هَبني قلبكَ لكي أعيش ! - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 80 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )           »          مُتنفس .. شِعري ! (الكاتـب : سعيد الموسى - مشاركات : 796 - )           »          البستوني ♤ السباتي ♣ الديناري ♦ (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 6 - )           »          رضوض الماء (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 50 - )           »          (( وَشْوَشَة .. وَسْوَسَة ..)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 47 - )           »          ((قيد العنا قيد ...)) (الكاتـب : زايد الشليمي - مشاركات : 9 - )           »          مآرِب (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : سعيد الموسى - مشاركات : 5 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد علي الثوعي - مشاركات : 3 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-20-2008, 02:53 PM   #1
د. منال عبدالرحمن
( كاتبة )

افتراضي هَبني قلبكَ لكي أعيش !


[ طفلي البالغ من العمر 7 سنوات أتى إلى الحياة بتشوهٍ خَلقيٍّ في القلب , لم نجد علاجاً لهُ و بعدَ ان قُمنا ببيعِ كلِّ ما نملك للذّهابِ إلى أوروبا و زرعِ قلبٍ اصطناعيٍّ له , لم يستطع الطّفل أن يعيشَ حياتَه ككلِّ الاطفال , قائمة المحظورات كانت أوسع بكثيرٍ من من قائمة المسموحات ,

طفلي اليوم يعيشُ حياةً سعيدة , لقد تمّ زراعةُ قلبٍ لهُ من متبرّعٍ لا نعرفه , هو الآن يستطيع اللعب و الكلام عن المستقبل بعدَ أن كانَ يعدُّ الدّقائق لموته ]


في ظلِّ تطوّر العلوم الطّبيّة و كثرة الأبحاث العلميّة الّتي أدّت إلى ايجاد علاجاتٍ لأمراضٍ و عللٍ كثيرة , يبرزُ لنا التّبرعُ بالأعضاء كحلٍّ ناجعٍ للكثيرِ من الامراض و الاصابات و التّشوّهاتِ التي لا علاجَ آخر لها ,

و ما بينَ رأيِ المجتمع و الدّين و مشاعرِ الانسان بينَ قبولٍ و رفضٍ للأمر , يأتي رأي العلم و محدوديّاتهُ لعمليّاتِ تبرّع الأعضاء :

من يستطيع التّبرّع ؟

كلُّ انسانٍ يستطيعُ التّبرع بعضوٍ من جسمه شرطَ ان يكونَ العضو سليماً و لا يؤثّرُ التّبرعُ بهِ على حياةِ المتبرّعِ أو يؤدّي إلى أذاهُ في وظائفِ جسمه .

بعدَ وفاتِهِ يستطيع الانسان التّبرّع بجميعِ أعضاءِ جسده , هذهِ الوفاة تسمّى طبيّاً بالوفاةِ الدّماغيّة , حيثُ تعملُ اعضاءُ الجسدِ بمساعدةِ الأجهزةِ الطبيّة المختلفة عدا دماغهُ الّذي يكونُ قد توقّفَ عن العمل و يتمُّ تحديدُ ذلكَ عن طريقِ الفحوصات المختلفة كالتخطيط الكهربائي للدماغ و فحص حدقة العين و التأكّد من أنَّ عملَ الدّماغ غير متأثّرٍ باصابةٍ أخرى , يمكنُ لهُ أن يعودَ للعملِ بعدَ أن يتمَّ رفعُ تلك الاصابة , كما أنَّ الموتَ الدّماغي يجبُ أن يتمَّ تشخيصهُ من قِبل طبيبين موثوقين على الاقلّ .

و تحدثُ الوفاةُ الدِّماغيّةُ غالباً نتيجةَ حوادثِ السّيرِ أو تلقّي ضربةٍ قاسيةٍ على الرأس تتسبّبُ بأذىً و نزيفٍ دماغيّ من الدّرجةِ المتقدّمة , أو قد تكونُ ناتجةً عن مرضٍ دماغيّ .

بالنّسبةِ للأعضاء التي يمكنُ التّبرعُ بها و نقلها إلى جسدٍ آخر فهي القلب , الرّئة , الكبد , الكليتين , البنكرياس , الأمعاء و أقسام من الجلد إضافةً إلى القرنيّة , العظيمات السمعيّة في الأذن الوسطى , دسامات القلب , أجزاء من الأوعية الدّموية ( الشرايين و الأوردة ) , السّحايا الدّماغيّة , خلايا عظميّة , خلايا غضروفيّة و أجزاء من الأوتار .

و اليوم يعيشُ عددٌ هائلٌ من النّاسِ في انتظارِ معجزةٍ تأتي لهم بعلاجٍ أو عضوٍ بديلٍ عن أعضائهم التّالفة , و يموتُ الكثيرونَ منهم لقلّة عددِ المتبرعين أو لعدمِ قدرتهم الماديّة على السّفرِ للخارج حيثُ يستطيعونَ الحصولَ على عضوٍ بديل , أو دفعِ سعر عضوٍ بديلٍ في سوقِ نخاسةِ الأعضاء الّذي تستغلّه مافيا الأعضاء معتمدةً بذلك على السّرقةِ و التّجارةِ و الخطفِ و القتل .


في أوروبا مثلاً جمعيّةٌ للتّبرعِ بالأعضاء , يقفُ فيها الكثيرُ من الناس على لائحة المحتاجين لعضو و يتمُّ ترتيبُ هذه اللائحة وفقَ معاييرٍ معيّنة كالعمر و مدى الحاجة و النّفع المرجوّ من النقل و البعد المكانيُّ للمتبرِّعِ عن المتبرَّعِ لهُ , و في بعضِ الدّولِ كالنّمسا مثلاً يُعتبرُ كلُّ ميّتٍ متبرعٌ بأعضائه مالم يتمَّ ابرازُ وثيقةٍ تُثبتُ أنّهُ أوصى بعدمِ أخذِ أعضائه من جسده و بهذه الطّريقة ازداد عدد الأعضاء المنقولة في السّنوات الأخيرة بشكلٍ ملحوظ .

إنَّ النّاظرَ للموضوعِ بعينِ الانسانِ السّليمِ الذي لا يحتاجُ لعضوٍ بديلٍ , قد يجدُ أنَّ الأمرَ برمّتهِ غيرُ معقولٍ أو مقبولٍ , و لكنّهُ حينَ يحتاجُ يوماً لذلك أو يرى شخصاً عزيزاً عليه محتاجاً لعضوٍ بديلٍ , فإنَّ نظرتهُ للأمرِ قد تتغيّر .

:
و أخيراً :

ما رأيكَ بالتّبرعُ بالأعضاء ؟ و هل أنتَ مستعّدٌ لفعلِ ذلك ؟ بأيّ أعضائكَ ستتبرّع ؟

 

التوقيع

و للحريّةِ الحمراءِ بابٌ
بكلِّ يدٍ مضرّجةٍ يُدَقُّ

د. منال عبدالرحمن غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:08 AM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.