(( آمّين الرحيل )) وقراءة انطباعية - منتديات أبعاد أدبية
 
معرفات التواصل
آخر المشاركات
لاَ مِسَاس ... ! (الكاتـب : جليله ماجد - مشاركات : 567 - )           »          اوراق مبعثرة!!! (الكاتـب : محمد علي الثوعي - مشاركات : 519 - )           »          سقيا الحنايا من كؤوس المحابر (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 7492 - )           »          تبعثر وردك فاصلب القاطفين (الكاتـب : سيرين - مشاركات : 25 - )           »          إلى روح صديقتي الغالية ولّادة بنت المستكفي ❤ (الكاتـب : كامي ابو يوسف - مشاركات : 8 - )           »          حرف عقيم (الكاتـب : ضوء خافت - مشاركات : 1 - )           »          >الحــالــة الآن ! (الكاتـب : رحيل - آخر مشاركة : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 463 - )           »          أسئلـة (الكاتـب : عبدالكريم العنزي - مشاركات : 155 - )           »          تَمْتَماتٌ وَصور ! (الكاتـب : شمّاء - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 189 - )           »          أيُها الرُوَاد : سُؤال ؟ (الكاتـب : عَلاَمَ - آخر مشاركة : سيرين - مشاركات : 483 - )


العودة   منتديات أبعاد أدبية > المنتديات الأدبية > أبعاد النقد

أبعاد النقد لاقْتِفَاءِ لُغَتِهِمْ حَذْوَ الْحَرْفِ بِالْحَرْفْ .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-30-2006, 02:09 PM   #1
صهيب نبهان
( شاعر )

الصورة الرمزية صهيب نبهان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

صهيب نبهان غير متواجد حاليا

افتراضي (( آمّين الرحيل )) وقراءة انطباعية


..

آمّين الرحيلْ

للشاعر/ محمد سليمان غطاشة

النص


وتَرحَليْن..!!

فَيُطِلُّ عَارِضُ بُعدِكِ المُسْوَدِّ في أُفقِي
ويَرحَلُ وَدْقُ قُربِكِ نَازِفَاً دَمْعَ الحَنِيْن

يَنْهَلُّ في صَحْوي فُيوقِظُ مُقْلَتَيَّ
ليَطْرُدَ الحُلمَ الذي أَدمَنتُه عُمرَاً
فَكانَ خِلافَهُ زُورَاً..
وكان حَقيقَةً بَرَقَتْ كَـ نُورِ الصِدْقِ في عَيْنِ اليَقِينْ

وأُضِيْعُ دَرْبِي
تَائِهاً..
مُتَخَبِّطَاً في العَيْشِ
تَلفِظُنِي الدَقائِقُ مِنْ مِسَاحَتِها
لأَقْبَعَ مِثلَ تَارِيخٍ تَسَمَّرَ فَوْقَ نَاصِيَةِ السِنيْن

ويُضِيعُنِي خَطْوِيْ
فأَقصِدُ كُلَّ وَهْمٍ عَلَّنِي أَلقَاكِ فيهِ تَمِيْمَةً
أَو أَلتَقِيْكِ كَظِلِّ سَوْسَنةٍ
تَمايَلَ قَدُّها مَع نَغمَةِ التِذْكَارِ في بَوْحِ الأَنِيْن

***

مَا زِلتُ أَذكُرُ كَيْفَ أَشْرَقَ وَجهُكِ القَمَرِيُّ
فِي عَيْنَيَّ بَدْرَاً فاكتَحَلْتُ بِحُسْنِه..
أَوَتَذْكُرِيْن؟!

لَمَّا تَخَلَّلْتِ الفُؤَادَ كَنَسْمَةٍ
بَعَثَتهُ مِنْ جَدَثِ الضَياعِ فَرَاشَةً..
حَمَلَت إِليْكِ رَحِيقَ زَهْرَةِ قَلْبِيَ المَسْكُوْنِ بِالوَلَهِ الدَفِيْن

فَاستَقْبَـلَـتْها بَسْمَةٌ
مِثْلَ افتِرَارِ فَمِ السَماءِ
إِذَا أُزِيْحَ نِقَابُ حُلْكَةِ لَيْلِهَا
–فِي الفَجْرِ-
عَنْ صُبْحٍ مُبِيْن

أَجْرَيْتِ فِيْ الأَعْطَافِ أَنْهَارَاً تُرَوِّيْهَا جَدَاوِلُ مِنْ مَعِيْن

فَتَعَمَّدَتْ مِنْ طُهْرِهَا رُوْحِي
ومَاطَتْ عَنْ حَشَاشَتِها نِكَاتَ تَعاسَةٍ
طُبِعَتْ مَعَ الآلامِ فِي المَاضِي الحَزِيْن

