اللغة العامية او اللهجة العامية قضية اشغلت الكثير من المثقفيين بين مؤيد ورافض لها
ومن خلال هذا المتصفح دعونا نطرح آراؤنا .. وفي اطار هذا الموضوع استطعت أن اجمع بعض الآراء لمجموعة من المثقفين والشعراء ..
ففي حوار صحفي مع الشاعر قاسم حداد كان له رأي وهو:
لسبب ما، أشعر بقلق كلما سمعت مصطلح (خليجي) هذاإنني لا أفهم من هذا المصطلح واستخداماته إلا قصورا عن فهم العصر بالمعنى الحضاري ثمة من يريد (خلجنة) كل شيء وعلينا أن نلاحظ هذا الأمر بانتباه شديد وبحذر يضاهي الشك في الأشياء من حولنا ثم أن ظاهرة الشعر العامي ليست جديدة إلا بالنسبة من يريدون توظيفها لتحقيق الإنكفاء الذي تشير إليه منذ أن وعينا كان الشعر العامي موجودا في الحياة و في الثقافة، ليس محليا فحسب ولكن على امتداد البلاد العربية إنه جزء من تكويننا الثقافي العربي بل أنه مصدر من مصادر الوعي الجمعي من الوجهة الإنسانية الجديد في الأمر أنهم الآن يحولونه إلى ظاهرة إعلامية ذات صبغة سياسية وإجتماعية سلبية لا تليق بنا كبشر يعيشون على أبواب القرن الواحد والعشرين لست ضد الشعر العامي، لكنني ضد تجييره لصالح منظورات متخلفة فالشعر ، مطلق الشعر، هو البعد الإنساني لحياتنا أيا كانت طريقته في التعبير ولعل في تجربة ابن لعبون ( لكي أذكر لك مثالا رهن التداول) الدليل الساطع على أن هذا الشاعر ، بالرغم من مصادره القبلية، إلا أنه كان يذهب إلى أبعد من الجغرافيه وأبعد من القبيلة، إنه كان يذهب باحثا عن حريته في الحياة والتعبير، على امتداد الأرض التي اقتسمها الآخرون وراحوا يضربون فيها الحدود والمصادرات حتى أنك الآن ، حين تحاول قراءة تجربة شاعر مثل ابن لعبون لن تجد الحرية الكافية للنظر إليه بوصفه مبدعا مضادا للمؤسسة، هذا الذي تتسابق الآن المؤسسات التي صادرته في حياته على إمتداد المنطقة، حتى يكاد الجوهر الإنساني للشاعر يضيع مرة أخرى، كما لو أنه تعرض للعسف أكثر من مرة .
وكان للكاتب منصور بن صالح اليوسف هذا الرأي :
لا شك ان الشعر العامي يحظى باهتمام وقبول كثير من الناس، والى جانب مايحويه من عاطفة ومشاعر وأحاسيس فإنه يعد رافدا من روافد ذاكرة الامة, ولكننا نجد في الآونة الاخيرة انه اعطي مساحة كبيرة قد لا تنقصها المبالغة في وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وصحافة وتلفاز, حيث ان اغلب الصحف تفرد صفحات للشعر العامي، وبعض الاذاعات تفرد برامج خاصة للشعر العامي ايضا، اما الفضائيات فهي لا تتردد في استضافة العديد من هؤلاء الشعراء, وإذا مانظرنا الى الامسيات المخصصة للشعر العامي والدواوين التي تصدر حاملة العامية فحدث ولا حرج, وبالمقابل فإن وسائل الإعلام المذكورة لا تخصص للشعر العربي الفصيح مساحة تذكر كما تخصصه للشعر العامي على افتراض مقارنة الشعر العربي الفصيح بالشعر العامي, لذا اقترح على الشعراء الذين يكتبون قصائدهم بالعامية ان يكتبوها بالفصحى او بعضها على الاقل، والاقتراح موصول ايضا الى وسائل الاعلام المختلفة باعطاء اللغة العربية وآدابها مساحة اكبر, وأخيراً بقي ان اقول انني لست ضد الشعر العامي ولكن ضد طغيانه على اللغة العربية الفصحى وآدابها في وسائل الاعلام المذكورة.
أما الشاعر الأمير عبدالعزيز بن سعود السامر :
أنا لست ضد الشعر الفصيح ولكن إذا أردت ان نتحدث عن هذا الجانب دعنا نركز على الجمهور والحضور والذي يحدد هذا الأمر، والشعر الشعبي هو الشعر الأساس والذي نستمد الحكمة منه ولكن الآن هو غير موجود، ولو قارنا مقارنة بسيطة على سبيل المثال من خمسة آلاف شخص تجد أربعة آلاف وتسعة وتسعين يميلون أو يفضلون الشعر الشعبي والواحد المتبقي يفضل الشعر الفصيح، واللهجة هي التي فرضت الشعر الشعبي والذي يعتبر لغة العصر ولغة آبائنا وأجدادنا.
أخيرا :
الإتهامات ضد العامية فيها تجن كبير. العامية لهجة لها ارتباط كبير وواضح باللغة العربية الأم، هناك اتهام على أساس ان العامية هي لغة شعوبية وهذا خطأ كبير، فاللهجة العراقية يفهمها كل العراقيين، صحيح ان هناك بعض الاختلافات في المفردات بين الشمال والجنوب او الغرب والشرق، ولكن من الممكن كتابة قصيدة عامية يفهمها كل الناس. ثمة مفردات اذا كانت غير مفهومة فالمتلقي يبحث عن معناها ويفهمها -قصيدة "الريل وحمد" يقرأها ابن الموصل مثل ابن العمارة او البصرة بل حتى من خارج العراق، وفي الخليج العربي وليبيا والجزائر. لقد تفاجأت ان هناك في الجزائر من يحفظ قصيدة "الريل وحمد" ويستوعب صورها. وكون اللهجات العامية تؤذي الوحدة العربية، فهذا أمر مضحك، العامية قادرة على الإثارة والتحريك أكثر من الفصحى. عندما تكتب قصيدة بالعامية حول أوضاع معينة يعيشها الناس، فإنها تحركهم أكثر اذ يتداولونها ويحفظونها، ونادراً ما نجد الآن من يحفظ قصيدة فصحى حديثة، او أن تبقى بعض أبياتها بين الناس. اذاً القصيدة العامية ليست شعوبية، وهي أيضاً ليست معادية لوحدة الأمة العربية، بل هي إغناء للشعر، وفيها مادة لا تستحملها قصيدة الفصحى وفي الوقت نفسه من غير الممكن، مثلاً، ان تتناول موضوعاً فلسفياً بالعامية.
مظفر النواب
دعونا نناقش هذا الموضوع من خلال هذا السؤال
الا يعتبر الشعر الشعبي خطراً على اللغة العربية الفصحى، وهل أنت ضد الشعر الفصيح؟
</SPAN>