يفتح الليلُ شفتيه
مؤذناً في الأفقِ بالسّواد...
فيهبط الحزن في القطعِ البكر
مُنقباً عن عشائِه الأخير...
وقبل إغفاءةِ العتمة بمسافةِ نهارٍ صيفي آخر...
يُقلّبُ الأبصارَ بين يديه...
يتفحص الأعينَ على عجلٍ...
ويؤوبُ لعينيّ..
يقتاتُ منها ضياع حواء
بلا نكهةِ أوراق التّوت..
يبحث في أحداقِي عن بستانِ تفاحٍ وارف,,
لم تحطْ على أسوارهِ الخطيئة..
لم تهربْ أشجارُه هلعاً من إخوةِ يوسف..
خالٍ من شرانقِ إبليس...
صالحٍ لدسِّ ناقةِ نبيٍّ بعيداً عن نيةِ مرتد...
والعودةِ إلية بجوعٍ مضاعف
كلما شعرَ بحميمِ الأرض يتكورُ في صدري بشكلِ بثرةٍ..
يَرْقاها...
يمسكُ عوداً ..
ويستعيرُ لحنجرتِه مزماراً من جرابِ داوود..
يصدحُ به مُشجياً ضعفي...
لكم ظنَّ سوءاً بأنّي أخشى الرُّعود...
وأجهلَ مآربَ صوتٍ قد ألفته...
لكم أخطأَ..
حين حبسَ في جرحي نسراً جسوراً
أضاف به لشموخي ربطةَ كبرياءٍ أنيقة..
وباءَ بفشلٍ ذريع
حينما آبَ إليّ بنظرةٍ عمودية..
تتربعُ في أقصاها الأقصى رغبةٌ مكرورةٌ
ومائدةٌ فقدتْ في قلبي معنى المعجزةِ ...!
( عمتَ مساءً أيُّها الحزن ..
أفسدَ غباؤك عشاءَك الـأخير ....)