سابقا..كان القلم والورقة والمحبرة دليل على الشغف بالكتابة والنهم للعلم..كنا عندما يساورنا إحساس وشعور بالرغبة
في الكتابة نبحث عن أقرب ورقة وقلم لننثر ما بداخلنا..
شخصيا..عندما أشعر بأن الكلمة عند طرف لساني وأخشى فقدانها إن تأخرت..أبحث عن أقرب شيء يصلح ليكون بديلا
عن القلم والورقة..فقد أكتب على علبة مناديل أو منديل منه وبقلم كحل أو محدد شفاه..كما كنت أحتفظ بكراس صغير
وقلم "رصاص" تحت وسادتي..لأنني وفي كثير من الأحيان وفي وسط أحلامي يتردد بيت شعر أو عبارة أو موضوع أيا
كان وأصحو من نومي ولساني يردد ذلك فأخشى أيضا من فقدانه..من هنا تأتي أهمية احتفاظي بالكراس والقلم تحت
وسادتي لأضع البداية على الأقل وبعد أن أتجرد من أحلامي أكمل ما بدأته.
القلم والورقة..لهما هيبتهما وحضورهما لمحبي الكتابة ولكن في الوقت الحالي-لن أبالغ وأقول اندثرت- ولكن تراجعت
هذه الهيبة وتضعضعت هذه المكانة وذلك في وجود الحاسبات الالكترونية سواء كانت مكتبية أو محمولة..فقد أصبحنا
نلجأ إليها في المقام الأول حين نرغب في الكتابة..أصبحت إبداعاتنا أغلبها (كيبوردية) ..تشهد ولادتها على
صفحات"الوورد"
أصبح المثقف..يحمل اللاب توب أكثر من حمله للقلم والورق..أصبحنا في زمن مزقت فيه الأوراق وكسرت الأقلام وانسكبت
المحابر ولم يبقَ سوى اللاب توب وشاحنه والحاسب الشخصي ووصلاته وبرامجهما التي بتنا نستخدمها كبدائل لأمور
كثيرة بل وأصبحت غرفا لولادة الإبداع وخمائل نتفيء ظلالها كلما شعرنا برغبة في الهرب من شمس الواقع المؤلم..
كبيرة هي مكانة الحاسبات الالكترونية لدرجة لا نستغني عنها ولكنها في نظري أضاعت هيبة القلم..الذي أقسم الله به
وخص سورة من سور كتابه الكريم باسمه..
هيبة القلم..أضاعتها هيبة التكنولوجيا ولكن نحن مطالبون ككتاب"أو مرتقي سلم الكتابة أمثالي" مطالبون بالاحتفاظ ب
جزء ولو يسير من هذه الهيبة على الأقل احتراما لكونه مما أقسم الله به في كتابه..أعتقد أن هذا سبب كافٍ لتقديره..
ولكن ما زال السؤال ساكنا في مخيلتي..هل أضاعت لوحات المفاتيح هيبة القلم؟!