{] الاغتراب [} - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
كلمات الى نفسي (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 7 - )           »          وفاة اخي سلمان حسن عايد الشمري (الكاتـب : عبدالله البطي - مشاركات : 21 - )           »          لا أقبل أن أحيا ك الحيوان (الكاتـب : فهد الغبين - مشاركات : 17 - )           »          قَطرَةٌ مِن ضَوء (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 11 - )           »          خذتي من وصوف القمر (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 4 - )           »          اعتراف!! (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          إكسيرة حياتي (الكاتـب : أحمد عبدالله المعمري - مشاركات : 2 - )           »          لحن الصمت !! (الكاتـب : نورة القحطاني - مشاركات : 2144 - )           »          من لا يعشق ليلى (الكاتـب : د.حاتم المصري - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 3 - )           »          ما كنت أنا سلمى ..! (الكاتـب : نوف الناصر - آخر مشاركة : قايـد الحربي - مشاركات : 6 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد المقال

أبعاد المقال لِكُلّ مَقَالٍ مَقَامٌ وَ حِوَارْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2008, 01:15 AM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي {] الاغتراب [}


1/6/1429
5/6/2008
{] الاغترابُ [}

إيَّاكَ و السُّكْنى بأرْضِ مذلَّةٍ
تُعَدُّ فيها مُسِيئاً و إن كنتَ مُحْسنا

تقلباتُ أحوالِ الإنسان في حياته تُلهمه كثيراً من العِبَرِ ، و تجعله في ظلِّ تغيراتٍ متنوعة في معيشته ، تختلفُ من حالٍ إلى حالٍ ، لاختلافِ أسبابِ ذلك ، و بقاءُ الحالِ مُحالٌ .
حين يكون الإنسانُ في محلٍّ هو ليسَ لهُ ، و لا يكون لائقاً بقدرِ ما فيه ، و لا يعرفُ أحدٌ ما لديه ، فإنه سيكون ضائعاً تائهاً ، يتعبُ في مسيرته نحو مراداته ، لقوة الذاتيةِ عنده و التي تُرهقها غَيْبَةُ بصائر من حَولَهُ ، و القوةُ تغلبُ الشجاعة ، و الصبرُ على الكَرِّ المُرِّ بلا أثرٍ لبذرٍ عبثٌ و لهوٌ .
يكون الإنسانُ حينَ ذاك ساعياً في تجليةِ كينونته إنساناً كمَّلَه ربُّه إذْ خلقَه بكثيرٍ من مُغذياتِ إنسانيته ، فيُطعمُ العقلَ بنورِ الفكرِ و المعرفة ، و يُغذيه بأسرارِ الفهمِ ، فلا يكون إلا كصارخٍ في أُذُنِ مَيْتٍ ، و ساكنٍ خرابَ بيتٍ ، لا يأتيه مما يُبديه شيءٌ .
ليتَ حالَه يقفُ عند ذا ، و لكن سيصعُبُ و يَشْتَدُّ حينَ يكون زمانُه رديئاً ناكراً ، فلا يرى حُسْنَه إلا سُوءاً ، و لا زَيْنَه إلا قُبْحاً ، و لا كمالَهُ إلا نقصاً ، هنا يُدركُ تكالُبَ الضباءِ على خراشٍ ، و لا يلومه حين لا يصيد ، و توارُدُ السهامِ إيهامٌ و إبهامٌ .
