تعذبوا قليلا خلال قراءتكم لي، فأسلوبي جافٌ جداً و أحمقٌ جداً و مملٌ جداً جداً .
ربما يتسآل أحدكم الآن : اذن لماذا تكتب؟ تعذبنا و تعذب نفسك.
أشكرك أيها المتسائل الكريم جداً فها أنت تتكرم علي بسؤالك هذا لتشعرني بأن لي كتلة و حجم و حاصلهما يمنحني كثافة لا أدري كم مقدارها و كما قالت العرب، و كعادتهم سباقين الى كل اكتشاف يجِدُّ في هذا الكون، سبحان من خلقهم فهم دائماً يسبقون العالم في مجال المعرفة بـ 14 قرناً، تقول العرب : لسان الفتى نصفٌ و نصفٌ فؤاده ، فلم يبق الا صورة اللحم و الدم.
هذا التفكير النيوتني و الآينشتايني الذي يتحلى به الشاعر يدل على أنّ العرب قد سبقوا أرخميدس - الذي جاء قبلهم أصلاً! - الى قوانين الحجوم و الكثافة، فها هي واردة في شعرهم كما هي المعادلة ، فالكثافة في نظر الشاعر تنتج عن قسمة عقل الرجل و قلبه على حجمه، فاذا حدث و كان عقله صفر و قلبه صفر فهو لا يساوي حتى الأكل الذي يطفحه، لأن الصفر يجعل من يحويه صفر الكثافة، أو ترون الرياضيات ظالمة، لا أبداً فحياة أحدهم ان لم يستفد منها فهو لا يستحق الحياة و لا يعدو كونه صورة ثلاثية الأبعاد.
طبعاً هذا الاكتشاف أسجله أنا - كعربي بالاٍكراه - في قائمة الاكتشافات العربية السابقة لغيرها دائماً بـأربعة عشر قرناً ، و مع التحية نسخة لشاعر المليون ليستمر في قيادة مسيرتنا الحضارية فكما ثَبُتَ لنا قبل قليل بما لا يدع مجال للشك
أنّ الكثافة موجودة في شعرنا و بذلك لن نحتاج الى معامل و مختبرات و اتعاب أدمغتنا بفرضيات فلسفية، لن نحتاج لشيءٍ خلا شاعر المليون، أوتحسبون أنّ الملايين تُصرف عبثاً و هباءاً !
ويحكم أيها العرب ثقوا بأنفسكم و باخوانكم هناك، انها تُمنح للبحث العلمي.
و نسخة أخرى الى ملف نظرية المؤامرة و على رأي المحامي في مسرحية شاهد ما شافش حاجة : سجل عندك ... فهم يتآمرون علينا من قبل أن يكون لنا وجود.
أعود الى تساؤلك يا كريم، لماذا أكتب؟ و الاجابة من القهر! و أرجو أن تحسن الظن بي، و لا تظن بأني مقهور من شاعر المليون، أو من حرّاس فكر أمتنا الأشاوس .. لا لا أبداً على العكس ، ففي كلٍ خير، و تخيل مجرد تخيُّل أن نطفئ ميكروفوناتهم ماذا سيبقى لنا من مجدنا التليد! أعوذ بالله فال الله و لا فالي أدام الله أصواتهم و هل العرب الا ظاهرة صوتية.
ما يقهرني أجارك الله و أدام عليك الطمأنينة و الرضى و الفخر و الكرامة و العزة و كوووووول حاجة، فالكلمات ببلاش، أنظر و تمعن أيها العربي فيما يقوله أخوك العربي، الكلمات ببلاش!! و الكلمات هي عملة العرب، و هي مواثيقهم و عهودهم، بها تجرى عملياتهم الجراحية و بها تندمل جروحهم، و الكلمة تهز العربي و الدليل أن " تكفى" تهز الرجاجيل ، الكلمة قد تودي بحياة العربي و مع ذلك الكلمات ببلاش! ألا تشعر معي بروعة كونك عربي؟
ما يقهرني في الأمر كله، هو الأمر كله، أقصد التاريخ فالتاريخ كل شيء و اللي ماله أول ... ما له تالي ... صح ... و أين تالي العرب؟ أين حاضرهم.. أرجوك أخرى لا تفهمني خطأ، صحيح اللي ماله أول ما له تالي و صحيح أنه لا يوجد حاليا أي تالي، و لكن شغل مخك معي شوي، التاريخ لعبة العرب يا حبيبي، فهم الآن ينفخون الروح في تاريخهم و في كل شيء عدا حاضرهم، و حسب قانون الأول و التالي هذا سيتكون لدينا حاضرٌ لا يخطر ببال أحد، تسألني كيف؟ يبدو أنك جاهل بكل ما يدور حولك، ألا تعرف تقنية الـ ان ال بي و تقنية العملاق المصاب بشد عضلي و كل تقنية تتعامل معها و أنت جالس و ماسك ميكرفون، أعوذ بالله من تقنية النانو.
طيب وين القهر و وين اللي مزعلني، أبداً، الا أن التاريخ يقهر، التاريخ لا يتذكر من نفسه سوى ما يضللنا، لا يتذكر من نفسه سوى الانجازات، لا يخبرنا كيف تكونت و لا كيف كان ينظر الناس اليها و أنهم كانوا يحاربونها حرباً ضروس
و يهينون من يحاول تغييرهم، و يسبونه و يفعلون كل شيء اعاقته و في الأخير يأتي أحفاد ذولاك العرب ليفخروا بانجاز حاربه أجدادهم حتى الموت.
لذا و ما دام العرب الآن بخير و لا عليهم خلاف أرى و أفعلوها و ستدعون لي ، أرى أن نحرق كل كتب التاريخ و أن نخرج من التاريخ و نكتفي فقط بأصواتنا فبها سنتطور، و بها سنسود و بها سنكون عرب على أعلى مستوى.
قد تكون القافلة تسير و الكلاب تنبح، و ربما تعطلت القافلة فلحقتها الكلاب و ركبت فيها و صارت تنبح و هي في داخلها، و ربما أنّ الأمر برمته كذبة و لم يحدث يوماً أن نبحت الكلاب على قافلة!
يقولون : غسل الدرج من فوق لتحت، و هل لديهم ماء للغسيل!
الميكرفون لكم.