لم يجمعنا خبث الأفكار الواهية ...
ولا قبح الظنون الطاغية ..!
ولا الرقصُ على جثث المراوغات الخبيثة ...
فلا نجيد لبس الأقنعة بزمنٍ تاهت فيه الوجوه ...!!
قد يقولوا الكثير ..
وما تضمره قلوبهم أشد وأمّر ..!
أدرك تماماً أي حواء أنتِ وأن جهلوا آدميتي ..!
فلم نمتص حليب الرغبة من ثدي الخطيئة
ولم نركل بقدم الصدق بطن الحقيقة ...!!
ولم نسرق أحلام الصغار من شفاه الأفكار الطائشة ...!
حتى عكاز الصبر لم نحطمه على صخور القسوة لقلوبٍ جدباء الوفاء ...!!
نعم يا نطفة من رحيق الطهر
لم نفعل السوء ...!
فما يجمعنا أكبر بكثير ...!!
أصدق من زيف خزعبلات نظراتهمــ..
وطيش الشك في فضاء الاقتراب من لوحة السطر ...
وكيف لا وأنتِ من سلالة دمي تجري قطرات الانتماء بكِ في عروقي ...!!
فأن نطقتُ حواء ..
كنتِ كل حواء بأبجديات لغتي ...!!
وان قلتِ آدمــ ..[
كنتُ كل بني آدم في محراب قلبكِ ...!
هكذا خلقنا من صلصال ...
فكنتُ الضلع المعوج لخلَقِكِ وكُنتِ ظلال الانحناء ...
فما ترينه من تقوس بخاطري يهديكِ السلام وفاءً بأن لا تذبلي ...!!
ولن تذبلي وروحكِ كالأنهار بداخلي
تروي جذور الولاء بكِ ...!
ليتفرع منكِ غصن البياض أغنية ...
والصوت طفل حنين يلهو بين أضلع الأيام الدافئة ...!!
فحدثي الأيام عنّي ...
عن شرقيتي وإنسانيتي قبل غروب العمر ....
وأن لم تفعلي ..
فثقي بأنني حدّثتُ كل الأشياء عنّك ...
فلن تجهلكِ أبداً لأنها تعلم يقيناً بأنكِ من سلالة دمي ....!!
تحياتي