يشــــاع فــــي مدينتــــي

[صالح الفرحان]

يا طائـــري المثقــــل بالثمــــر وبالعشـــب
يشــــاع فــــي مدينتــــي
أنـــك فتحــــت دفتــــر أسفـــــارك
ورحلـــت بــــلا وداع ،
ويشـــاع ، أنـــك ككـــل الطيـــــور
تعشــــق الترحــــال وإطلالـــــة الغيــــاب ،
ويشــــاع أن الهـــــواء أصبــــح ملوثــــا ،
وأن حكايتــــي معــــك أصبحـــت مملــــة ...
فمـــا عـــاد لـــون عينـــي يغريــــك
ولا شكـــل ابتسامتـــي يرضيــــك
ويشــــاع ، يا طائـــري ، فـــي مدينتــــي
أنـــك مــا عــدت تصعـــد للقيـــاي
أدراج المستحيــــل خطفـــــا
وتشعـــل أصقـــاع الليــــل عنــــاء
وجنونـــــا
وعشقــــا ...
يا طائـــري المثقــــل بالثمــــر وبالعشـــب
لـــم غـــادرت مدينتـــي الآن ،
لــم أغلقــــت خلفـــك بوابـــة الفعـــل الطيـــب
وتركـــت النـــداء يتـــلألأ فـــوق شفتـــي
وأطلقـــت صرختــــي :
يا طائـــر أحلامـــي
لا تحمـــل نبضـــي وتمضــــي
حـــرك جناحيـــك وعـــد ،
عـــد مــن حيــث انطلقـــت ،
مـــن حيـــث بـــدأت...
ألــم نكـــن بالأمـــس رفيقـــان
ألــم نكـــن حبيبــــان...
يا طائـــر أحلامـــي
الحـــب فـــي عينـــي ينابيــــع
والحيــــاة فـــي جناحيـــك بساتيـــن
فلـــم ترحـــــل
وعالمـــك مـــا زال جميــــلا
أشيـــــاؤك
ذكرياتـــــــك
عشـــك المطـــرز بالــــدفء
وبالألفـــــــة ...
فعــــــد يا طائــــر الأحـــــــلام
عــــــد ...
كـــي نغــــرس بيـــن الماءيــــن نخلـــــة
ونغمـــــر العتمــــات بالفرحــــة

من ارشيفي