لم تنبع شهرة المطرب الراحل من كونه أول مطرب كويتي تسجل أغانيه في الخارج، ولا من كونه نقل الاغنية الكويتية خارج حدود الوطن حيث غنى في العديد من الاذاعات. بل تضافرت عدة عوامل جعلت من هذا المطرب الرائد اهم المغنيين وأكثرهم شهرة، وحسب ما يذكره الباحث د. يوسف دوخي فان شهرة هذا المطرب الواسعة وتألقه كانا نتيجة عوامل وقدرات فنية ومميزات تميز بها أهمها: إن عبداللطيف يمتلك صوتا رنانا جهوريا وحنجرة قوية قادرة على تأدية أصعب أنواع الغناء. إذ أن صوته كان يطغى على سواه وأي مطرب آخر يشاركه الغناء وكان شجاعا لم يكن يخاف المجاهرة في غنائه، وفي كل الأحوال، ولم يكن يكتم الأسرار الى جانب أنه صاحب نكتة ساخرة لذا أحبه الجميع، ونجح في تقديم أغان رائعة.
ويقول عنه الباحث د. فهد الفرس: «تميز الفنان عبداللطيف الكويتي بالموهبة في حفظ الألحان الشعبية ونقلها بالشكل الصحيح من خلال الصوت الجميل القوي، والأداء السلس الرائع وسلامة مخارج الألفاظ والحروف والحرص على العمل والدقة فيه «وهي مميزات لم تتوافر في غيره من المطربين، لذا برز هذا المطرب وتفوق على غيره على رغم ان العديد من المطربين ظهروا في الفترة نفسها التي برز فيها، حيث استطاع بفضل قدراته الفنية وبطموحه وتصميمه وقوة ارادته على تحدي كافة الصعاب التي كادت توقف مسيرته، وبرز نجمه في سماء الأغنية رائدا بارزا ويعجب المرء بكفاح هذا الانسان وتضحياته الجسيمة من أجل فنه اذ تحدى كافة المصاعب الاجتماعية والبيئية والنفسية والجسدية وحمل على عاتقه لواء نشر الأغنية الكويتية خارج الحدود، وكان له ذلك».
وينقل عنه الراحل صلاح البابا قوله: «أنا اعترف بالفضل لأستاذي المرحوم خالد البكر، فقد كان تأثيره علي كبيرا، من خلاصة فنه كانت أصالة حياتي وانطلاقتي الفنية حيث لم أجلس أمام ملحن يلحن لي أغنياتي بل ألحانه القديمة سمعتها وقدمتها وسرت في دمي».
دائم البحث
وعبر مشواره الفني الطويل كان المطرب عبداللطيف الكويتي يعيش حالة من القلق في كل لحن يقدمه لأنه لا يريد أن يكرر نفسه، بل كان في كل مرة يبحث عن الألحان الجديدة التي تقربه من جمهوره العريض، ليس في الكويت وحسب بل وفي أنحاء الوطن العربي بعد أن نقلت الاذاعات صوته وأغانيه، وعرفته كأحد أبرز المطربين العرب.
يقول الباحث د. بندر عبيد في مقدمة كتابه «عبداللطيف الكويتي مطرب الكويت الأول، اعداد الزميل صالح الغريب»: «الفنان عبداللطيف الكويتي دائم البحث عن الجديد في الكلام والأنغام التي لم يتطرق اليها أحد من قبله، لذا نجد أعماله الفنية التي تجاوزت 400 أغنية تمثل مختلف الألوان الكويتية انتشرت وأحبها الجمهور الكويتي خاصة والعربي عامة».
وهكذا فان الراحل عبداللطيف الكويتي قدم عبر مسيرته الفنية بين 1926 الى 1975 أي بمعدل 8 أغنيات في العام الواحد، وهو معدل لم يحققه مطرب آخر غيره، كما ان الراحل عبداللطيف الكويتي غنى الصوت السامري والخيالي وبقية أصناف الاغنية الاخرى مثل الخماري والنجدي والدوسري وسواها من أعمال فنية مازالت خالدة حتى يومنا هذا تتردد على الألسن، كما أعاد بعض المطربين الشباب أغاني هذا العملاق الذي كان أحد أهم روافد الاغنية الكويتية