الصورة الشعرية في نصوص الأمير بدر بن عبدالمحسن ( الجزء الأول ) - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
نَافِذه ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 246 - )           »          باب السهر (الكاتـب : محمد المغضي - مشاركات : 0 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : ياسر إبراهيم خليفه - مشاركات : 75340 - )           »          أحلام مخضّبة بالمشاوير .. (الكاتـب : حمدان روسان - مشاركات : 4 - )           »          حَدِيثُ الصُّوَر: (الكاتـب : خالد صالح الحربي - مشاركات : 427 - )           »          فلسفة قلم .. بأقلامكم (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 3893 - )           »          النهر النبي (الكاتـب : كريم العفيدلي - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          ...&& أخوك وإن بغى &&.... (الكاتـب : زكريا عليو - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 1 - )           »          استعدتُ بشاشتي 😃 (الكاتـب : إبراهيم عثمان - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 6 - )           »          رثاء متأخر، وعتب على الـ"غرغرينا"! (الكاتـب : حسام المجلاد - آخر مشاركة : عبدالإله المالك - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2007, 11:14 AM   #1
إبراهيم الشتوي
( أديب )

افتراضي الصورة الشعرية في نصوص الأمير بدر بن عبدالمحسن ( الجزء الأول )





كتبتُ في موضوع سابق عن الصورة الشعرية وأهميتها في النص وقلت إنها ركن من أركان القصيدة وتعد منطقة جذب


لإحساس القارئ ومشاعره خصوصاً عندما تُكتب بدقة وتركيز واضح وتتضح مهارة الشاعر في أبعادها وإيحاءاتها


وإيماءاتها، فهي تعد المميز النوعي لجنس الكتابة الشعرية. ومن هذا المنطلق أحببت في هذا الطرح أن نبحث سوياً في


بعض نصوص الأمير بدر بن عبدالمحسن عن الصور الشعرية التي رسمها لنا بريشة إبداعه وبذاكرته الخصبة ورؤاه الجميلة.


ويعد الأمير بدر بن عبدالمحسن من الشعراء القلائل الذين استطاعوا أن يقدموا لنا صوراً جديدة مبتكرة متفردة بملامحها


وأجزائها وعلاقة بعضها مع بعض، بعيدة كل البعد عن الوصف المباشر والتقريرية المملة بدلالات إيحائية ورمزية جميلة


رائعة خلابة يكتبها بشعور صادق وبتوافق تام بين الفكر والإحساس وبين الجزء والكل بنمطيها الحسي والذهني معبراً


عمّا يختلج بنفسه ويكنه في قلبه من خلال الاندماج مع المتخيل الشعري حيث فضاءات الدهشة والومضات التأملية


المتتالية، موصلاً لنا تموجات الصور الفكرية داخل محيط المشهد الشعري الذي تتنامى فيه إيقاعات الروح وتتشظى من


خلاله تفاعلات الوعي والخيال، فهو يثير فينا الدهشة والإثارة ويرتب لنا متعة القراءة بصورها المتعددة تاركاً لنا لحظات


تخيلها ومعايشتها حتى آخر أنفاس النص. فالمتمعن للصورة الشعرية التي يلتقطها الأمير بدر بن عبدالمحسن ببؤرة


حدسه يلاحظ أن هناك وشائج حميمة بين الصورة وبين اللغة التي يكتب بها وتلك القدرة الفائقة على اختيار المفردة


الشعرية الشعبية وتوظيفها في سياق جديد يخدم المعنى ويؤسس قاموساً غنياً بالألفاظ الشعبية التي تعد بالطبع مرجعاً


للقارئ وإضافة له، فاتحاً نافذة نطل من خلالها على أسرار تلك الصور ومكنوناتها الباذخة الروعة والجمال.


والذي أحب أن أنوه قارئي العزيز له هنا أن ليس من الأكيد أن نتوافق في معنى الصورة ودلالاتها فكل قارئ يرى


الصورة الشعرية المختارة هنا من قصائد البدر على حسب رؤيته الخاصة ومدى خبرته وثقافته، وهذا يدل على قوة


التشبيه أو الاستعارة التي جسدت تلك الصورة وكونت البنية الأساسية العميقة للجملة الشعرية في نصوصه، فكل يرى


الصورة من خلال الزاوية التي يتوصل إليها والمنهجية التي اتبعها. فما وجودي هنا إلا معايشة وإحساس للصورة وليس

تفسيرها واستقصاء نهائي للمعنى والمعطى الموجود.

