بات جسد خضراء يلفظ الشمس كما يلفظ الجسد جسما غريبا يحل عليه ، ولم تعد تذهب إلى المزرعة الا لماما ، كان علي ينتظرها كثيرا وعندما يفقد الأمل في مرافقتها له اإلى المزرعة يذهب وحيد ا وبدأ يتساءل ماذا اعترى هذه النقية ؟؟
لتعصف الأسئله به كيفما شاءت فهو لايحتاج أكثر من رفيق يشاركه الطريق
كانت الخاله زهرة تدرس الفتيات أصول الدين والقراءة وبعض الحساب وقررت خضراء الذهاب اليها والتعلم على يديها
بعد أن حملت اليها صاع بر وآخر من التمر --وبدأت سعيدة وهي تدفن أحزانها في لوح نقشت فوقه أحرف الهجاء
كانت سعيدة وهي تردد بين شقيقاتها وبنات الجيران هذه الأحرف
أ أي أو ، بَ بِ بٌ
كان خبر انضمام خضراء الى كتاتيب الخالة زهرة قد انتشر في القرية وسخط الجميع عليها وعلى والدها الذي لا يستطيع أن يكبح جماح ابنته ، وقد حذر أهل القرية بناتهم من أن يخاطبن زهرة أو يجلسن إليها أنها ستعلمهن كتابة الرسائل الغرامية
أما علي فقد سعد بخطوة خضراء الجريئة ومضى يبارك لها ويحثها على الثبات وتحمل جهل أهل القرية
بكت خضراء كما لم تبك السماء ذات شتاء
بكت لأن أهل قريتها لم يشعروا بها وعاملوها كالغريبات في القرية ، واللا تي علمهن أولياء أمورهن غير خاضعين لقيود الجماعة العمياء ،
لقد أصبحت الغريبات هن صديقات خضراء ، فاكتشفت أنهن يحملن من العلم والعقل والواقعية الكثير
كان والدها يسير مطاطيء الرأس وقد نبذه الجميع لكنه مصر على تحقيق رغبات ابنته خاصة وأنها يعلم كم هي راجحة العقل ، ذكية
أما والدتها فهي تولول كل يوم داعية عليها بالويل والثبور
فقد حرمتها من الاختلاط بنساء القرية وقضاء بعضا من الوقت معهن
مالفرق يننا وبين غرباء القرية --أيتها البائسة ؟
هيا اغربي عن وجهي
قبحك الله
لكن خضراء تستزيد من آلامها ذوابة الطريق المظلمة --دون التفات
ستمضي -- لتدرك أن الحياة ليست محيطا صغيرا يرتكز في عيني علي
الحياة أكـــــــــــــــــــــــبر ، الحياة أكــــــــــــــــــــــبر
فــــــــ يتبع ا طمة