ما لِي مَرِضْتُ فلَمْ يَعُدْني عائدٌ...
... منكم، ويمرضُ كلبُكم فأعودُ
إحقاقاً للحق وتتميماً لهذه الوقفة النبيلة في رد الاعتبار للكلب المحروس فيجب علينا ألا نخلع على حضرته أوصافاً لا يستحقها
فالوفاء ليست غريزة فيه، والعرب تقول: ربما أكل الكلب مؤدبه! وسمّن كلبك يأكلك!
والحراسة اكتسبها بالتعليم، ولا يخفاكم ما فعلت براقش بأهلها!
وعرفت العرب جشعه فقالت: جوّع كلبك يتبعك!
وهو نجس كما بلغنا أخيراً من المتناقشين هنا
ومع هذا فلم تبخل عليه العرب بسبعين اسماً لوفائها، حتى قال أحد (سفسطائييهم): الكلب مَن لا يعرف للكلب سبعين اسماً!
وإبليس اللعين حين يُذكر في القرآن لا نُتبعه باللعنات، في حين تُصب على قرنيه في كل مجلس لاغٍ... لعنه الله وأبعده
ولعلّ هذه اللعنات جرّتنا إلى تصوّره مخلوقاً بشعاً مخيفاً، كما تصوّرنا الكلب نجساً! مع أنّ الأوروبيين ـ الذين سبقونا في إعادة الاعتبار إلى الكلاب الخيّرة ـ قد سبقونا أيضاً في احترام إبليس، فقد صوّرته طائفة منهم هلكت منذ دهر بعيد يسمّونهم بالرومانسيين بصورة مخلوق وسيم مهذّب ذي أنفة وكبرياء محبّ للحرية معتدٍّ برأيه!
لله درّ أنوشروان من رجلٍ...
... ما كان أعلمَهُ بالدون والسَّفَلِ