ومن تلك الصور الجميلة التي لها دلالة بضوء إبداعه وشكلها من خلال خياله نقف عند هذه الصورة من نص (تخير):


(ألا يا صاحبي.. الرفقة ترى ما هي ثياب جداد.. تبدلها متى مليت.. وتلبس غيرها ثاني)

ويرسم لنا البدر في هذا البيت مدى أهمية العلاقة لديه ووجوب احترامها في خطاب شعري حميم حيث إسقاط لفظ


(صاحبي) كنوع من الدفء وينبوع من الوفاء، فيقول في هذه الصورة: إن العلاقة التي تجمعنا والرفقة التي بيننا ليست


كالثياب التي تفرح بها (جداد) وعندما تمل منها تخلعها وتأتي بغيرها كردة فعل طبيعية وعزة بالنفس شامخة أبية لا


ترضى إلا بصدق المشاعر ووضوح العاطفة التي تنضح بالوفاء، والمحافظة على الود وعدم الجفاء. وفي نص آخر حيث


تتزاحم الصور وتتناغم المعاني في حضور شاعري أخاذ نقف لنتأمل قدرة البدر على تصوير الحدث بكل دقة والتعبير


عنه بكل إبداع من خلال نقل ما يدور في ذاته بعيداً عن التقريرية والوصف الظاهر للأشياء التي تدور من حوله، وهذه


ميزة الشاعر المبدع الذي يحول من الموجودات والجمادات أجساداً ناطقة ومشاعر متحركة، حيث يقول في نص (تالي نهار):

تالي نهار وعاتق الشمس مذبوح ...والوقت لو تدرين للوقت ذباح

(تالي نهار) وفي لحظات الغروب يهوي سيف الوقت على (عاتق الشمس)

لأن الوقت الذي نبحث عنه كما تعلمين ند عنيد لماهية الوقت والزمن الذي **** اللحظات منا، فلك أن تتخيل قارئي


العزيز غروب الشمس وانفصالها عن جسد النهار عندما تلامس حدود الأرض ويعتليها الغيم المتشح جسد السماء برماديته


وسواده الحزين في اللحظات الأخيرة من سقوطها (غروبها)، وما هذه الصور الشعرية في البيت السابق وفي الأبيات


الأربعة التالية إلا لبيان حالة الشاعر ومدخل له وجذب للمتلقي لمناخات النص كتهيئة ذاتية ونفسية. وستتضح هذه الحالة

من خلال الصور التي رتبها البدر في ترتيب واعٍ مدروس بهندسة للكلمة وبأدوات مكتملة، فأترككم مع هذا البيت وما

يحتويه من صور:

كن السما صوتً من الذعر مبحوح ...والليل خيلٍ سود للضي تجتاح

يجسد لنا البدر من الزاوية الأخرى للمشهد الشعري كيف أن السماء مذعورة هاربة تطلق أصواتها هنا وهناك في محاولة


مستميتة للنجاة من خيول الليل السود (الظلام) التي اجتاحت مدن الضوء الناعمة في كنف النهار لتغتال الضوء وتقضي

عليه..

وفي هذه الصورة نرى ونحس بل تتفاعل الحواس جميعها لتكتمل الرؤيا المراد إيصالها وتجسد صورة حية قد نراها يومياً


ولكن لم نتفاعل معها بنفس الأجواء التي أطرها لنا البدر والأحاسيس التي استنطقها والمشاعر التي حركها:

وسحايبٍ فوق الشفق كنها قروح ...على جبين ما شكى كثر ما طاح

ويمضي بنا البدر في مشهده الشعري بترتيب سردي خلاب لتلك اللقطات التي صورها لنا بعدسة مشاعره وبصفاء ونقاء


أخاذ فيقول هنا: موضحاً لحظات الغروب في دقائقها الأخيرة وكأن السحب التي تعتلي الشفق.. تلك البقع في جبين


مضيء متوهجاً أصابه القرح فأصبح علامة بارزة تكتسيه (على جبينٍ ما شكى كثر ما طاح) الشمس التي لم تشتكِ كثرة


غروبها. ونكمل سوياً تلك اللقطات المضيئة حيث تروي لنا هذه الصورة بقية المشهد وتفاصيله الدقيقة:

لاذت عصافير المسا في ذرا الدوح ...وتنفس سراج الوهن بين الألواح

ولنا أن نتخيل تلك العصافير الهاربة من خيل الليل برهبته وعدته وعتاده لتلوذ خلف شجر الدوح فأصبح للوهن (التعب)


سراجاً يتنفس من خلال ساعات الليل الطويلة..

