قلتها في نفسي بصوتٍ يشبه تردد الصدى بين أضلعي حين رأيتها ,
وُلد في مثل هذا اليوم : عطْرٌ وجنّة
بصوتٍ يهمس في اتجاه الريح كي تصل الصرخة إلى ابعد مدىً في الفرح,
بصوتٍ يُشبه الحماسةَ في الأناشيد الوطنية
بصوتٍ لا يُشبه الماضي كثيراً ,
الماضي الذي اذكره جيّداً في الأصدقاء الراحلين والأماني التي تجفل من قلبي كل عامٍ ارتّب فيه ايامي علّها تليق بغدي,
الذي اتنبأ به مُبكراً قبل الحصاد قبل أن تبدأ الأمّهات في الوِتر قبل أن تصحو العصافير
قبل أن ينتشر الرزق وقبل ( يافتّاح ياعليم ),
اراه قادماً من بعيد رغم ضبابية الطريق والفراش الذي يحجب ضوء الفوانيس رغم الشوك في قدمي الحافية,
رغم عيني المُتعبة
وظهري الذي تسحبه الجاذبية إلى الأرض
أكثر من أي شخص آخر,
قلتهاوhttp://www.6rb.com/songs/2759.html اراها كمشهد احفظه في قلبي ,
تتقافز سعيدةً في الطين تتحاشى الاسفلت تضحكُ بملء حُلمها ,
وانا البائس الذي يدخّن خيبته و يُرتّب العمر امام عتبة بابهم الجانبية ,
بهيئةٍ اعتادت رؤيته فيها هناك بنفس الملامح بنفس البسمة بنفس ( الجاكيت )
الذي تعرفه كل مواسم السنّة كي يدس الحًلم في جيبه العميق عن العابرين ,
بنفس الظهر المُنحني كمالكٍ حزين , بنفس العينين الرحيمتين التي يرقبها بها
ونفس الحُلم المُتدلّي من جبين القمر
,
قلتها بصوتٍ كالآميـن المُتصاعدة بعد الوِتر تماماً ,
أنتِ من ابتهل لأجله كي يجعل الْقدرعُمره القادم دعوةً مستجابة وطمأنينةً كسجدةٍ في التهجّد ,
أنتِ من تستحق أن يفتح العُمرالقادم لها ذراعيه يحضنها بحنيّة الأمهات والأمنيات القريبة من القلب
بعد أن يتوقف المطر يُخفي خلفه هديّة من السماء ,
ويدسّ في جيبها المقطوع
عمراً أجمل ...