غالباً ما تبدأ العلاقات , بكميةٍ من العسل يغدقه كلّ على الآخر , فلا يرى سوى حلاوة المذاق ولا يتذوق إلا الجمال .
ثم تبدأ بعد ذلك المشاكل والعيوب بالظهور , ويبدأ كلّ في التفتيش عن سيئات الآخر , وتبدأ العلاقة بالانهيار لتنتهي إما بالانفصال , أو بالانفصال الروحي , والثاني أصعب و أشدّ وطئاً .
في العلاقات الزّوجية , يفقد الكثير من الرجال مهاراتهم العاطفية بعد الزواج , فتشغلهم الحياة عن الحفاظ على ذاك الخيط الذي يصلهم بروح المرأة , فيبتعدون عن الكلام الجميل والغزل ومحاولات الاقتراب من قلب الزوجة , وهنا يحضرني مشهدٌ من أحد الأفلام العربية , حيث تقول لزوجها أريد وردة , فيضحك , ويقول : الخبز أهم من الورد , الورد ترف العشّاق !
المرأة كائن عاطفي , تحتاج إلى تلك اللمسات الحانية التي يقوم بها الرجل من وقتٍ لآخر , لتحتفظ بشعورها بأنها الحبيبة التي يحتويها فتحتويه , هي أمورٌ صغيرةٌ , قد يصفها البعض بالتفاهة ولكنّها عظيمةٌ في نظر الأنثى , المشحونة بالمشاعر , والتي بتلك المشاعر فقط , تحتوي قلب الرجل وتأسر روحه .
محورٌ آخر لما أردتُ هنا ...هو الحبّ الذّي يأتي بالعشرة
فلا شكّ أن المشاعر تتطور وتتقارب , وربما تتوحد , ولكن يجب هنا التفريق بين الحبّ والاعتياد , فربما كان من الصّعب الاستغناء عن شيء اعتدت عليه , ولكنه من المستحيل أن تتخلى عن شيءٍ تحبّه .
قد يجلب الاعتياد الحبّ , ولكن الحبّ إذا جلبَ الاعتياد , فعلى العلاقةِ السّلام .. ومن هنا نأتي مجدّدا لفكرة التجديد في العلاقة , رشّات السّكر تلك التي يقوم بها الطرفان في العلاقات الزوجية , تقوم باعادة الربيع لشتاء الغياب الرّوحي عن الآخر .
المسألة باختصار , هي الشّعور بالآخر , فهم معنى كلمة الآخر ,ووضع التعريف الصّحيح لها على قائمة أولوياتنا .
ختاماً :
همسة لمساءٍ ملأني بوجعهم : انظروا للعلاقات من جانب الآخر , ستبدو بشكلٍ مغايرٍ حتماً !