تشريح الصحراء - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 2 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 4 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - آخر مشاركة : خالد العلي - مشاركات : 8 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 77 - )           »          [ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 75202 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 795 - )           »          [ #مَعْرِضٌ وَ تَعْلِيْقٌ ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 8221 - )           »          !!.. غــُبـــــاااار قـُـــرآآآآني ..!! ( وإنِّـي لَـعَـلًى صـَبْـرٍ عـَظـِيــِمْ ).. (الكاتـب : خالد العلي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 24 - )           »          أحلام الكلام (الكاتـب : وليد بن مانع - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 3 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - مشاركات : 0 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-03-2009, 06:13 PM   #1
سعد الميموني
( كاتب )

الصورة الرمزية سعد الميموني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

سعد الميموني غير متواجد حاليا

افتراضي تشريح الصحراء



لا زلت أجد في نفسي على ما ستقرؤنه، و لكن هي جملة أدبية لن تكتمل لو راجعتها و حذفت بعضاً منها.


هكذا أتت، محاولة ، أتمنى فقط أن تستحقكم،،،







خلق الله قلوبنا داخل سياج محكم في صدورنا ... محميةٌ تماماً ... و هناك أكثر من معبرِ ينفذ إليها .. العين داخل تجويف المحاجر، فجوة، ثغرة يمكن أن تتسلل منها النائبات لتغزو القلب..الأذن كذلك ... و الأنف كلها ثغورٌ يجب أن تُخشى رغم ذلك تبقى ذات خطرٍ محدود، فالعبور خلالها يُسمح به في إتجاه واحد فقط : إلى القلب.
الثغرة الأخطر هي التجويف الأوسع: الفم ... منه يمكن للقلب أن يتسلل إلى الخارج ...
خلق الله صدورنا سياجات محكمة، تحمي القلب! ثم نتخلى عنه بلا مبالاة، نسلمه إلى المجهول عارياً، بألسنتنا!! حينها، لن نلومَ سوى أنفسنا.

تباً للجاذبية، تباً للجاذبية، الفمُ لا يُفتح إلا بطريقة وحيدة أن يتحرك الفك السفلي إلى الأسفل، تساعده في ذلك الجاذبية، و هي نفسها من تقاومه، وقتَ نريد إغلاقه! احذروا الجاذبية، فهي الهلاك، تذكر أنك إن علقت في محيطٍ ما، فأنت لا تسرع باتجاهه، أنت تتسارع، تتسارع، تتسارع، و ضرر الارتطام يتناسب حينها مع حجمك.
شدة الارتطام، تتبع مقدار كتلتك، إذا كنتَ عظيماً، سيسمع الجميع صوت ارتطامك.
خلق الله عقولنا داخل مصفحة عصية، جماجم يستحيل إختراقها ... تبقى مهددة من ذات الثغور.
و وحده الثغر الأوسع من يسلمها للأعداء، يمدها اللسان!


و نحن نعيش في صحراء قاحلة ... حيث إعتادَ من سكنها عدمَ الإطمئنانِ لها ...عاشوا فيها صامتين .. لم يملكوا إلا ما يؤيهم لنهار، و يشبعهم لـ ليلة ... مُتأهبين للرحيل في أي حين!

هذه الصحراء ... وسط هذا الصمت المُريب، يتناثر فيها الآن قُطّاع الطرق، الحنشل، مصاصي الدماء، و يحكى عن غيلان، ترعى السباع.
و لئن أخرجت قلبك .. فسينهشونه بلا رحمة، و سيستلذون به كفاكهة قلّما يحصلون على مثلها، و سيلعقون بقايا الدماء التي تناثرت على شفاههم و شواربهم غير عائبين بك، سيظلون يراقبونك ، سيمتصون كل دفقة دمٍ تنزفها أمامهم حتى يأتوا على كلك .. ثم سيتنثرون مرة أخرى فلا يبقى سوى صمتُ الصحراء، الذي سيبلعك و كأنك لم تكن.
و لئن شمّوا رائحة دماغك .. فسيصنعون منه " عبيلة " يثملون بها، يعبّونها عبّا ... حتى يأتوا على آخر قطرة منه، و ستعلوا ضَحِكاتهم سكارى، و سيُضحكونك معهم بعد ما ذهبوا بعقلك ... من سيخبرك حينها - و أخيراً - بأنك تضحك!
راقب الصمت جيداً .. فإذا حلّ ثانية فاعلم أنهم قد أفاقوا من سكرتهم ... مترقبين متأهبين في جيوب الصمت.
خلق الله أطرافك أربعاً ... لا لتقبض ركبتيك إلى صدرك و تحيطها بذراعيك، و تهدر دموعك، فالصحراء قاحلة، و كل الضواري ستشتم رائحة الماء الهاطل من عينيك.
لا تنكفئ على نفسك، فحرارة الحياة داخلك تُشع، و ستخبرهم عنك، هنا لا اختباء!
أركض برجليك حتى تَكل، ثم ازحف حتى تدمى رسغيك ...
و لا تتوقف حتى تسمع أغاني النساء، و صرخات الأطفال.. عندها ستعلم أنك في كنف قبيلة من البشر...
قبل ذلك لا تنبس ببنت شفه ... فليس يخرج منك سوى : قلبٌ أو عقل، فلا تأمن للصمت أبداً ...
فهم دائماً هنا! ... حرمانك و عطشك للحياة، بهم ما هو أشد منه، هم مثلك عطشى و محرومين ..و ذلك ما يجعلهم مُصغين على الدوام ...

فلا تــتحدّث!





هناك مشكلة في التنسيق منعتني حتى من أن أواري هذه الملاحظة : )




 

التوقيع


عبث تائه


لا،


أكثر...

!


مدونتي :
http://saad.fqaqee3.net/wordpress/



سعد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.