الشعر والخيال - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 7 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 21 - )           »          لا أقبل أن أحيا ك الحيوان (الكاتـب : فهد الغبين - مشاركات : 17 - )           »          قَطرَةٌ مِن ضَوء (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 4 - )           »          اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          إكسيرة حياتي (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          لحن الصمت !! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 2144 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-22-2009, 06:31 PM   #1
محمد مهاوش الظفيري
( قلم نابض )

الصورة الرمزية محمد مهاوش الظفيري

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 725

محمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعةمحمد مهاوش الظفيري لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي الشعر والخيال


الشعر والخيال





رغم هذا السعار الإعلامي الهائل على سبيل الصورة المرئية إعلامياً ، والتسابق المادي الحاد ، والعنيف وراء المادة بكل أنواعها وتفريعاتها وفي نفوس القراء والمتابعين والمستمعين ، حتى عند أولئك الذين لا يحسنون قراءة الشعر بشكل صحيح ، ولا يحبذون حضوره بشكل دائم أو شبه دائم، إلا على سبيل الاستماع ، والاستماع فقط ، إما مسايرة للآخرين ، أو للترفيه عن النفس في بعض الأحيان ، رغم كل هذا ، يبقى الشعر في أولى المراتب محافظاً رونقه القديم مع اختلاف واضح في التعاطي معه . إن هذا الوضع يدل على إصرار هذه الأمة العربية ذات الهوية الواضحة والثقافة المميزة على إبراز بصمتها الذاتية الخاصة بها ، كونها أمة كلام ، وأمة بيان وبلاغة ، وشعب يعشق الفصاحة والإفصاح عن مكنون الصدور حد الثمالة ، ويرى أن التفنن في صنوف الكلام من أهم مقوماته الثقافية ، كيف لا يكون ذلك ، والعرب اسم مشتق من الإعراب ، الإعراب عن مكنون الصدور وخبايا النفوس ، أقول : رغم كل هذه الثورة التقنية الهائلة التي تجتاح العالم من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب ، ومن أعلى قمم الشمال إلى مجاهل الجنوب . رغم كل هذه المادية الشره والحياة التي لا تعتمد إلا على الأرقام والحقائق الموثوقة بالصور والمعتمدة على التقارير والأدلة والأرقام والرسومات البيانية ، يبقى الشعر في مكانته المعهودة السابقة ، وإن تناثرت بعض الأقاويل هنا وهناك من أن الرواية أصبحت ديوان العرب الجديد ، والشعر لا يستقيم ما لم يكن وراءه خيال يرفده ويقويه ويشد من أزره , لذا يظل الخيال حاضراً حضوراً بيناً ، ولن يكون هناك شعر ، ما لم يكن هناك خيال يرفد هذا الشعر بكل طاقاته التأملية وقدراته التخيلية التي تصنع منه شعراً يستحق القراءة . هذا الخيال الذي يتجاوز بأصحابه كل حدود الخيال ، للدخول في عالم الميتافيزيقيا الغارقة في التأمل . رغم المجازر والحروب واستباحة كرامات الدول ووأد حريات الشعوب ، والقتل المنتشر على الهوية هذه الأيام ، يظل هاجس الروح ، وحب التطلع إلى المستقبل المنظور أو غير المنظور ، القائم على الخيال والتأمل ، والإستغراق في عوالم ما وراء الطبيعة ، يفرض نفه على الشعراء ، وعدد لا بأس منه متذوقي الأدب والفن ، والشعر على وجه الخصوص .
إن المتأمل في إنسان هذا العصر ، يجد أن الروح الشاعرية لديه قد إضمحلت ، وضمر لديه الإحساس الإنساني الخلاق ، وأصبح إنسان هذا العصر مثل الآلة ، ليس له قيمة في حد ذاته ، إلا بالقدر الذي يمكن الإستفادة منه ، وهو - أي الإنسان – انقلب على إنسان الأمس وانسلخ عنه ، لأن إنسان الأمس كان متعلقاً بأمور غيبية كثيرة ، كعبادة الله سبحانه وتعالى حق العبادة ، أو التعلق بالآلهة والأوثان ، وماشابهها من أمور غيبية لا مرئية من الصعب تصورها. أما إنسان اليوم ، فهو لا يعبد إلا المادة ، ولا يركع إلا للمال ، ولا يؤمن إلا بالاقتصاد ، أي أنه يرى ربه ومعبوده الجديد شاخصاً أمامه كأرصدة البنوك والسيارات ، وغيرها من ماديات العصر ، وعلى هذا الأساس أصبح يرى معبوده أو يكاد يلمسه أو يركبه أو يضعه في جيبه ، أي أنه صار يتعامل معه من باب الفائدة والربح والخسارة .