اقتربنا الآن للمحور الرئيس في النص من خلال ما سبق من تسلسل منطقي للمشهد الشعري والتهيئة التي أراد لنا البدر


أن نشاهدها في تلك اللوحة الزاخرة حيث الشفافية والبوح المنبثق من صميم الروح:

حبيبتي ضاق الفضا وين باروح ...وان رحت ظلم النفس للنفس ما راح


(ضاق الفضا) ضاق الصدر وتجزعت النفس فأين سأذهب وبمن التجئ! وكذلك لو وجدت مكاناً ومتسعاً لهذه النفس لا يزال

التعدي والسبب الحقيقي قائماً..


إلى أن يقول في صورة شعرية أخرى:

تبسمي برق على ثغرك يلوح ...بشد له ما دام في العمر مرواح

وما دام أن في العمر بارقة أمل من تلك الابتسامة التي تعتلي ثغرك وكأنها برق يلوح في الأفق بنوره وحبوره سأرحل


لكِ بمشاعري وأحاسيسي. وكأننا في هذه الصورة نرى ذلك البدوي الذي أصاب صحراءه القحط والظمأ فإذ بالبرق


يبعث الأمل في نفسه من جديد فينوي الشديد لتلك السحابة الماطرة متتبعاً (الحياء). فهذه الصورة لم تأت عبثاً ولكن عن


طريق الوعي واللاوعي ترسبت في ذاكرة البدر وارتبطت في ذهنه والتصقت في وجدانه فجسدها لنا بهذا البيت الرائع

والإبداع الممتع كمعطى ذاتي يدور في خلده وينبع من ذاته.

فيقول في نهاية النص بصورة شعرية تنبئ عن نهاية المشهد وسدل الستار:

غزيت وجه الصبح من غير مصلوح ...وانكفت دون الشمس هقوات ورماح

(غزيت وجه الصبح) الصبح هنا الحبيبة.. فعدت من تلك المحاولة الخاسرة بلا غنيمة أو فائدة والتي لم أعد من (دون


الشمس) إلا بالآمال الخائبة والرماح الصائبة، ولو أمعنّا النظر في الصور السابقة لوجدنا أن الفضاء وما يطرأ عليه من


مشاهد وتغيرات كونية قد كانت معطى ومصدراً لتلك الدلالات الشعرية التي استنبطها واستواحها لنا البدر (عاتق الشمس


مذبوح، وسحايبٍ فوق الشفق، عصافير المسا، حبيبتي ضاق الفضا، تبسمي برق، وانكفت دون الشمس). وكأنه يقول لنا


إن الإنسان بحالته الفسيولوجية وسيكولوجية مرتبط بالفضاء ويتغير مثل تغيراتها.


وفي نص (بالي) وعبر مشهد غني بالصور والإيماءات نمعن النظر سوياً في أبعادها وألوانها ونتأمل بمدى تأثير


الصورة الشعرية في تقريب الحالة للذهن وتفاعل الذات معها بمعزل عن التقريرية المباشرة والصور الميتة الخالية من

التموج والحركة:



لا تدعك القلب ترجي يظهر المارد ...ويقول لبيك عبدك باح مكنونه

( لا تدعك) والدعك هنا المس المتكرر والمتواصل.. فلا تحاول بحركاتك وإيماءاتك المكشوفة أن تستميل القلب (ترجي


يظهر المارد) والمارد: تلك الأسطورة التي تقول إنه في أحد الأباريق يسكن مارد من الجن بمجرد أن تلمس الإبريق


وتدعكه يخرج منه المارد ليلبي مطالبك وحاجاتك التي تطلبها بالحال بلا شروط أو مماطلة.. فهذه الصورة التي


