وعاد جميع الطلاب إلى مدارسهم , باستثناء من حجبهم الذعر من وباء الـ A H1N1 فآثروا التضحية بعام دراسي عوضاً عن التضحية بأنفسهم خصوصاً مع ما يرد على سمعهم من سرعة انتشار الفيروس و خطورة اللقاح القادم في الأيام القريبة والتي لا نعلم إلى أي مدى هي كذلك .. هذه الأخبار المتلاحقة سببت ذعراً لدى الكثيرين لم تثنه الاستعدادات التي وفرتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة .. ولم تحد من وطأته على النفوس المواد الإعلامية التوعوية التي تحاول تهدئة الوضع مع توضيحات بأنه قد لا يعدو كونه مرضاً عابراً يمكن علاجه والسيطرة عليه إذا ما تم اكتشافه والتعامل معه منذ الأعراض الأولى ..!
كشفت العودة إلى المدارس حقيقة تلك الاستعدادات التي وعد الطلاب بها .. فمن دورات تدريبية إلى معقمات خارج كل فصل ونشرات معلقة وموزعة في الساحات .. تلك وغيرها من الاحتياطات لا يسعنا إلا شكر منفذيها و القائمين عليها وإن خلت منها بعض المدارس , وإن تسببت زيادتها وتخزينها بطرق غير آمنة بحريق في مدارس أخرى .. وإن لم تمنع ظهور حالات إصابة منذ اليوم الدراسي الأول ..!
إلى جانب ذلك كشفت العودة إلى المدارس ومع حالات الإصابة المتزايدة ضرورة تأجيل الدراسة لوقت أطول مما كان , كون المدارس بيئة خصبة لنمو انتشار الفيروس وكون بعض المدارس تشهد تكدساً بشرياً رهيباً مما يشكل عوامل مساعدة لزيادة حالات الإصابة .. ونحن على مشارف الشتاء حيث موسم الأمراض التنفسية وال تمثل هي الأخرى جواً ملائماً لتفاقم المشكلة ..!
وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الصحة تعلمان مدى تأثير المرض وأن به نسبة خطورة لا يستهان بها .. خطورة جعلت منظمة الصحة العالمية ترفع مستوى التأهب والتحذير من إنفلونزا الخنازير إلى المرحلة السادسة .. وهي أيضاً التي جعلت الوزارتين تتخذان الإجراءات الوقائية وتعيان وعياً تاماً ضرورة إغلاق المدارس عند وقوع وفيات بين الطلاب نتيجة الإصابة بالفيروس ..!
وهنا أقول : بأنه ما من حاجة إلى انتظار الوفاة حتى نقرر إغلاق المدارس ما دمنا نعي احتمالية حدوثها ..!
وقد يقول قائل : بأن إغلاقها لن يحجب الإصابة بالمرض على من قدره الله عليه ..!
لأقول : ونعم بالله ولكن الله نهى أيضاً أن نلقي بأيدينا إلى التهلكة .. و لا يخفى على الجميع أن بعض المدارس لدينا أقل مايقال عنها أنها " تهلكة " ..!
في الأوضاع الراهنة .. المدرسة تتطلب من المعلم إلى جانب عمله ونصابه المتعب ونشاطه اللامنهجي , أن يكون مرشداً صحياً , لأي حالة اشتباه بين الطلاب ..على الرغم من أن هذا الوضع مصيبة تحقق للبعض فوائد .. إذ من الممكن فتح المجال لأصحاب الاختصاص في المجال الصحي لشغل هذا الموقع في هذه الفترة بدلاً من تراكم المهام على عاتق المعلم .. كما تتطلب وجود غرف عزل لتلك الحالات تستقر فيها فترة معينة من حين الاشتباه أثناء الدوام الرسمي إلى أن يصل ولي الأمر أو مكلف بنقل الطالب من المدرسة ومعلوم أن بعض المدارس ذات فصول مكتظة بساكنيها وتشهد كثافة طلابية لو وجدت في المدرسة غرف إضافية لتم الاستعانة بها لتخفيف الكثافة عن الأخرى ..!
الأوضاع مرتبكة جداً .. مبطنة بالخوف .. أغلقت مدرستان إحداها في الخبر والأخرى في الرس بعد وفاتين بسبب الأنفلونزا .. ولا أظن بأنه يحق لنا أن نسمي ذلك [ إغلاق ] وإنما هو [ تعليق وتأجيل ] لمدة سبعة أيام كما نص على ذلك أحد بنود اجتماع وزارة التربية والتعليم قبل بداية العام الدراسي وبعدها ستعاود الأبواب افتتاحها واستقبال الطلاب والطالبات والفيروس باقٍ والتطعيم قريب والوجل باقٍ هو الآخر .. ولا أعلم إن تكررت حالات الوفاة بعد التعليق أي إجراء سيتم اتخاذه للتعامل مع الوضع الحالي ..! 
* أسأل الله للجميع السلامة
آخر المشاركات
10-26-2009, 01:35 AM
انتظروا يموت ..!
العرض الشجري