قَبْلَ أنْ يُبَاغِتَ رُوَّحي :
الصقيع
.
أريدُ لِـ مزَاجي الآن , وفِي هَذَا الصبَاح الْبَارِد مِنْ شباط كَ غِيَابِهَا :
أنْ يَسْتَعيْدَ رَغْبَتُهُ بكِ , كَمَا هْي عَادتَهُ كُلَّ شِتَاءَ , فَأنَا أحتاجُ إلى الدفء , دونَ أنْ تُجْبِرَني
أُمي عَلَى ارتِدَاءِ مَلابِسَ ثَقيْلة , أو مَلابِسَ تُشْعِرني بِ الْمَنْفى , كَ كَنْزَةِ الْبلوفر, أوْ الْبَالطو
الأسود الطويل .
أطرافي تُؤلمني منذُ أسبوع , وأنا أحْتَاجُ إلى الدفءِ ؛
كي لاَ أنَامَ مرّةً أُخْرَى عَلَى سَريرٍ بَارِدٍ وَ مُرتَفِعٍ في الْمَشْفَى ؛
بِسببِ الروماتيزم .
لا أريد لِـ مزَاجي أنْ يُصبِحَ بَارِدًا وغبيًا كَ مزَاجِ سَمَكَة ,
تُفضِّلُ الْمبيتَ طِوَالَ الشِتَاءِ حَزيْنَة ؛ فَقَط لإنَّهَا لاَ تَجِد مَا يكفيهَا مِنْ الْغِذَاءَ .
أنَا أحتاجُ إلى الدفء , و ليْسَ مِنْ أنثى :
سِواكِ تََقْدِرُ عَلَى
مَنْحي الدفء الْذي أحتاجه ..
ففي كُلِّ الشتاءات الْماضية كُنْتِ أكْثَر وَفَاءً وَ فِتْنَةً وَ أنَاقَة , وَ كُنْتِ أنْتِ مَنْ يَصلُ أولاً ,
دونَ أنْ نُرتِّبَ لنا مَوْعِدًا مُسْبَـقًا !
إنني أحتاجُكِ هذا الصَـبَاح أكْثَر مِنْ كُلِّ الشِتَاءَاتِ الْمَاضَيّةِ مُجتَمِعَة ,
لا أرغب أنْ أسألكِ : لِماذا تَأخرتِ ؟ وَ لكني سَـ أسألُكِ :
لِمَاذَا تَأخرتِ ؟
فَـ أنَا أحْتَاجُ إلى الدفءِ ,
دونَ أنْ أرتدي مَلابِس ثقيلة , أو أخرى تُشعرني بِ الْمَنْفَى , كَ :
كنزةِ الْبلوفر , أو البالطو الأسود الطويل .
فَأنَا الآن وفي هذَا الصباحِ البْارد مِنْ شبَاط كَ غِيَابِهَا :
أحْتَاجُ إلى مزَاجٍ دافئ بِمَا يَكفي , مزَاجٌ يَفوحُ مِنْهُ الزَنْجبيل ,
مزَاجٌ مُشْبَعٌ حَدَّ التُخْمَةِ بِ الْقَهْوةِ وَ رائحةِ القُرْنْفَل أو الزَعْفَران ؛
فقط كي أكتبَ لهَا ,
كي أكتبَ لِـ :
حبيبتي .