ايهاب الجاسر
عندما كنت وهيب بن جسير
إيهاب الجاسر
يوم الأحد الماضي الحادي والثلاثون آخر يوم في السنة الميلادية الماضية وتحديداً الساعة السادسة مساء, حينها كنت للتو مستيقظاً من نومي, وغالباً النوم في هذه الأوقات يصيب الشخص بشعور غريب أقرب إلى الجنون.
و أول ما استيقظت من نومي التعيس وقبل الذهاب إلى المكتب أثناء جلوسي على السرير أحك شعري تخيلت أني أعيش في زمن ليس بزمننا لا يوجد به لا إنترنت ولا جوال ولا حتى بيجر أو سيارة, في زمن لو تذكره أحد لأحس بحكة في جسده من الغبار الذي يرافق ذاك الزمان.
زمن المواصلات بالخيل والجمال والاتصال بالحمام الزاجل, وكان أسمي وهيب ابن جسير, وهذه الفترة من التاريخ العربي الكل يعرف ان القوة للشعراء والفخر بهم دائماً فهم مصدر العزة لأي قبيلة.
و بين الخيل والناقة والخيمة والنخلة سمعت شخصا يقرع الطبل وينادي بأعلى صوته قائلاً : دم دم دم يا أهالي المدينة اسمعوا وعوا ستقام مساء اليوم مسابقة بين شعراء القبائل, دم دم دم يا أهالي المدينة اسمعوا وعوا ستقام مساء اليوم مسابقة بين شعراء القبائل, ويمشي بين أرجاء المدينة وهو يرددها والاطفال يلاحقونه .
وتلبية للنداء وحرصاً مني على الاستمتاع بالشعر ذهبت أنا وأصدقائي رشيد بن أبي غدير و شعيل أبن أبي غنيم , لنرى هناك جمعا هائلا من الحضور من كل مكان, ورصدت لتلك المسابقة مكافأة ضخمة قدرها الف الف درهم ذهبي.
ومع نهاية كل شاعر كنت اسأل أصدقائي ما رأيكم بهذا المتسابق فيردون اللجنة له تنافق, فسألتهم : برأيكم لماذا, فيردون : ببساطة لأنه ابن هذا , ومن هذا, يضحكون قائلين : إذا رأيته فانطق بالاستعاذة.
فلما خرجنا من سوق الظبي الذي أقيمت فيه المسابقة سألتهم على أي أساس أطلقتم أحكامكم تلك , فقال صديقي الغديري لو تأملت يا أبن جسير القصائد التي تم إلقاؤها لعرفت أن معظم شعرائها يفخرون بأصولهم وكذلك حكام هذه المسابقة أطلقوا أحكامهم على الأساس نفسه, فكم من شاعر ظلم تحت قسوة القبلية التي يحكمون بها.
وقال صديقي الشاعر الغنيمي: أزيدك من الشعر بيتاً يا ابن جسير الكثير من الحضور الذين ينادون باعلى أصواتهم لبعض الشعراء غيروا في رأي الحكام, حتى ان بعض الشعار كانوا سيفوزون بالجائزة رغم ضعفهم.
فعرفت أن هذه المسابقة ليست إلا تباهيا بنسب القبائل , فهذا شاعر الكوتية وهذا البحرية والآخر المرتية وذاك شاعر السعدية وهلم جرا.
اعتذار
العذر للشاعرين رشدي الغدير ومشعل الغنيم اللذين ذكرت أسميهما في المقال بشكل مختلف.
مقال اعجبني كثيرا للصحفي الرائع ايهاب الجاسر فأحببت أن انقله لكم هنا ..