لقاء للزميلة حنان محمد في جريدة اوان:
تفكرين بإغلاق كل الابواب التي دخلت منها الى الساحة باستثناء باب واحد.. ما السبب؟
- الساحة كانت بالنسبة لي حلماً جميلاً لاعتقادي أنني املك ما يقلب الساحة ولكن الحلم تحول إلى كابوس عندما فتحت الابواب أمام الاغبياء واحتضنتهم وابعدت من يملكون وعياً.. الساحة لا تعي جيدا سوى المحسوبيات وسياسة التنفير وإبعاد المميزين وجذب الاغبياء.
وما الهدف من وراء جذب الاغبياء؟
- دعنا نتحدث عن الكثير من اصحاب المطبوعات أغلبهم غير مؤهلين لإدارتها لذلك يمتهنون جذب الأغبياء، وهذا يؤكد ان اساس تلك المطبوعات غير سوي، ثم لا غاية لهم في اعتقادي سوى ان الاغبياء يسايرونهم فيما يريدون ومن خلالهم بالامكان تمرير مايريده صاحب المطبوعة او القائم على الصفحة.
اذاً ما الحل ؟
- الساحة الشعبية تحتاج الى غربلة وإعادة ترتيب من جديد. لأنها اصبحت تهتم بالنسب والقرابة القبلية أكثر من النص الادبي ومازالت تسير خلف التخلف، ولاحظ كل مجلة او صفحة شعبية مكدسة بالمحسوبيات والشللية وتتهم فلاناً بأنه دخيل. ومن جهة الساحة مازالت تكفّر الحداثي وتمجد شاعرات الليل وغيرها من الامور التي لا يمكن ذكرها.. والمبدع لا يجد مكانا له وسط هؤلاء – باستثناء بعض الصفحات التي تنصف الابداع ولكن للاسف عددها قليل في الخليج - وحتى يصل الى الجمهور يكون الامر شاقاً جداً.. لأن ظهور سياسة متخلفة مثل سياسة الجمهور عاوز كده اصبحت كبيرة.. ولا احد يدرك ان الجمهور كالطفل يتغير بالتلقين. نحن من يصنع او يتحكم بذائقة الجمهور بما نطرحه عندما يكون الطرح مميزاً.
لماذا تكتبين بشكل حاد في الكثير من الاحيان بدأ بمقالك «استرجال الشاعرات» مرورا بـ «شعراء يمجدون بلا حق» الى الكثير من الكتابات الاخرى؟
لا.. الكتابة ليست بشكل حاد ولكنها الكتابة بمنتهى الصراحة.. دائما الحقيقة مؤلمة لذلك تجد تلك المقالات حادة على حد قولك.
في وقت يفترض ان تكوني كاتبة مناصرة لما يقدم الكثير من بنات جيلك.. الا أننا نرى العكس؟
- لست ضد أي منهن ولكني ضد الخطأ ولم اتهم أيا منهن ولكن جميع مقالاتي عن نصوص نشرت لهن في المطبوعات او عبر المواقع الالكترونية باختصار أتعامل مع النتاج الادبي لا الاشخاص.
لكنك في بعض المقالات اتهمت بعض الشاعرات بـ «الاسترجال»، وايضا بطرح قصائد متجاوزة - ايحاء بقلة ادب - بشكل غير مباشر؟- قلت في مقال «استرجال الشاعرات» انهن يستخدمن مفردات (رجولية) ووضعت الابيات كدليل على ما اشير اليه ولم اتهمهن بالاسترجال في تصرفاتهن، اما عن الاباحية فمن الامانة الادبية عندما اقتبس الابيات اذكر اسم قائلها واتناولها واكشف عنها على انها تخدش الحياء، و كلامي لا يخرج عن مضمون الابيات.. فعندما تقرأها تدرك ان فيها من اللا أدب اكثر من الأدب.
ولكنك احيانا تهاجمين الكثير من الشاعرات، وتؤكدين بشكل او بآخر ان طريق وصولهن اصبح لا يمت للابداع بصلة؟
- من هاجمتهن لسن بشاعرات وانما «فتيات نص كم» وليس لهن حق الدخول في منافسة مع أي من الشاعرات «المحترمات».. لأن الشعر اخلاق ايضا واحترام للذات قبل أي شي وصيانة وعفاف روح.. وباختصار الادلة كثيرة جدا فقط انظر للساحة بشكل ادق وستجد أنهن يُجدن كل شيء الا الشعر و«هذه النوعية سوقهن ماشي».
