اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الدوسري
قد يكون الجوع هو الاستجابة الندية للأشياء ،،
الرد الحاني في حوار تفرضه الطبيعة والوجود بعفوية وخفة وراقة ،،
والخروج على كل ما هو تافه ،، جزئي محدود ،، زائل لا يدوم ،،
وقد يكون الجوع هو الطموح العجيب للوصول إلى الأفكار ،،
والتجارب العميقة ،، والآفاق اللانهائية ،، والزمن الخالد ،،
هو هزة الفرح والإيمان التي تكسر طوق الحصار ،، وتنطلق ،،
قوية عميقة رشيقة ،، إلى عالم الحرية الحقيقية والخلود ،،
هو تجاوز حدود الأماكن وحوافي الأزمان إلى حيث لا أماكن ولا أزمان ،،
لذلك الجوع – حينا – هو القسوة ،، والتماسك ،، والتكاثف ،،
يرد بها حرف الجائع على تراخي الأشياء وتهافتها وضياعها ،،
وهو – حينا آخر – الرقة والعذوبة والتلاشي في عالم تسحقه القسوة ،،
وتقتله المرارة ،، ويضيق الخناق عليه التجمع الأبكم ،، والتقارب الآلي ،،
والتناسق الكمي الذي يشعر الإنسان بأنه رقم في معادلة رياضية ،،
أو سنّ في ترس كبير ،، أو شئ في قطيع متشابه من الأشياء ،،
هكذا أرى الجوع ،، ولكن حياتنا علمتنا بأن كل المعاني لا تصبح كذلك إلا بتناقضاتها ،،
فإذا أضفت فقط كلمة رغيف لكل ما ذكرته ،، أكون قد رأيت الصورة الحقيقة في الواقع ،،
عزيزتي صبح ، ، ،
نظرة ثاقبة نابعة من حدقة فكر ،،
استمتعت كثيرا بالقراءة هنا ،،
أعتذر عن الإطالة ،،
لك أعذب التحيات
|
استاذي عبد الله ...
كلنا مصوغين من عصارة الجوع
ومن الحاجة الملتبسة لمبتغى شيئاً ما
لكننا في زمنٍ ما ننقسم بعد أن يصاب نصفنا بتخومٍ قدرية ...
المأوى المألوف يسرق البعض من خليقته الجذرية
والمأوى يلحقه الشبع فلطالما كان هو أساس الإستقرار والرضا ...
هؤلاء تركوا خلفهم أقواماً عراة وانطلقوا في المسير !
عبد الله ...
دمت حياً جداً وخافقاً ...
صُبـح