ثُمَ اتْكَأتِ عَلى أَرائِكِ قَلْبِيَ المَكْلُومِ أَعْوَامَاً
وقَلبَكِ تَحمِليْن

مَلَّكتِنيْه حَمَامَةً
سَكَنَتْ..
وكَان مُقَامُها كَالرُوْحِ
أَقْرَبَ –فِيَّ- مِنْ حَبْلِ الوَتِيْن

جَعَلَتْ جَناحَيْها رَبَابَاً
نَثَّتِ السُحَّ الرَقِيقَ مِنَ المَحَبَّةِ والحَنانِ
وأَغْدَقَتْ فِي البَذْلِ
حَتَّى خِلْتُ أَنَّ كِلاهُمَا كَانا "يَمِيْن"

***

أَرْتَادُ أَطْلالَ اللِقَاءِ فَلا أُلاقِي غَير نَزْفِ تَصَافُحٍ..
وفُتَاتَ أبْيَاتٍ..
وسََقْطَ مَشَاعِرٍ..
ونُثَارَ ظَنٍّ طَامِسٍ آثَارَ خَطْوِ الرَاحِليْن

فَأجُرُّ ظِلِّي عَائِدَاً..
تَجْتَاحُنِي الذِكْرَى مَع العَصْفِ المُدَمْدِم..
والسُكُوْن..!!
ومَع الصَباحِ إِذا تَنَفَّسَ..
مَع تَبارِيْحِ الهُمُومِ بِعَتْمَةِ اللَيْلِ الحَرُوْن..!!
ومَع انطِفَائِي..
أَو تَلأْلُؤِ نَجْمِكِ الدُرِّيِّ فِيْ صَفُوِ العُيوْن..!!
ومَع ابتِسَامِي..
وانبِجَاسِ الدَمْعِ مِن عَيْنَيَّ دَفَّاقَاً سَخِيْن

ذَاوٍ..
"يَطُوفُ" بِمحْجَرَيَّ السُهْدُ..
"يَسعَى" فِي عُرُوقِي الوَجْدُ..
"يَرجُمُنِي" النَوَى والبُعْدُ..
"يَنْحَرُنِي" الغِيَابُ بِمَذْبَحِ العَجْزِ اللَعِيْن

***

وقَضَيْتُ..
حِيْنَ قَضَيْتِ أَمْرَ بَقائِنا
رُوْحَاً مُوَحَّدَةً لأجْسَادٍ تَبِيْن

قَد كُنْتِ "أَنْتِ" حَقِيْقَةً أَحْيَا بِها..
والآنَ تَقتُلنِي الحَقِيْقَةُ كُلَّ حِيْن..!!

...


نظرةٌ عن قُربْ وقراءةٌ للوهلةِ الأولى


يقول الكاتب المغربي محمد سعيد الريحاني: "اختيارُ العنوان لا يخلو من مقصديَّة، فأهمية اختيار العنوان تكمن في قوة جاذبيته للقارئ، تلك الجاذبية التي تقابلها في مجالات الحياة الأخرى جاذبية اللون والرائحة والملمس. العنوان، كما يراه رولان بارث، يجب أن يثير في القارئ الرغبة في القراءة. هذا عن أهمية اختيار العنوان، أما عن معايير هذا الاختيار، فهناك نموذجين: نموذج العنوان المفروض من خارج النص، والنموذج العضوي وهو نموذج العنوان المنتقى من بين النص."
وهذا ما قام به الشاعر في قصيدته هذه من اختيار (آمّين الرحيلْ ) فهو عنوانٌ تتقاطع فيه جميع أبيات القصيدةِ شكلاً ومضموناً: الأحلامُ الأبدية، دائريةُ الزمن، القلقُ الوجوديّ، الفراغ، طولُ الانتظار، الضَّياعُ والتخبطْ، التعبيرُ الصادقُ عن الحالة النفسيةِ والجسدية ... ولذلك فقد نجح أيما نجاحٍ في جذب القارئ قبل الولوجِ في القصيدة للاشتياق لقراءتها.

وتَرحَليْن..!!
فَيُطِلُّ عَارِضُ بُعدِكِ المُسْوَدِّ في أُفقِي
ويَرحَلُ وَدْقُ قُربِكِ نَازِفَاً دَمْعَ الحَنِيْن


وترحلين: بهذا الحدثِ يبدأ الشاعر رحلته مع المأساة، فرحليها كان نهاية البداية وبداية النهاية، وعنوان الأسى الذي لن يُنتسى.
وترحلين: فعلٌ مستمرْ! لأنها تغادره كل يومٍ وكل دقيقةٍ وكل لحظةٍ كلما أقض مضجعه ذكراها أو أرق السهر عيونه فسلب منها الرقاد.
وترحلين: هو السبب الرئيسُ لكل ما ورد بعده من أحداث، وكل ما حدث بعده من أسباب !
وترحلين: وكأن الشاعر لم يصدق رحيلها ولا زال يـنكر ذلك حتى بعد كتابته القصيدة وكأنه يود في كلمةٍ واحدةٍ أن يقول: كيف ترحلين وقد كنتِ وكنتِ وكنتُ وكنتْ ؟

