في التاسعة صباح الأول من هذا المحرم ، انطلقتُ بسيارتي على طريق خارج حدود مدينتنا ، قاصدة مشفى كبيرا ، قالوا سينفسوا لي عما بداخلي ، أخبرني الطبيب بأنه سيستعمل المثقب لاختراق تلك القشرة الصلبة حرقا ، علَّه يحيا مجددا ما بداخل تلك الجوزة العنيدة .
نزعوا عني ثيابي ، ودفعوا إلي بكفن العمليات المعقم لأرتديه ، دسوا أنبوبهم الرفيع في ذراعي ، مددوني فوق المنضدة ، وسألوني أمسلمة؟ أجبتهم الحمد لله ، قالوا : إذن فاقرئي الشهادتين ، وأظنني أتممتها وبدأتُ في المعوذتين .... و ...
لم أدر كم من الوقت مر قبل أن أفيق على صوت حسناء شابة سألتني : حمد الله عالسلامة ، أمعك مرافقـ/ـة ؟
أدرتُ لها وجهي ، غامت عيني ورفَّت أهدابي ، برأسي صوت يخبرها : معي ربي سيهدين .. "الله يسلمك" ..