0) ربْط الأمثال(0 - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7442 - )           »          اتُنسى؟ (الكاتـب : إبراهيم الجمعان - مشاركات : 0 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : زايد الشليمي - مشاركات : 792 - )           »          خربشات لا أكثر .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 10 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 70 - )           »          مرضى متلاعبون (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - مشاركات : 4 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 439 - )           »          بحر الحزن !! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 4 - )           »          أكتب اشواقك .. (الكاتـب : نوف مطير - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )           »          اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 1 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-26-2008, 11:07 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي 0) ربْط الأمثال(0


(] رَبْط الأمثال [)


مِن ثقافةِ الأمثالِ مُراعاةُ ربطِ المثلِ بالمثَلِ ، أو بمبدأ أو قانون آخرَ ، فرُبَّ مثلٍ هو قيدٌ لمثَلٍ آخرَ ، ففي الربطِ بينهما و الجمع بين معنييهما إيضاحٌ للمثليْن و استخراجٌ لمعانٍ أكثرَ ، و هذا ما غابَ عن الكثيرِ في حالِ ضربِ الأمثالِ ، حتى عِند الشُّرَّاحِ للأمثالِ ، و أهميته تأتينا من القيمة الثقافية للمثلِ و هي أنه رسالةٌ تربويةٌ ، منقولةٌ في الشعوبِ لبناءِ أبنائها ، والتربيةُ ما لم تكنْ مُترابطةٌ أطرافها و أصولها ببعضٍ كان أثرها أقل ، و هذا ما لا يتناسبُ مع القيمة التربوية الثقافية ، فملاحظةُ ربط الأمثالِ معانيها يَجعلُ مَعنى المثلِ و رسالتَه مضبوطةً مُحكَمةً ، فكما نحتاجُ للغوصِ في معاني الأمثالِ للكشفِ عنها ، فإننا نحتاجُ ، أيضاً ، لربطِ الأمثالِ بما يَضبط معناها ، لأنَّ المثلَ في أصله مرتبطٌ بحالةٍ كان سبب ولادته .
مثالٌ توضيحيٌ لربط مَثَل بِمَثَلٍ : « الصمتُ حكمةٌ و قليلٌ فاعله « و « السكوتُ من ذهبٍ « ، هذان مثلانِ مشهوران ، إطلاقُ معنييهما غلطٌ ، لأنهما مقيَّدان بشيءٍ في أمثالٍ أُخرى ، فالتصويبُ للمثلِ أن يُقالَ : إن ذلك حين يكون في الكلامِ ضررٌ ، حيثُ السكوتُ عن الحق مُشاركةٌ في الباطل ، و الساكتُ شيطانٌ أخرسُ ، أيضاً ، يُقال : السكوتُ عن طلبِ الحقِّ غلطٌ و ليس من العقلِ ، بدلالةِ ضمِّ المثلِ الآخرِ : « ما ضاع حقٌّ له طالبٌ « ، و هو يُؤصِّلُ المطالبةَ بالحقِّ بالسعي فيه .
فلمَّا ننظر إلى المَثَلِ الأولِ « الصمتُ حكمة « مُطلقاً بِلا قَيْدٍ بالمثلِ الآخرِ نجعلُ توظيفَه مُستعملاً في كلِّ حالٍ ، و هذا ما تبادَرَ إلى أفهامِ كثيرين من الناسِ ، و لكننا وجدنا أنَّ أهل الأمثالِ عاشوا حالةً أخرى أدركوا فيها ذكرَ السكوتِ بالذَّمِّ ، فليس كلّ سكوتٍ وصمتٍ حكمةً ، ولا كلّ كلامٍ نِقمةٌ ، فلولا الجمعُ بالربطِ بين المثلين لضاعت وظيفتهما .
و مَثلٌ اخرَ لربطِ المثلِ بالمثلِ و بغيرِ مَثَلٍ : « مَن جدَّ وَجدَ و مَن زرع حصَدَ « هذا المَثَلُ لا يَكادُ أن يكون مجهولاً ، فقد لقيَ انتشاراً كبيراً في كلِّ الأوساطِ ، و أُخِذَ على أنَّه شيءٌ قطعيٌّ لا يتأخرُ المُراد عن التحقٌّقِ عند بذلِ السعي إليه ، فكان المُتبادِرُ أنَّ من سَعى لشيءٍ فإنه يجده ، فصار أشبه بالشيءِ التلقائي ، و هنا تَكمن مُشكلة عدم ربطِ هذا المثلِ بمبدأ مهم جوهري و هو تأهُّلُ الحالِ ، و تأهُّلُ الحال إما أن يكون وقتاً ، و إما أن يكون نفسياً ، و إما أن يكون مكاناً ، ففي طلبِ الرزقِ مثلاً يسعى الإنسان لتحصيلِ رزقه ، و يبذل جُهداً كبيراً في ذلك ، و قد يحصل على مراده و قد لا ، و هناك أمثالٌ عامية تكون ضَبطاً لإطلاق هذا المثل و إشارةً إلى مبدأ تأهُّب الحالِ ، فمن أمثالهم : « أرضك التي تُرْزَقُ بها « فهنا لم يَربط العامةُ وقوع النتيجة و المراد على وقوع البذل و السبب ، و إلا لو كانوا يؤمنون بجدوى المثل « من جدَّ وَجدَ « لما ذكروا هذا المثلَ الآخر القاضي بأن الانتقالَ عن الأرضِ قد يكون سببا للرزق ، فكلُّ مَن جدَّ في طلبِ شيءٍ فإنه يجده متى كان الحالُ متأهلاً لقبول وقوع النتيجة ، وهذا التأهُّبُ حلقة مفقودة في قانون السببية ، و في مراعاته - بصورة عامة - حلٌّ لكثير من إشكالاتِ فهم هذا القانون .
فإطلاقُ فهم الأمثالِ دون ربطها بأمثال أُخرى أو بمبادئَ كبرى سيُحدِث خللاً في فهمها ، و عدمَ اعتبار لجدواها ، فالربطُ عمليةٌ مهمة في فهم الأمثال و إقامة معناها .
0]رابطُ الرَّبْط [0

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:41 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.