فَيُطِلُّ عَارِضُ بُعدِكِ المُسْوَدِّ في أُفقِي

فـ يطلّ: الحدثُ الأول بعد الرحيل، إطلالة ذلك العارض، وهنا أحب أن أفسر العارض بقراءاتٍ ثلاثْ:
العارض الأول لغوياً (الاسم): وهو الخد أو جانب الوجه وكأن رحيلها أظهر بعضاً من ملامح خدِّ البعد الأسود في أفق الشاعر بعد أن كان خداً مضيئاً تلوح عليه سمات الحب والحنان.
العارض الثاني لغوياً (الصفة): وهو الأمر العرضيّ، الطارئ المؤكدُ زواله ولو بعد حين، وأستبعد هذا فإن البعدَ الذي ملأ الفراغات بينهما قد اسودَّ حتى غطى الأفق، وليتني أخطئ فما أتمنى أكثر من أن يزول!

العارض الثالث (السحابْ) : كما في قوله تعالى: "فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارضٌ ممطرنا" الأحقاف آية 24 ، وأرى هذا المعنى هو الأقرب لما في بطنِ الشاعر، ولستُ أدري أكان الشاعر يقصد عارضٌ مسودٌ أم عارضُ بُعْدٍ مسودٍّ فالأصوب أن يكون العارضُ مسودٌ نتيجةً لسوء الجو وحالة الطقس النفسية، ولكن أرى أن الشاعر قد جرَّ "المسودِّ" كمجرورٍ لـ "بعدِك" وكان الأوْلى أن يقول: عارضُ بعدِك المسودُّ، أنتظر توضيح الشاعر.

ويَرحَلُ وَدْقُ قُربِكِ نَازِفَاً دَمْعَ الحَنِيْن

ممتلئةٌ هذه الأبياتُ بالصور الرائعة، فبعد أن طالَعَتْـنا صورة السحابِ الأسود الذي غطى الأفق بحلكته، تطالعنا صورة ذلك المطر الدامعِ الحزينِ الراحلْ! الذي ذرف دموع الشوقْ، كيف لا وما حياته كلها إلا هطولٌ للدموعْ ؟!
إذنْ يطلُّ سحابُ البُعْدِ الأسود ويرحلُ مطرُ القُربِ المُشتاقْ!
جميلٌ هذا الطِّباقْ: يُطلْ و يُرحلْ.
بصراحةٍ أعجبني البيت رغم ما وجدته من ثقلٍ في نطقهِ ومن صعوبةٍ في التعمق في فهمه !

يَنْهَلُّ في صَحْوي فُيوقِظُ مُقْلَتَيَّ
ليَطْرُدَ الحُلمَ الذي أَدمَنتُه عُمرَاً
فَكانَ خِلافَهُ زُورَاً..
وكان حَقيقَةً بَرَقَتْ كَـ نُورِ الصِدْقِ في عَيْنِ اليَقِينْ


من هو الذي ينهلُّ؟ أهو ودْقُ القربِ أم دمعُ الحنينْ؟ ربما يكونُ عارضَ البُعد؟ ولكني أكاد أجزم أن أياً من هذه الثلاثةِ يستطيع أن يطرد ذلك الحلم الذي أدمنه الشاعر، أُفَكِّرُ ملياً هنا ثم أتخير من بينها عارض البعد المسود، لماذا؟ لأن الشاعر قال برحيل ذلك المطرِ الذي نزف دمع الحنينْ، والذي أطلَّ ضيفاً ثقيلاً هو ذلك السحابُ الأسودْ، وهو الذي سيوقظ مقلتي الشاعر ويطرد حلمه الذي أدمنه!
لم يكن العجيب هنا أن ينهلَّ ذلك السحابُ فإنما هذه وظيفته ولم يكن عجيباً أيضاً أن ينهلَّ في صحو الشاعر لا في نومه، ولكن العجيب أن ينهلَّ والشاعرُ مستيقظٌ ليوقظه من يقظته! وهنا قمة الاسترخاء وكأننا نقول حلمٌ داخلَ حلمٍ ولذلك فإنه يطرد ذلك الحلم الذي أوى إليه الشاعر طيلة عمره لِيُبَيِّنَ له الحقيقة الصادقة التي كان لها وقعُ النورِ في العينِ من ناحية الانبهارِ والثقة.
فَكانَ خِلافَهُ زُورَاً.. وكأن الشاعر يريد أن يشرح تلك الحقيقة قبل أن يخبرنا بها فخلافُ الصدقِ الزورُ وهنا تأكيدٌ أن الحلم كان حقيقةً وخلافه زوراً وأنه إنما ظهر نور الصدقِ بعد أن طُرِد الحلم.

