///
قُبيْلَ سَنَاء ..
فِي أَثنَاءِ شَفَق يُداعِب الوَرْدة بِـ حِنكَةِ صَحُو .. يُراقِصُهَا دَلعاً حَتى تُشرق عَلى العَوالِم شَمسُ ابتِسَامتِهَا ..
وَ يلامِسُها بِـ هَدَبِ رِفْق .. يَقلَعُ وِشاحَ الشَوكِ مِنها .. وَ يَرمِي بِغَرغَرة التَرحِ قَعرَ الهَلاك ..
وَ تَرتَوي الوردة مِن الصَمتِ ضَجِيجَاً يَتَرَنَم [ حُريَة فَرَح ] .. تَنسُجُ مِن خُيوطِ اللّيل المُودِّع نَاياً ..
تَعزِفُ بِه لَحناً مَوزُونٌ عَلى وَزنِ الحَياةِ فِي عَينَيْه ...
وَ تَستَقِيمُ أَنفَاسُ جُنون الصُبحِ نَصْلاً يَضْرِبُ صَدرهَا دَرباً .. يُرتِبُ فِيه أورَاقَ اليَاسمِين بِـ هيْكَلَةِ حُب ..
فَـ تعْلُو الوَرْدَة بِحِسٍ مَلائِكِيْ الأَجنِحَة .. لِأُفقٍ مَدِيد خَارِج عَن قَوَانِين البُؤْس ..
تَسبَحُ فِي مَدَارَاتٍ غَرامِيةِ التّهجُد .. تَطُوف حَولَها رُقَاقَاتٌ نُورَانِية الدّلاَل ..
تَدُبُ فِي مَكنُونَاتِها عَناقِيدُ ضَوْء أَيقَنَهَا الفُؤَاد المُنهَك عِشْقاً فَقَذَفَ بِهَا عُلواً إِلى قِمّة ٍ فَائِضَة [ الطُهْر ] ..
تَرسُمُ مِنهَا للدُنيَا تَفَاصِيلَ بَهَاء .. وَ مِن ثَغْرِ الحَنَانِ تُرسِلُ حَمامَ البَياضِ لِـ تَزفَر هَدِيلاً ..
يُطرب الأَلبَابَ نقاءً .. و يُشبِعُ مَسَامِعَ الأَكوَانِ بِـ لَحنِ وِدْ ..
وَ مَا إِنْ تَتَبَعثَر خَمَائِل المِسْكِ حَوْلَهَا .. حَتَى تَنْتَصِبُ فَتَائِلُ الشَوْقِ لِتَقْتَات رَحِيقُها المُعَطَرِ لَذّة ..
وَ تَنْتَظِرُه ..!
وَ يَحِينُ غَسَقْ ..
فَـ تُغلَقُ بَتَلاتُ البَهْجَةِ مِن شِدّةِ الشَجُو .. وَ تَتَشَرْنَقُ الوَرْدَة بِخُيوطٍ نَسِيجُهَا صَقِيعٌ بَالِغ الوجْد ..
تُذِيبُهُ حَرَارَة عُروقٍ يَدُك فِيها الحَنِينُ دَكاً .. وَ بَنَاتُ الوَلهِ المُعْتَكِفَةِ بَينَ مَلاَمِحِهَا الآَيِلَةِ للِذُبُول ..
وَ تَتَسَاقَطُ وَهْناً ضَريبَة هِيام ٍ [ وَرَقَةً وَرَقَة ! ] ..
تَتَسَارَعُ / شَغَفاً لِـ تَحتَضِنُهَا سَحابَةُ يَدَيِكْ .!
[ للتَوِ نُثِر / عُذراً للـ قِصَر (: ]