إن الإنسانَ ليسَ ابناً لأرضٍ بقدرِ ما هو ابن لذاتِهِ ، و ليس منتسباً لأهلٍ كانتسابِهِ لفكرِه ، فهو ابنُ نفسِهِ و منسوبٌ لفكره ، فبهما يكون و يُعتبَرُ ، و ما غَدتِ الأرضُ فخراً و لا الأهلون ظهراً في حالِ إعمالِ الهدمِ فيه ، فهو لهما حين يكونان له ، و أما حين لا فليسَ إلا السعيُ في سبيلِ إيجادِ ناصرٍ و معينٍ .
أدرك أهل الفكرِ ضيْقَ زمانهم عنهم ، و نُفرة آلهم منهم ، فما توانوا عن نَقلِ الرِّجْلِ إلى الأرضِ التي تُبارِكُ البُناةَ ، و تمنحهم إلْفاً و قلباً ، فيعرفون الشيءَ على وجهِ مجيئه صحيحاً بلا اعتلالٍ ، و يُدركونه حَسناً لا قُبحَ يعتريه و يَشُوبُه ، فكانت الأرضُ باركتْ وجودهم فكانوا بُناةً لسماءِ الفكرِ في كوكبِ التقديرِ لذاتِ الصفاتِ الكماليَّةِ الجماليَّة ، و ندبتْ حظها الأرضُ الأُمُّ إن أدركتْ خطيئتها .
فكانتْ منهم شَكوى الزمانِ ، و نقدَ الإنسانِ ، و كُرْهَ المكانِ ، فقد كانت سِهاماً طائشة وُجِّهَتْ نحوَهم فلم يَسْطيعوا لها ردَّاً و لا دفعاً ، و في أشعارهم توصيفٌ سِيَرِيٌّ ذاتيٌّ لتلك الحالِ ، و لا يُلامون .
نَهْجُ الغُرْبَةِ يفعله أربابُ العقولِ الناضجةِ لبناءٍ تكميليٍ لعقولهم ، و لبناءِ صرْحٍ تعليميٍ لفكرِهم ، و لبناءِ جيلٍ تابعٍ في أرضهم ، مَعْ صِدقٍ في توجُّهِ القلبِ نحو فكرِ العقلِ لتركيبِ الكونِ ، فالكونُ أجزاءٌ كثيرةٌ ، و لكلِّ جُزءٍ وظيفةٌ لبناءِ الكون ، و جُزءُ الإنسانِ أشرفها و أسماها ، و وظيفته بأيِّ جزءٍ من الكون ، فالكونُ كلُّه ميدانُ عملِهِ ، فحيثما قَدرَ فليعمل .
إنَّ ناسَ الأزمنةِ يختلفون ، فناسٌ يَدٌ معطاءةُ نفعٍ و بناءٍ ، و ناسٌ يدُ مضرَّةٍ و هدمٍ ، و بِمَن التَصَقَ الإنسانُ اقتبَسَ ، فيسْحَبُ المرءُ من صاحبِهِ خِصالاً و خِلالاً بِعدوى المُجالَسَةِ .
أشدُّ الناسِ مضاضةً على الإنسانِ قريبُ روحٍ مُنِحَ منه كثيراً فكان عونَ سوءٍ لهادمٍ على هدمٍ ، و يَدَ جُرْمٍ في قتلِ رُوحِ فِكْرٍ .
و الأرضُ الوالدةُ حين لا ترعى وليدها تتلقَّفُه أراضٍ تتبنَّاهُ فتُغْدِق عليه من رزقها كلَّ آنٍ و حينٍ ، و المُعطي يُعْطى ، والمانعُ خانعٌ .
ليسَ ألذَّ من اغترابٍ في زمنِ اضطرابٍ ، و من مغادرةٍ لأرْض رَضٍّ ، و من صَحْبِ صَخْبٍ ، و مِنْ أمنٍ أتَنٍ ، و رُبَّ داءٍ دواءٌ .
عَزلُ الذاتِ في نُزُلِ الصفاتِ ، و الاستغذاءُ بمطعومِ الفِكرِ ، جنةُ عدنِ القلوبِ من جحيمِ الأحوالِ ، و " مَنْ فُتِحَ عليه في بشيءٍ فَلْيَلْزمه " .

عبد الله

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله العُتَيِّق ; 06-06-2008 الساعة 01:32 AM.

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:13 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.