وأُضِيْعُ دَرْبِي
تَائِهاً..
مُتَخَبِّطَاً في العَيْشِ
تَلفِظُنِي الدَقائِقُ مِنْ مِسَاحَتِها
لأَقْبَعَ مِثلَ تَارِيخٍ تَسَمَّرَ فَوْقَ نَاصِيَةِ السِنيْن


هنا يبدأ مفعول تلك الأحداث التي أدت بالشاعر إلى فقدان السيطرةِ على ذاته فيتعرضُ لأهوالٍ عدةٍ يبدؤها بـ وأُضِيْعُ دَرْبِي: كأنه يريد أن يقول أن ذلك الحلم قد كان دليله وهديه الذي كان يهتدي به؛ رغم أنه كان حلماً إلا أنه كان حقيقةً نورانية! وهنا ألاحظ أن الشاعر قال وأُضِيْعُ ولم يقل ويَضيعُ وهذا دليلٌ على أن الشاعر حاول الاستمساك بدربه إلا أنه فقد زمام الأمور حتى خرجت الأمور عن السيطرة، ولكن ماذا لو كان الشاعر قد أضاع الدربَ عن سبقِ إصرارٍ وترصدْ؟ وكأنه يثأر لرحيل ذلك الحلم الذي فقده ؟!
تَائِهاً.. وأحوالٌ عدةٌ يعقبها ذلك التيه الذي استشرى في عروقه وشرايينه إلى أن جعله مُتَخَبِّطَاً في العَيْشِ وهذه قمة القسوةِ والضياع الذي بلغه الشاعرْ.

تَلفِظُنِي الدَقائِقُ مِنْ مِسَاحَتِها

ابتسمتُ هنا لهذا التشبيهِ وكأن عقارب الساعة تتقافز متخطيةً ما لا يعجبها من الأحداث ومارَّةً بالباقي، فمساحةُ الدقائق هي الحياة التي نعيشها وحياة الشاعر تلفظه لأنه متخبطٌ في العيشِ وكأنها قد أعياها ذلك التخبط وخلخلَ موازينها، وقد أجاد الشاعر في استخدام مفردة تلفظني وكأنها لم تعد تستسيغه مطلقاً فماذا يفعل الشاعر حينها؟

لأَقْبَعَ مِثلَ تَارِيخٍ تَسَمَّرَ فَوْقَ نَاصِيَةِ السِنيْن

"مُكرهٌ أخاك لا بطلْ" هذا ما يتبادر إلى ذهني للوهلة الأولى، هل رأيتم خيال المآتة؟ قابعٌ متسمرٌ لا يتحرك مع مرور الزمنِ حتى اعتادته الطيور فتَخِذَتْهُ مأوى! حاولوا إذنْ أن تتخيلوا ذلك التاريخ الذي توقف به الزمن فلم يعد ينمو ولم يعد يزداد قِدَماً ولا عراقةً! وأكثر ما أعجبني هنا تشبيه المحال بالمحال!
فالدقائق لن تلفظ الشاعر من مساحتها وإن سعى إلى ذلك والتاريخ لن يتسمر في طريقه وإن رضيَت السنون بذلك!

ويُضِيعُنِي خَطْوِيْ
فأَقصِدُ كُلَّ وَهْمٍ عَلَّنِي أَلقَاكِ فيهِ تَمِيْمَةً
أَو أَلتَقِيْكِ كَظِلِّ سَوْسَنةٍ
تَمايَلَ قَدُّها مَع نَغمَةِ التِذْكَارِ في بَوْحِ الأَنِيْن


هنا يأتي التأكيدُ على ما ذكرتُ من محاولة الشاعر الاستمساك بدربه، فحتى خطواته أضاعته وساعدت في حياده عن الدربِ المنيرْ، وهذا يولدُ لديه إحساساً متنامياً بعدم الثقةِ في أي شيءٍ فيهيم على وجهه ووَجَعِهِ ويقصد درب الأوهام وهماً وهماً عله يلقى الصديق والرفيق والمُنقذْ! ويمنِّي نفسه بأن يلقاها ليسَ كـ إنسانٍ بل كـ جمادٍ أو نباتٍ أيضاً؛ أو مجردَ ظلٍّ خالٍ من أي معنى للحياة! ولكن لماذا تمنَّى الشاعر لقياها كظلِّ سوسنةٍ ولكن تمايل قدها؟ أَ لِتُؤكدَ له مقدار الحنين الذي يكتنفها مع تلك النغمة المنبعثة من قلبِ الشاعر الحزين الذي ملأه ذلك الأنين ولم يفارقه التذكار مذ فارقه ذلك الحلم؟ أم لتُعبر له عما يضطرم بتكوينها من فعلِ غيابه وبُعده؟ أم تصويراً لحجم الفقد والاحتياج إليه فإنها إنما مالت حُزناً عليه وعَوْزاً له ليقيم عودها الذي أصابه الذبولْ ؟!