ماذا تعنين بسوقهن ماشي؟
- نحن في زمن غريب.. الذي يسلك طريقاً معوجة يصل ومن يسلك الطريق المستقيم والصعب تجده متأخراً جدا، باختصار «الوسط الاعلامي والشعبي يريد هذه النوعية ويؤيدها بقوة».
ومن السبب وراء هذا الامر.. «يعني المحترم ما يمشي» ؟
- لا اعلم بشكل دقيق من السبب في هذا الامر والمحترم «يمشي بس دايماً متأخر» وسيصل في يوم من الايام وسيسقط الكثيرون، اما هو أو هي فستبقى اذا كانت تسير بشكل محترم ومخلصة لما تكتب دون أي طرق ملتوية، ستصل لأنها على الطريق الصحيح، اما غير المحترم فتأكد بأن من سيراه لاحقا لن ينظر له بأكثر من نظرة سخرية كلها شفقه.
نعود الى الاباحية التي ذكرتها في مقالك (شعراء يتجردون من ثيابهم).. ثم انهيت المقال بنصيحة للشاعر «أما آن الآون أن يرتدي ملابسه ويستر عورته؟».. هل الشعراء عراة الى هذا الحد؟
- هناك فئتان، فئة عراة بمعنى العري الحقيقي وهم من يكتبون ويتبنون القصيدة الاباحية وهناك عراة فكريا هؤلاء في دائرتهم اخطر انواع العري.
في هذا المقال اخترت ابياتاً لشعراء من جيل الثمانينيات ومن سبقهم ، وكأن هناك اشارة بلا قداسة للاسماء.. في حين ان الكثير يخشى من الدخول في غمار ابياتهم ويضع لهم قداسة..؟
- لماذا نقدسهم فهل هم معصومون من الخطأ؟ ياأخي إلى متى يأخذون زمانهم وزمان غيرهم، ولو نظرت لهم فهم لم يقدموا شيئاً في هذا الوقت فقط اسماء مجدها الاعلام «على الفاضي» والنتاج اقل من صفر باستثناء كم اسم اما الاغلبية فهم اسوأ ممن تعج بهم الساحة الان . وحرام ايضا هذا التمجيد الفارغ لهذه الديناصورات والتطبيل الاكثر من فارغ لهم وعدم اعطاء فرصه لجيل جديد .
كيف يأخذون زمنهم وزمن غيرهم ؟
ياعبدالله انت اصلا مو مقتنع بـ 95 % من الديناصورات « نقصّ على بعض.» تجدهم يشتكون ويؤكدون انهم ظلموا اعلاميا ، وصورهم اكثر من الهم على القلب ، اضف الى ذلك انهم يقولون بان الشعراء الشباب يأخذون مكاناً اكبر من مكانهم ولا يتم انصافهم كشعراء من جيل سابق – هذا اذا بقي عندهم شعر – وفوق كل هذا لايعطون الجيل الحالي فرصة لكي يظهر ابداعه .
كيف ترين ما يطرح الان من قصائد ونصوص في الساحة الشعبية ؟
- اغلب النصوص الموجودة لا تحمل معاناة حقيقية وهي خاوية تماما من الشعور .
ماهو السبب.. وماذا عن الشعر؟
- الضوء هو السبب الذي سيحرق الكثير من الاسماء التي نراها هنا وهناك، ولأن الغباء تربع على عقولهم فـأصبحوا ينقادون خلف وهم الشهرة، وهذا الامر دفع الكثير الى الانقياد وراء هذا الامر متوهما انه يصل بسرعة وهو بالفعل يصل بسرعة ولكن ينطفئ بسرعة اكبر، أضف الى ذلك ان وعيه هامشي وغير مخلص للشعر فالشاعر الحقيقي يخلص لنصه وترى مدى وعيه الثقافي في القصيدة لذلك وان كان يسير ببطء فهو في النهاية سيبقى نبراساً مشعا، اما الشعر فبالتأكيد هناك اسباب خلطت الحابل بالنابل، ولكن يبقى الشعر الحقيقي قليلا رغم اني كنت اتمنى ان لا يكون اقل مما هو موجود، ولكن كما قلت الشعر الحقيقي والمميز يبقى موجودا رغم قلته ولا اعتقد انك ترى أي ابداع مميز بشكل كبير ، لأنه مميز .
http://www.awan.com.kw/node/13357