ثرثرة قلم
تُزعجنا تلك الصباحات المتدثرة آهات الحزن وأخبار الوجع بطرق الغاديات منهم والذاهبات منا ..
يُزعجنا ذاك القلم حين لا يعلم ما يكتب فهو وحده يشعر بالذعر لأنه قد يصل الى مرحلة ألا ..رضي .
تزعجنا أصوات السيارات في تلك المدينة الصاخبة بالضجيج ومطبات الروح وتقلبات الجو الغبية وحرارة الجسد المنهك بعد عناء من العمل المتواصل والجهد المبذول في إعطاء الوجه الأمثل للراحة المطلوبة .
يزعجني أن..ارتشف قهوتي الصباحية وأنا على عجلة من أمري ..
هي لا تُشعر بي ولا أنا أشعر بأن هذه القهوة كانت تلامسا لفكرة الوصول إليها.
فأتركها وأمضى حيث مرادي.
ليست كل الأشياء حولنا جميلة ..
لا نتخيل أن يأتي يوم ويُصبح المكان خالي بدونهم.
لا نتصور أن يكون البُعد..هو الدليل الكافي لإنهاء هذا العالم المؤقت وعن كل شي كان أجمل بيننا.
قد ..نتمكن من رصف حقائقنا بشكل أجمل حين نعطي أحقية الثرثرة في حكاياتنا وأحاديث ترتبك حول جدليات الواقع والمناقشات العقيمة .
ولكن قد لا نتصور ما مدى أهمية الحقيقة في رصد هذه الأحاديث بشكل متناغم / لحوح / تُدخل في النفوس المشتتة بعض راحة أو ضمير ميت يوقظه بعد سبات عميق .
أهم ما يزعجنا حقا هو اليوم..محاولة الوصول بأن نكون في حالة هدوء تام
بعيدا جدا عن ضوضاء الأخبار اليومية وضجيج الأحلام المباغتة والاستماع الى حديث قد يرميك الى مهالك لا تحمد عقباها .
وكم ما يزعج قلوبنا أن..لا نصل الى ما حلمنا به يوما ونحن في طريقنا لأي مكان هو بحاجة أن نكون فيه .
بعض الأحيان تشعر أن البكاء وسيلة لتخفيف حالة من حالات الضياع والأوجاع التي تراكمت بضجة الحياة.
وبعض الأحيان ..يُصور لنا خيالنا الرغبة الحقيقية للبعد ولو للحظات بعيداً جدا عن أرض الواقع ليس هروباً منا إنما هو عطايا للروح المتعبة
والمنزعجة حتى من ثرثرتها .
ووفاءنا لها فيما منحته لمن حولها يوما ما.
أتصور الآن ..إن الكتابة هي الوسيلة التي لا ولن يملُها صاحبها.
مع محبتي