مَا زِلتُ أَذكُرُ كَيْفَ أَشْرَقَ وَجهُكِ القَمَرِيُّ
فِي عَيْنَيَّ بَدْرَاً فاكتَحَلْتُ بِحُسْنِه..
أَوَتَذْكُرِيْن؟!


انتهتِ الشكوى وبدأتِ المناجاة، هكذا ينتقل الشاعر إلى بُعْدٍ زمنيٍّ آخرْ؛ حيث يَتَجَرَّعُ الماضي وجماله وحُسنه وراحته ونعومته، يعود بذاكرته إلى الأيام الأجمل في حلمهِ ويأسف لِما حلَّ بها بعد أن سلبه السَّوادُ بريقها، وبرغم كل ذلك فهو ما زال يتذكر إطلالتها الأولى على سفح خَدَّيْهِ في رُؤيةٍ خياليةٍ قَلَّما يستمتع بها القلبُ وتكتحل برؤيتها العين.
أَشْرَقَ : شدتني هذه المفردة كثيراً فنحنُ نعلم أن الشروقَ إنما يكون للشمسِ والبُزوغَ للقمر؛ وبرغم ذلك فقد أشرقتْ كالبدر وكيف لها ألا تكون بدراً ووجهها القمرُ بذاتهِ ونوره؟! وأعجبني أيضاً ذلك الكمُّ من الدوائر الذي إنما يعبر عن الحُسنْ: الوجه، القمر، العين، البدرْ؛ وكأن الشاعر يُريد أن يصلَ بنا إلى دائرةٍ مضيئةٍ لا يستطيع الظلام التسلل خلالها!
أَشْرَقَ .. فاكتَحَلْتُ : كانت هي الكحل المفقود الذي طالما بحثت عنه عينُ الشاعر.
وَجهُكِ .. فِي عَيْنَيَّ : لم تكن عيونه لِتنظر إلا إليها، وكأن النظرة الأولى كانت بمثابةِ طِباعةٍ فوتوغرافيةٍ لصورتها في بؤبؤيْ عينيهِ حتى احتلتْ كل أجزاء العينِ وعروقها.
القَمَرِيُّ .. بَدْرَاً : في أتم لحظاته وأسعدها وأكثرها إمتاعاً للعينِ وجذباً للفؤادْ !
أَوَتَذْكُرِيْن؟!: هنا أحسُّ بإحساسٍ متفاوتِ بين مخاطَبين: هي أو هو، فإما أنه كان يوجه إليها الحديثَ بذاتها عندما قال مَا زِلتُ .. وإما أنه كان يحدثُ (هي) التي تسكنُ نفسه ويجتر ذلك الحلم الذي لم يكن يود الصحو منه، وتكون أَوَتَذْكُرِيْن؟! هنا بمثابةِ تأكيدٍ وعهدٍ يقطعه الشاعر على نفسه من بابِ حفظ المشاعر التي بدأتْ تضيعُ مع استيقاظه من حلمه، وفي هذه الحالة فإن أَوَتَذْكُرِيْن؟! قمة الضعف النفسي الذي يعتري فؤاد الشاعر فهو قد خاطبَ نفسه عِوضاً عنها لوجودها سلفاً بين طياته وضلوعهْ !

لَمَّا تَخَلَّلْتِ الفُؤَادَ كَنَسْمَةٍ
بَعَثَتهُ مِنْ جَدَثِ الضَياعِ فَرَاشَةً..
حَمَلَت إِليْكِ رَحِيقَ زَهْرَةِ قَلْبِيَ المَسْكُوْنِ بِالوَلَهِ الدَفِيْن


هنا لاحظتُ شيئاً جميلاً أتقنه الشاعر ببراعةٍ لا توصفْ، فبدايته لهذا البيت بـ لَمَّا جعلته متصلاً بالبيت الذي سبقه وكأن الشاعر يقول: أَوَتَذْكُرِيْنَ؟! لَمَّا تَخَلَّلْتِ الفُؤَادْ !! وكأن الأحداث كلها تحدث في وقتٍ واحدْ: إشراقها واكتحاله وتخللها وبعثه من الضياع وما تبع ذلك.
تخيلوا معي حرارة الجو في حر الصيف، وكلُّ منا يبحث عن مُتَنَفَّسٍ هنا أو هناك، حتى إذا مرتْ تلك النسمة الباردةُ طارت أفئدتنا فرحاً وارتعشت أجسامنا كعصافيرَ مُبْتَلَّةٍ وشهقنا شهقةً وكأننا نملأ رئاتنا بتلك النسمةِ التي نود لو أنها لا تمر أبداً !
هذا ما يريد شاعرنا إيصاله لنا، فهو لما أحس بتلك النسمة التي تَخَلَّلتِ الفُؤَادَ تركَ شرنقةَ الضياعِ التي أعيته احتواءاً وقد اكتمل عوده وأصبح بمقدور تلك الفراشةِ أن تفرد جناحيها للمرة الأولى في حياتها، وقد كانت رحلتها الأولى رداً للجميلِ ووفاءاً بالحبِّ لتهدي رَحِيقَ زَهْرَةِ القلب الذي تشبع بسكانه من نوعِ : وَلَهْ ! بل ولهٍ دفينْ .

