رسالة إلى الحبّ .. !
أتذكرُ حينَ أتيتني محمّلاً بورودكَ الكثيرة ؟ كنتَ تُخفي عنّي جُرحكَ لأنّك كنتَ تعلمُ أنَّ كلَّ ما سبقكَ إلى روحي قد جرحني , الصّداقة و الطّفولة و الأخوّة , و حتّى الوطن ..
لذا كنتَ تتعمّدُ أن تظهرَ أمامي بمظهرِ القادرِ على تحمّل الصّدمات , كنتَ قويّاً - أمامي - بالدّرجةِ الكافية لتقنعني بأنَّ القلبَ لا زالَ ينبضُ رغمَ دمهِ المتضاءل !
لا أعلمُ لمَ شعرتُ يومها بأنّ ذاكَ المتورّد على وجنتيكَ كانَ ندبةً لجرحٍ ليسَ بقديم ,
كلُّ محاولاتِ الفرحِ و الخجلِ لاغلاقه , كانَت توحي لي بأنّهُ نتاجَ جراحٍ كثيرة لا زلتَ تحاولُ رتقها مع كلِّ قلب !
المهمُّ بعدَ ذلكَ أنّي صدّقتك ,و فتحتُ قلبي لكَ و أودعتكَ ما بقيَ من دمهِ و أوكسجين رئته , و أنّني منذُ ذلكَ اليوم لم أرى قلبي إلا متورّداً بينَ يديك , سعيداً حتّى حينَ يتغلّبُ الفراقُ عليكَ في جولةٍ من جولاتِ الخيبةِ الكثيرة ..
كنتُ أعلمُ أنّكَ كذلكَ دائماً , تهبُ النّاسَ الفرحَ و يضنّونَ عليكَ بهِ , يَنعتوكَ بالحزنِ و الوجع و أنتَ صدرُ أمِّهما الحنون الّتي تربّتُ عليهما كلّما ارتكبا ذنباً و عادا باكيين !
و كنتُ اعلمُ أنَّ و جعي و ذاكرتي سيفعلانِ الشّيءَ ذاتَهُ , قد يمسّانِ جرحكَ و قد يعاودانَ فتحهُ من جديد , ثمَّ سيعودانِ إليكَ بذاتِ اللهفةِ و البكاء , لتمسحَ رأسي و أثقُ أنّكَ لم تبرح قلبي مُذ عانقتَ أوّل نبضهِ .. !