استوحاها لنا البدر وشكلها لنا بفلسفته الخاص وهندسته المعهودة يقول للطرف الآخر: لم يعد قلبي ذلك الملبي المطيع


الذي أمتلأت عروقه حباً وعطاء فلم تعد تغريني تلك الإيماءات المكشوفة. ونتابع سيل الصور المنهمر في هذه القصيدة


ونتلمس ملامحها وننعم برؤاها وذلك بقوله:

قنديلك اللي انطفى ليل الشتا البارد ...سيان عنده وفيت أو توك تخونه

(قنديلك) وهجك وحرارة مشاعرك (ليل الشتاء البارد) برودة العلاقة فلا فرق عندي إن كنت وفياً أو أصبحت له خائناً


الآن. صور تترى ومعاني عميقة وكأننا أمام مشهد فلم بتفاصيله وحركاته. ولدقة طرح الصورة وعمق مغزاها كانت


الصور مترابطة ومتناغمة التسلسل والتشكيل. فلنواصل البحث في هذه الصور أيضاً وعن ما يرضي ذائقتنا ويشبع نهمها:

ترجّل الفارس اللي لأجله تطارد ...يازين شلفاك ملت تطعن طعونه


فها هو الفارس يترجل مواجهاً بكل شجاعة ووضوح فحتى (يازين) أيها الحبيب.. (شلفاك) رماح غدرك وأنانيتك ملت


أيضاً من كثرة الطعن، كناية عن كثرة الأخطاء والمواقف التي من كثرتها ملت هي أيضاً معي ذلك الأسلوب الممل.


وفي زاوية أخرى من نفس المشهد الشعري نستشف من هذا البيت تلك الصورة المنبعثة من دلالة المعنى ومدى تجانسها مع النص:

كل ما حداك الظما جيت الظما وارد ...كنك تعاف القراح وتشرب عيونه

(حداك الظما) أصابك وأخذ منك.. حيث كل ما احتجتِ لحناني ومودتي أتيتِ لتشربي من منابعه وتبحثين عنها. فيمضي


البدر بنا نحو حدود النص، وهنا حيث يصور بريشته ذاته عن مدى تلك العلاقة وآخر تفاصيلها:

شاب العتب وانقطع ما بيننا الوارد...ولولا الندم ماغرس ف ابهامه سنونه


فها هو العتب واللوم بيننا أصبح كبيراً هرما من طول مدة الجفاء والقطيعة بيننا فلو لم يكن نادماً لم تجد العتب كذلك


غارساً أسنانه بإبهامه من شدة الندم على تلك اللحظات التي قضينها صداً وهجران.


فلنتأمل ما الذي حصل بعد ذلك العتب واللوم من خلال هذه الصورة:

والحزن سيف على ارقاب الفرح جارد ...وكل بسمةٍ في ديون الصبر مرهونه

في هذه الصورة نرى الحزن يقف وبيمينه سيفه الفتاك ليقطع رقبة كل فرحة لينتزعها عن جسدها ويفصلها، وكل لحظة


صفاء وابتسامة سنجدها مسجلة في ديون الصبر كرهان.


وفي هذه اللقطة وقبل سدل الستار نتلمس البال الذي أصبح يتسكع في طرقات التفكير بسبب تلك الصدامات التي تلقاها:

إن صادفك في طريقك بالي الشارد ...قل له يموت الهوى.. باعيش انا بدونه

فعندما ينتابه الحزن ويكتسيه الوجع يصبح البال- الذهن مشغولاً ومضطرباً.. فلو قابلك ذهني الشارد فأخبره: ليموت


الهوى فلم يعد له قيمة عندي ولا مطلب وسأحيي حياتي من غيره فلا حاجة لي به..


