إلى كل لمعة حزن تسكن سواد عينيك المثير...

[أصيله المعمري]

هذه المره بالذات سـ أتخلى عن كل قناعاتي في الحب
إليك رسالتي الأخيره
ولا عليك من كل النصوص التي سـ تُذيل باسمي بعد ذلك
لـ اختصر كل المسافات الفاصله
والحدود الوهمية التي رسمها القدر
بيننا
ومضى
سـ أتنازل عن رغبتي في البقاء
لـ أحلامٍ مؤجله
وسنين تائهة ما بين الحرمان والاحساس القاتل بالحب
هذه المره بالذات
سـ أكتب وكأنه لن يقرأني أحداً
إلا الله
سـ أدس أمنياتي في نصي القديم
وأسجل كل الصحائف
باسم توبتك
وألعن خيبة أملي في شريان الحب
القاطن ما بين رئتيّ
ولا يموت
يظل يمارس كل أساليبه في الوجع
والعذاب المحتضر
ولا يغفى موتاً
ولا يغشاه نعاس
فقط
ينتظر ندائك في الغياب
وتغيب
ينتظر ندائك في الرحيل
ولا ترحل
ينتظر بقاءك من أجل الحب
وتبقى من أجل شيئاً آخر
لن تستبطنني رغبة في البقاء بعد اليوم
لن أخفي سرك
ولن أفضحه
سـ أغلفه في ضلعي الأعوج
وأرتله لـ قلبك صبحاً ومساء
ولن تستطيع تعديل اعوجاجه
لإنك بذلك سـ تكسره
مثلما كسرت كل هتافاتي في الحب
أنا أمك وأختك وصديقتك
أنا زوجتك الرابعه
والأولى
وابنتك المفقودة في سنين الشتات
الماضي والحاضر
ومستقبلك في الشعر
واللحن
والغناء
أنا لوحتك التي لم تنهي رسمها وتلوينها للآن
أنا قصيدتك التي لم تخرج للنور بعد
أنا أغنيتك التي لحنتها في آول ليالي القنص
لست أختلف عن حواء وبناتها كثيراً
ولكنني أنا الوحيدة التي استطاعت على نسيانك
وحبك في نفس الوقت
أنا الوحيدة التي تحملت كل قراراتك في الرجيل المفاجئ
وتقلباتك في الحب
أنا الوحيدة التي وصلت لـ قلبك
ومزقت كل تاريخك من قبلي
خُلقت أنت من طين
لكي تعود للطين
أما أنا خُلقت من ضلعك الأعوج
لـ أسكن فيه
وأبقى للابد
حتى يأخذني الله لـ بيتٍ
يتسع لي وحدي
لن يفتقدني أحداً حينها
إلا صبرك
وصبرك
وصبرك
نبرة صوتك المائلة إلى التعب في أغلب الأحيان
تراتيل آهاتك
وتنهايد الألم
في عينيك لمعة حزن تقودني للبكاء
كلما تأملتها شعرت بكل ماضيك وتاريخك وخيبات أملك
وحدي أشعر بك
أنا أقرب لك من أمك
وحبل وريدك
أشعر بـ ما يشاغب عاطفتك
يوماً بعد يوم
وأنت تميل للتعب
حتى تلك الضحكة التي كانت تملئ كل مكان ينيره وجودك
أصبحنا نفتقدها جميعنا
انا وكل تفاصيلي
وتفاصيل الأحبة من حولك
اليوم كُلنا لا نلمح إلا تراتيل غياب وألم
يسكن ضلوعك
ويشوهه بالفقد
مهما لوتك همزة ألفك ولعنت خيباتك في العشق
مهما تلتك دالك وميمك وحاءك
وجعلتك لـ عمرٍ مؤجل
مهما حفظت هي نهاية اسمك
وبدايته
حتى "خلودك" لا تستطيع تفسير حرفي المجنون بك
حتى الخلود لا يستطيع فهم حكايتي مع سواد عينيك المثير
هي مرحلة وستنتهي
قريباً جداً
فـ لا تحزن
لا أعتقد أنها تستحق البقاء
أبداً
هي لا تليق بك مهما بلغت من العشق معها عتيا
هي أنثى عادية
تنتهي كلما عشقتها أكثر
وتنقص
في قلبك كلما عرفتها أكثر وأكثر
أنا وحدي التي تعرف كل ماضيك وتاريخك
أنا وحدي بـ صمت أفهم كل تراتيل يومك
حتى وإن فرقنا الوقت
أنا الوحيدة التي أحصي
عدد دمعاتك وضحكاتك
في الساعه
أنا الوحيدة التي تفهم غياهيب رغبتك
وعشقك للبحر
هذه الفتره
تسمع كل فضفضتك وأنت تلقن البحر بها سراً
أخشى عليك من نفسك
أخشى عليك من طريقتك في الحب
أخشى عليك
من الماضي الذي يحاصر ملامحك بهن
أخشى عليك من ضحكاتك المائله للتعب هذه الأيام
أنا أحبك
كل العالم يدرك ذلك
إلا أنت
تخيل؟



*أصيله المعمري*
أبوظبي
19/7/2008م