم , ونَفثتُ في أذنِ سَريرتنا كَلماتِ الحُبّ بشكلٍ صامِت كما العَين , كانَت تأخذنا فَوقيَّة العَبث وجَهنميَّة الحُزن الأغلى , الحُزن المُفرِح في كتابات السُّنون الخائِنَة مِن بَصيرَة والعاديَة على قُطّاعِ الطَّريقِ أمثالَنا , ما يَشتَدُّ المَطر إلا وكَبكَبة أنفُسِنا تُميطُ الكَون بذيلِ الرّوح الأنيف , نَلتَصق , نَهمس بـ أحبُّك فَوق الحُب , ونَذوي في شُموعِ الغايَة مِن مآرِب الخَليقَة , لنشعلَ البَرَكاتَ في ارتِجافِ ايدينا , كَم ثَقيلٌ على القَلب هذا اليَوم حَبيبتي كَم خَفيفٌ على الحُزن , كَم عَشقتُكِ حينَها وما زِلتِ , صائِمٌ عَن غير الإمتِلاكِ القَسريّ ومُتَجهٌ نَحو فؤادِك بحفناتٍ مِن مَطر آخر في يديّ .!