فَاستَقْبَـلَـتْها بَسْمَةٌ
مِثْلَ افتِرَارِ فَمِ السَماءِ
إِذَا أُزِيْحَ نِقَابُ حُلْكَةِ لَيْلِهَا
–فِي الفَجْرِ-
عَنْ صُبْحٍ مُبِيْن


ما أروع تلك البسمة، التي أسهبَ الشاعر في وصفها؛ فقد شعر بالخجل إن قال فَاستَقْبَـلَـتْها بَسْمَةٌ كالصبحِ وكلنا يعلم ما للصبحِ من جمالٍ وراحة، فآثر أن يرسم الصبح بتفاصيله في صورةٍ رائعةٍ ورغم وضوحها إلا أنها تحملُ انعكاساتٍ لألوانَ شتى.
ما أروع هذه الصور الداخلية: افتِرَارِ فَمِ السَماءِ ، أُزِيْحَ نِقَابُ حُلْكَةِ لَيْلِهَا: فإذا أزيح نقاب الحلكةِ بدأتِ الظلمة تخف تدريجياً حتى تشرق الشمسُ وتعلو تلك البسمة.

أَجْرَيْتِ فِيْ الأَعْطَافِ أَنْهَارَاً تُرَوِّيْهَا جَدَاوِلُ مِنْ مَعِيْن

استكمالٌ لتلك الأحداثِ الرائعةِ التي كان سببها تلك النسمةُ التي مرت على فؤاده، فقد جرت في جوانبه الأنهار التي تصب فيها شلالات الماء العذب الزلال، وأكثر ما أعجبني هنا تلك الصورة الكلية التي رسمها الشاعر بريشةِ فنانٍ لا بقلمِ شاعرْ: النسمة والفراشة والزهرة والصبْح والأنهار والشلالات! كأني في منظرٍ طبيعيٍّ خالصٍ يفوق بجماله جمالَ حديقةِ كانايما الطبيعية في فنـزويلا.

فَتَعَمَّدَتْ مِنْ طُهْرِهَا رُوْحِي
ومَاطَتْ عَنْ حَشَاشَتِها نِكَاتَ تَعاسَةٍ
طُبِعَتْ مَعَ الآلامِ فِي المَاضِي الحَزِيْن


هذا هو المفعولُ الأولُ لما حدثْ، تطهير الروح من آثار التعاسةِ التي لزمتْ بالفؤادِ والتي قد طُبعت على مدار سنوات الأسى التي قضاها الشاعر قبل ذلك الحلم الذي أدمنه.
ومن الجميلِ هنا استخدام مفردة طُبِعَتْ وكأن الذي طُبِعَ ليس كالذي كُتِبْ، غيرُ قابلٌ للمسحِ والتعديلْ.


ثُمَ اتْكَأتِ عَلى أَرائِكِ قَلْبِيَ المَكْلُومِ أَعْوَامَاً
وقَلبَكِ تَحمِليْن


وكأن الشاعر يشكر لها صنيعها بأنها تحملت المكوث في هذا القلب المكلوم سنيناً طويلةً دون أن تمل بل والأكثر من ذلك أنها ظلتْ حاملةً قلبها بين كفيها لتهديه إياه فور شفائه من كُلمته وتعاسته !!

مَلَّكتِنيْه حَمَامَةً
سَكَنَتْ..
وكَان مُقَامُها كَالرُوْحِ
أَقْرَبَ –فِيَّ- مِنْ حَبْلِ الوَتِيْن


أحسنتَ يا محمدْ، جاء ميعاد التسليم فإذْ بقلبها يصير حمامةً تجوب أرجاء الروحِ دون كللٍ ولا مللٍ وكانت أقرب لروحه من روحه! كيف لا وهي روحه ؟!!
مِنْ حَبْلِ الوَتِيْن: أهنالك أقربُ من ذلك؟ تطْعيمُ النص بالتعبيرات القرآنية يزيد من قوته وجمالهْ.