وحتى لا يشطح فكر بعض القراء ، حول حساسية الأمور الغيبية ، أقول : إن الحكايات والأساطير التي كنا نسمعها عندما كنا صغاراً من الأمهات والجدات قبل النوم لم يعد لها ذلك البريق هذه الأيام ، بل لقد ذهبت مع من ذهب من كبار السن ، لأن أبناء هذا الجيل ، جيل الانترنت والبلاي ستيشن الذين أعملوا عقولهم في التكنولوجيا وتفننوا في مهارات التقنية الحديثة ، لم يعد " لـ " تريترا أم ترتور " وحمارها الأعرج ، والأطفال الذين تأخذهم في رحلة العذاب الطفولي ، الذين ننام ونشبع نوماً ، وفي هذه اللحظة التي أكتب بها هذه السطور لم نقف على نهاية نختتم بها رحلتها الأزلية ، أقول : إن هذا الجيل لم يعد يهتم بمثل هذه الحكايات الشعبية الجميلة ، لأن عنصر التخيل إضمحل لديه ، بالقدر الذي اتسع أفقه العلمي ، وتطوره التقني الفني والمهاري ، والشعر خيال لا يعترف بالحدود والأطر الثابتة المحددة بسيجات معينة ، ترسم ملامح الأشياء بشكل ثلاثي الأبعاد ، أما الخيال التأملي ، فلا مجال له عندهم .
الشعر حدس يقوم على الخيال، لا فلسفة تعتمد على المنطق والإثباتات العقلية ، ومن هذا المنطلق خلط كثر من الناس بين الشعر والمنطق ، ومادام الشعر خيال أو نابع من الخيال ، انسحب هذا الخلط على الخيال كذلك . المنطق طريق العقلانية ، والخيال سبيل التأمل . والمنطق يعتمد على حقائق ومسلمات وبديهيات ، بينما الخيال فضاء ممتد لا يمكن الإحاطة به ، والمنطق له حدود يقف عندها ، أو الوصول إليها ، أما الخيال ، فلا يؤمن بالحدود و لا يعترف بالحواجز ، ومن الخيال ما هو فوق الخيال ، وأعني به عالم ما وراء الطبيعة " الميتافيزيقيا " ويمكن الاستفادة من التأمل الفلسفي في الشعر ، إذا كان المحرك الأساسي له الخيال ، وعندها يكون الشعر توق فلسفي روحاني يهفو إلى حياة روحية سامية متأملة في ملكوت الخيال الإنساني ، بعيداً عن شوائب الحياة المادية وأنانيات العصر .
هذا الكلام ، يقودنا إلى أن الشعر روح لا عقل ، لأن العقل إذا هام ضاع ، وقد يدمر صاحبه ويدمر العالم من حوله ، أما الروح إذا هامت ، فإنها ستبحث عن الجمال . العقل قد يهيم في البحث عن الحقيقة ، أما الروح فهي تنشد الجمال .
الطفل حينما يولد ، أو حينما يكبر ، إلى أربع أو خمس سنوات يكون هاجس الخيال حاضراً لديه بقوة ، بل إن العقل لديه مغيب أو شبه مغيب ، فنجد أن الخيال عنده قوي ، وحاضر معه بقوة ، ويذهب به الخيال كل مذهب ، ويأخذه إلى عوالم لا يدرك حقيقتها أحد ، أما العقل فلا ينمو إلا بالمعرفة والتعلم . وعلى هذا الأساس نرى تغنى عدد من الشعراء ببراءة الأطفال، لأن هذه البراءة ، هي القصيدة الحلم التي لم يكتبها أحد حتى الآن .
الشعر الحقيقي انفعال ثم إمكانية توظيف هذا الانفعال في قال شعري معين . والنص الأدبي الرائع ، ولاسيما الشعري منه ، هو ذلك القادر على إيقاظ الروح المخبوءة في نفوس الآخرين وإشعال حرارة الحياة فيهم . والأدب الذي يرضخ للحدود والموانع والحواجز لا يعد أدباً ، إن الأدب المحترم هو الأدب المنطلق الحر في فكره وإبداعه وفي طريقة كتابته . والكتابة الفوتوغرافية عند الناس والمجتمع لا تعد إبداعاً ، لأنها خالية من المشاهد النابضة الحية المفعمة بالروح ، و بإمكان أي مصور يعمل في أي محل للتصوير ، القيام بهذه المهمة خير قيام ، لأن هذا النوع أغفل وظيفة الأدب العظيمة ، وهي تسليط الضوء على خبايا النفوس ، وتشخيص الأشياء الجامدة ، وزرع الحياة فيها . وليس غايته تحقق مكاسب إنسانية ، أو دفع قيم أخلاقية للشيوع ، أو المساهمة في البحث عن حلول لمشاكل الناس ، أو القضاء على أزمة الفقر ، بل غاية الأدب ، والشعر على وجه الخصوص ، توسيع الفضاء الروحي لدى الإنسان ، والإرتقاء بذائقته الفنية ، ومحاولة رفعه عن الأرض إلى السماء ، واختراق الأجزاء العلوية ما أمكن ذلك الإجراء ، والنص الشعري لا يستطيع تحقيق أي غرض مرجو منه ما لم يكن ممتعاً ، وفيه نفس إبداعي واضح ، يرتقي بالذائقة الفنية عن سفاسف ما يُطرح باسم الشعر ، وعالم الشعر ، والعمل الأدبي لا يصل لهذه الدرجة من النضج ، ما لم يستطيع كاتبه سكب شئ من روحه في هذا النص أو ذاك .

 

محمد مهاوش الظفيري غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:04 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.