وفي نص (تعبت أسافر) نعانق الفريد من الصور والتجديد في تجسيد رائع وتحديد بارع للرؤية والرؤيا التي رسمها لنا

البدر في ريشة إبداعه وأبعاد خياله:

تعبت أسافر في عروقي ومليت ...من جلدي اللي لو عصيته غصبني


(تعبت أسافر في عروقي ومليت) فلنطلق العنان للشعور والخيال ونستشعر هذا الشطر ونتتبع مسارب الذائقة، وعن أي


سفر يتحدث البدر يا ترى.. إذن أقرب ما للإنسان عروق قلبه التي يتجول بذاته في منحنياتها سفر مؤلم متعب يصيب


بالكلل والملل وخصوصاً إذا كنت وحيداً لا أنيس ولا جليس تبوح له بمكنون خاطرك وما يشغل بالك فكانت هذه الصورة


تجسد الوحدة في معطياتها وتتمدد في ثنايا النص متوغلة بأدق التفاصيل وأبلغ المعاني بسرد فني رائع.. ثم نكمل ذلك


المشهد المكتنز بالألم فيقول البدر: (من جلدي اللي لو عصيته غصبني) من صبري وحدود روحي الذي حتى لو أردت


التخلي عنه أجبرني على الالتصاق به والملازمة له..


ويقول في البيت الثاني وبصورة شعرية تعد امتداداً للتي سبقت وبسرد شعري دقيق وأنيق:

ياما تجاوزت الجسد واستقليت ...عن الألم.. لا شك جرحي غلبني

وها هو يحاول الهرب من واقعه والاستقلال بذاته لينأى بعيداً عن الألم ولكن لا مفر ولا حيلة لي أمام عمق جروحي وشدة


ألمها فبكل تأكيد هي المسيطرة على مشاعري والقوة والغلبة لها..

وفي وصف آخر وتصوير أدق للحرية الذاتية يقول:

أنا سجين الحال.. مهما تسليت ...وأنا الطليق وكل شيء قضبني

ومهما قضيت من لحظات الفرح والحبور إلا أنني لا أحس بالسعادة الحقيقية لأنني مقيد بحالي وذاتي من الداخل وكذلك

(أنا الطليق) فلا يوجد ما يمنعني من

التحرك في كل اتجاه أو التحليق نحو أي هدف ولكن بنظري أن كل هذا الوجود متشبث بي ولا يريد تسليمي حريتي..


كم أنت رائع أيها البدر في رسم هذه اللحظة.. التي تعايشها أرواح كثيرة في أنحاء العالم إحساساً بالاغتراب زمناً


ومكاناً وحيرة وقلقاً للروح وتقيداً بالجروح، صورة شعرية ناطقة صادقة تجعلك تحتفظ بها في مساحات ذاكرتك


وأعماق ذاتك.

وفي صورة شعرية أخرى من نفس النص يقول فيه:

كل السما في دفتري وان تجليت... مثل الشموس.. غبار قبري حجبني


على الرغم من وجود الشموس في سماء عمري إلا أن أغبار الألم (قبري) حجب ذاتي عن مشاهدة ضوئها ونورها


المنتشر في أطراف أيامي.. صورة تلوي أخرى ومعنى يعزز الذي يسبقه ويؤطر للذي يليه في توظيف للفظ رائع


وانتقاء للنسق فريد ليتناغم مع معنى النص ويتوافق مع معطياته وينغمس في أبعاده..



( جريدة الجزيرة ) الأحد 3 محرم 1428هـ

http://archive.al-jazirah.com.sa/2007jaz/jan/21/tr2.htm
]

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الآن كتاب " مسارب ضوء البدر" في مكتبة : جرير-العبيكان-الشقري - الوطنية .
twitter:@ibrahim_alshtwi

http://www.facebook.com/MsarbAlbdr

إبراهيم الشتوي غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عبد الله عطية الحارثي بين السفر والإستغراق في الذاتية محمد مهاوش الظفيري أبعاد النقد 6 07-10-2007 06:46 PM
الصورة الشعرية في نصوص الأمير بدر بن عبدالمحسن "الجزء الثالث والأخير" . إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 11 05-09-2007 11:04 PM
الصورة الشعرية في نصوص الأمير بدر بن عبدالمحسن (الجزء الثاني ) إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 9 04-27-2007 12:13 AM
الصورة الشعرية ومسارب ضوء الإبداع.. إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 11 01-20-2007 09:20 AM
صور لشعراء / شاعرات أبعاد ( الجزء الأول ) إبراهيم الشتوي أبعاد النقد 12 12-06-2006 07:34 PM


الساعة الآن 04:29 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.