جَعَلَتْ جَناحَيْها رَبَابَاً
نَثَّتِ السُحَّ الرَقِيقَ مِنَ المَحَبَّةِ والحَنانِ
وأَغْدَقَتْ فِي البَذْلِ
حَتَّى خِلْتُ أَنَّ كِلاهُمَا كَانا "يَمِيْن"


تأملوا معي ذلك الودْقَ الخياليَّ من الهوى يُنثر دون انقطاعٍ على مساحاتٍ كانت تسكنها نِكاتُ التعاسةِ فغدتِ المساحات الخريفيةُ ربيعيةً خضراءَ لا تتوقف عن بذلِ كل غالٍ وثمينٍ في سبيلِ إسعادهْ .
وهنا لمحةٌ جماليةٌ أخرى، فتلك الحمامةُ كانتْ بيضاءَ ناصعةً بلونِ السحابِ الممتلئ بالمطرْ، ولم تكف تلك السحابة عن إفراغ محتوياتها حتى تعجبَتْ لذلك روح الشاعر التي أخجلها ذلك الكرم والعطاء والبذلْ.
السُحَّ : أظنها بفتح السين لا بضمها (لسان العرب).


أَرْتَادُ أَطْلالَ اللِقَاءِ فَلا أُلاقِي غَير نَزْفِ تَصَافُحٍ..
وفُتَاتَ أبْيَاتٍ..
وسََقْطَ مَشَاعِرٍ..
ونُثَارَ ظَنٍّ طَامِسٍ آثَارَ خَطْوِ الرَاحِليْن


مرحلةُ تَفَقُّدِ الضحايا والناجينَ بعد الغوصِ في بحرِ الذكرياتِ الباسمة، تروح مخيّلةُ الشاعر وتجيء مروراً بلحظاتِ اللقاءِ التي كانت عامرةً بأصنافِ الحب والحنانِ والراحة النفسية، ولكنْ يتقادم عهدُ تلك اللحظاتِ وتتهدمُ أسوارها حتى تغدو مجردَ أطلالٍ خاويةٍ على قلوبها، لكنها ما تزال تحملُ عُصارةَ تلك العلاقةِ من المودة والمحبة؛ متمثلةً في " نَزْفِ تَصَافُحٍ وفُتَاتَ أبْيَاتٍ..وسََقْطَ مَشَاعِرٍ.. " تخيلوا معي تلك الأيدي التي سكبت دماء راحتها عزاءاً لافتراقها وتلك القصائد التي تمزقت وتكسرت أبياتها أسفاً على ضياعِ صاحبَيْها وتلك المشاعر التي غدتْ بقايا وتساقطت فوق ذلك من البقايا بقايا! وما أقسى ذلك الظن الذي تبعثر على المدى يمحو كل أثرٍ لتلك الراحلة من بستانِ الجوى ومعقل الهوى!

فَأجُرُّ ظِلِّي عَائِدَاً..
تَجْتَاحُنِي الذِكْرَى مَع العَصْفِ المُدَمْدِم..
والسُكُوْن..!!


فصلُ إسدالِ الستارِ على تلك القصةِ الدامية، ومرحلةُ العودةِ إلى حيثُ نقطة الصفرِ بل ما دون الصفرْ.
فَأجُرُّ ظِلِّي عَائِدَاً.. اختفى الشاعر بين آلامه؛ وأصبحَ غيرَ مرئيٍ ولا مُعَرَّفٍ في قاموسه، ولم يبق إلا ذلك الظل الذي ألِفَهُ الشاعر وأصبحَ يَعْرِفُ نفسه به! ورغم ذلك فهو يجره متثاقلاً متباطئاً عائداً إلى حيثُ كانْ، وأيُّ مكانٍ قد يضمه بعدَ ما كان فيه من نعيمْ ؟!
تَجْتَاحُنِي الذِكْرَى مَع العَصْفِ المُدَمْدِم.. لا شك أنَّ الذكرى ستقتله وتقتلعهُ من كيانه كلما أراد إلى ذكرها سبيلاً، ومع هائجةِ الذكرى يشتد الإعصارُ ويتدمدمُ حتى لا يُبقي فيه ولا يذرْ.
والسُكُوْن..!! وكأن تلك الوقفةَ بين العصفِ والسكونِ تحمل الموتَ بصورته الحقيقيةْ. وأحب أن أقرأ هذا العصفَ والسكون بقراءاتٍ ثلاثْ:
إما أنه يقصد: تجتاحني الذكرى مع العصف المدمدم تارةً ومع السكون تارةً أخرى وإما أنه يقصد: تجتاحني الذكرى مع العصف المدمدم في حالةِ قمةِ الهدوءِ السكون، وإما أنه يقصد تجتاحني الذكرى مع العصف المدمدم ثم يعم السكونْ. وما أجملها من تعبيراتٍ جمعتها كلمةٌ واحدةْ !

ومَع الصَباحِ إِذا تَنَفَّسَ..
مَع تَبارِيْحِ الهُمُومِ بِعَتْمَةِ اللَيْلِ الحَرُوْن..!!
ومَع انطِفَائِي..
أَو تَلأْلُؤِ نَجْمِكِ الدُرِّيِّ فِيْ صَفُوِ العُيوْن..!!
ومَع ابتِسَامِي..
وانبِجَاسِ الدَمْعِ مِن عَيْنَيَّ دَفَّاقَاً سَخِيْن


يعود الشاعر لاستخلاص صور الإعجاز من القرآن الكريم وتظلُّ الذكرى القاسيةُ تجتاح ذلك القلبَ في نومه ويقظته مع تنفسِ الصبحِ وانطفاءِ الشاعرِ وتلألؤ محبوبته وابتسامته المليئةِ بالدموعِ وما أصدقها من دموعٍ تلك التي تتفجر بغزارةٍ لتسقط على خدٍّ مبتسمٍ راضٍ بقضاءِ الله وقدره!!

