هناك صنف من الكُتاب المرتزقة في بلادي أُعطوا أكبر من حجمهم وقُدموا للقراء على أنهم أصحاب أقلام قوية وهم والله مُجرّد كُتاب ضُعفاء مرتزقة، يسيل لعاب أقلامهم على رائحة الدينار والدسم، حيث أُعطوا الضوء الأخضر ومساحاتٍ كبيرة وأعمدة بارزة لا يستحقونها في بعض الصحف والمجلات، وكل هذا من أجل أن يكونوا أبواقاً وخناجر طعنٍ في أيدي أسيادهم الذين استعبدوهم كتابياً .
أقول لهذا الصنف الرخيص من الكُتاب: لن تنالوا احترام الحرف حتى تكونوا صادقين معه، ولن تتذوقوا محبة الناس حتى كونوا مخلصين في طرحكم معهم، ولن تحلقوا في سماء الكتابة بكل جمال حتى تكونوا أحراراً من عبودية الدينار، ولا تظنوا في يوم من الأيام أن الكلمة الرخيصة وظلم الناس والكتابة عن الحسناء والكأس والسيجار سيؤدي بكم نحو الشهرة الحقيقية، بل هي ستؤدي بكم نحو حضيض الكتابة ومقت القراء لكم، لقد علمتني الكتابة أن ما يحتاجه الكاتب في رحلة الكتابة هو أن يكون مخلص لحرفه ولوجعه ولمن يتابعه .