بقايا الجسد - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
[ فَضْفَضَة ] (الكاتـب : قايـد الحربي - آخر مشاركة : يزن ياسين - مشاركات : 75212 - )           »          قرار إداري (الكاتـب : سعد سيف - آخر مشاركة : خالد صالح الحربي - مشاركات : 1 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 11 - )           »          "كتيّب العشّاق" (الكاتـب : إبراهيم ياسين - مشاركات : 120 - )           »          مُعْتَكَفْ .. (الكاتـب : نوف الناصر - مشاركات : 87 - )           »          العرّاب (الكاتـب : سعيد الموسى - آخر مشاركة : محمد المغضي - مشاركات : 5 - )           »          لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 524 - )           »          قشـرة المعدن (الكاتـب : إبراهيم عبده آل معدّي - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 1 - )           »          عندما تشيخ الحروف (الكاتـب : جاك عفيف الكوسا - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 47 - )           »          في المقهى .. ؟ (الكاتـب : سيرين - آخر مشاركة : نوف الناصر - مشاركات : 4473 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النثر الأدبي

أبعاد النثر الأدبي بِالْلُغَةِ ، لا يُتَرْجِمُ أرْوَاحُنَا سِوَانَا .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-01-2008, 11:49 AM   #1
سعد الميموني
( كاتب )

الصورة الرمزية سعد الميموني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

سعد الميموني غير متواجد حاليا

افتراضي بقايا الجسد


ما أتيتُكِ مستثمراً يريدُ الربح، لذا لم أكن لأشتري سهماً واحداً في شركة حماقتك بمؤشرها الأخضر و اليوم ما سيّلتُ محفظة وفائي بإبتزازٍ لضعفك و حاجتك و نار الجحيمِ التي تظنين أنك تعيشين فيها وحيدة، و لم تستشعري يوماً الألم الذي يحرقني فتتوهج عيناي لظاً تستخدمينه للتدفئة! ما أتيتُكِ أذكريها جيداً، كنا فقط قد إلتقينا في سوق نخاسة الأرواح المنتشرة حولنا بحجم وطن إلتقينا روحين إستقذرت الأجساد التي تحويها بعد أن استطاعت أن تتحرر من التعويذة المعقودة على مدننا المسحورة، التقينا روحين تسامت فاستعصت على التلوث لأنها لم تكن يوماً ما ماءاً راكداً ينمي فطريات الشهوة الماسخة لفكرة وجودنا. كانت تمشي روحي تجرُّ وراءها بقايا جسدٍ ميت، تنتظر تحلله كي تتسارع بمعدل ثبات الصدق و تحلق إلى السماء، لم تكن لتحتمل عبء تعقيدات جماعات حولها لا تتقاطع معهم إلا في نقطة المادة و بعدها تتصاعد إستقامتها بميل أساسه كرامة بني آدم مرفوعٌ إلى الأس ما لا نهاية عُقد تلك الجماعات التي كبلت الإنسان روحاً قبل الجسد. حينها حانت مني إلتفاتةٌ إلى فداحة ألمك كانت كفيلة بتأجيل سفري الوشيك، لأكون لكِ كرسي الرصيف و كوب القهوة، و الشال على كتفيك، كل هذا لم يكن حباً فالأشباح لا مشاعر لها كل هذا كان قدراً اخترتُه أنا لأني حلمتُ به ذات أمل، يومَ كنتُ إنساناً يفهم الحياة ببساطة لأنه لم يستخدم للتفكير إلا عينيه فلا يرى غير القشرة الجميلة، و يجمل ذلك بتكبير صيوان أذنيه لتستوعب الأصوات بسذاجة فالإيقاعات كانت منحوتةً في الداخل مسبقاً. كان قدراً اخترته و لم يعد بإستطاعتي اليوم ترويضه أكثر، فسذاجتي التي لن تموت نسجت لي أحلاماً من حرير بأنه من الممكن للأشباح أن تتجسد ثانية إذا واصلت الإبتسام و الأمل، استمريتُ أطبب ألمك لعلّني أُشفى، استمريت في الإشتعال غير آبهٍ بقوانين الطبيعة متناسياً أن مصير الإحتراق تفحم، أم أنني كنت أُخاتل سذاجتي فأواصل الإحترق أكثر كي تفنى باقي الأجزاء العالقة من جسدي البالي! كيف تحولتي من مريضة إلى طبيبة لتمارسي ما لا حق لكٍ به بأن تحاولي إعادتي للحياة، كيف أصبحتِ تطوقيني بأجهزةٍ في غرفة عناية فائقة نقلتيني إليها كي أبقى حياً!


ابتعدي!! ما تظنينه حباً ليس أكثرُ من عواطفٍ تستمرين في الإكتتاب بها في كل روح تتوهج حولك!
ابتعدي فعواطفك الممجوجة ليست إلا مسكناً لمريضٍ في مرحلة متأخرة من سرطان القهر و الندم
إبتعدي و أنزعي قناع الأكسجين الذي تبقينني به حياً و أقطعي مسكناتك و دعيني أعود لقدرٍ لم أختره يوماً، و لكني اكتويت به حتى أدمنته،و أفراح العالم كلها اليوم لن تشفيني من مآساتي.



أخرجيني من كل هذه النظافة المعقمة فروحي روح متشردٍ لم يتسامح يوماً مع نظافة الأسطح
فقد أجبرته ضوضاء الكذب على أن يتعايش مع عفن الأعماق الدبِق، ليسكن إلى ذاته بصدق.
أخرجيني فكم أشتاق إلى الإختناق في أعماق رعب الضمائر، أخرجيني لأعود إلى
رائحة المجاري التي تستقر تحت قشرة ركيكةٍ حد الخزي يسمونها حياة، أخرجيني و أستمري مع
عواطفك النقية على ذلك الرصيف الذي وجدتك عليه يوماً ما، باكية في سوق نخاسة الأرواح
دعيني أموت بسلام، فالحب عبودية لم أعد أقوى على طقوسها، لا أملك من الجسد
إلا بقايا عالقة في روحٍ تريدُ فقط سبباً وجيهاً لتصعد به إلى حيثُ لا أقدار و لا عُقَد.

 

التوقيع


عبث تائه


لا،


أكثر...

!


مدونتي :
http://saad.fqaqee3.net/wordpress/



سعد الميموني غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:40 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.