ذَاوٍ..
"يَطُوفُ" بِمحْجَرَيَّ السُهْدُ..
"يَسعَى" فِي عُرُوقِي الوَجْدُ..
"يَرجُمُنِي" النَوَى والبُعْدُ..
"يَنْحَرُنِي" الغِيَابُ بِمَذْبَحِ العَجْزِ اللَعِيْن


كنتُ أخشى من بدايةِ القصيدةِ أن أصل إلى هذا البيتِ المُذهلِ الذي شحذَ فيه الشاعر كل طاقته وموهبته لإنتاج تلك الصورة الفريدةِ البيضاءْ!
ذَاوٍ.. كنتُ أتسائل عن سر استخدام هذا اللفظ دون غيره؛ فإذ بي أجده يتضمن معاني الاحتياج والفقد أكثر مما سواه، ويُصورُ قمة الذبولِ الذي آلَ إليهِ الحال والمآلْ، ويتضح ذلك من أركان الحجِّ التي استخدمها الشاعرُ ببراعةٍ لتدلَّ من ناحيةٍ على تفسيرٍ منطقيٍّ لـ ذَاوٍ.. ، ومن ناحيةٍ أخرى لوصفِ جسدهِ الذي ذوى بعد كل ما رآه من أهوالٍ وضياعٍ للآمالْ.
"يَطُوفُ" بِمحْجَرَيَّ السُهْدُ.. الركن الأول من أركان الذبولْ، ولم يكتفِ السهدُ بالطوافِ سبعاً إنما ظل يطوف حتى أرَّق وأنهكَ وأهلكْ!
"يَسعَى" فِي عُرُوقِي الوَجْدُ.. الركن الثاني، ذلك الاشتياق الدفينُ الذي تخللَ كريات الدم الحمراء والبيضاءِ ورافقَ خلايا الدم ذهاباً وجيئةً فما ملَّ وما كلّ.
"يَرجُمُنِي" النَوَى والبُعْدُ.. الركن الثالثُ وقد فقد الشاعر الرؤيةَ متمثلةً في (محجريه) والحياة متمثلةً في (عروقه) حتى غدا كالعصفِ المأكولِ لا يملكُ نفعاً ولا يدفعُ ضراً وأكلَ عليه الزمنُ وشربْ .
"يَنْحَرُنِي" الغِيَابُ بِمَذْبَحِ العَجْزِ اللَعِيْن : الركن الرابعُ والأخير وأنا أتسائل مُبتسماً أَبَعْدَ ما حدث انتهاءاً بالرجمِ يظلُّ في الشاعرِ جسدٌ يُنحر؟! ولكني ألاحظ أن تلك السكينَ التي سيُنحر بها هي سكينُ العجزِ وعدمِ القدرةِ على الدفاع عن نفسهِ ولذلك فسيظل الفراق يرجمه حتى يعود ذلك الحلم الصادقْ.

وقَضَيْتُ..
حِيْنَ قَضَيْتِ أَمْرَ بَقائِنا
رُوْحَاً مُوَحَّدَةً لأجْسَادٍ تَبِيْن


من الجميلِ استخدام الكلمةِ التي تؤدي أكثر من معنى، فـ قَضَيْتُ الأولى بمعنى مِتُّ وانتهيتُ حينَ قَضَيْتِ الثانية بمعنى قررتِ أن نكون روحاً في جسدين منفصلينْ، يا لهذه النهاية الصعبة، وكأنها قد أصدرت حكماً بالإعدامِ مع النفاذْ !

قَد كُنْتِ "أَنْتِ" حَقِيْقَةً أَحْيَا بِها..
والآنَ تَقتُلنِي الحَقِيْقَةُ كُلَّ حِيْن..!!


كانت هي الحياةَ التي من أجلها يعيشْ، وأصبحتْ هي الحياة التي تغتاله بلا هوادةْ !
وكأنني وصلتُ إلى عنقِ الزجاجة، فكل محتوياتها تحليلٌ وتفصيلٌ وتأصيلْ، وغِطاؤها كان الصدمةَ الأبدية التي عانى ويُعاني منها الشاعر، فما أصعب أن تحيا الحقيقةَ المُفْجِعة! وما أقسى أن تموتَ كل لحظةْ !

انتهى

 

صهيب نبهان غير متصل   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 PM

الآراء المنشورة في هذا المنتدى لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.