.
.
..
اخبرتني العرافة..
أنني امرأة مسكونة بالحب وأن الجنيات يسكنّ قلبي منذ كنت طفلة صغيرة ألهو مع ابن الجيران
وهكذا تكاثرت الجنيات مع كل شخص يسكن قلبي ويمضي هو بينما تبقى الجنية !!
وأعرف أن الأمر بات مستحيلاً بعد أن دخلت حياتي وزاد عدد الجنيات واحدة..كانت تحرّض من قبلها على البكاء المرير
واستحضار الذكريات اللآتي عشنها !! فيصبح قلبي مرتعاً للجنون ومكاناً للهيجان !!
كانت تضيء الشموع كل ليلة وتزرع الأرض بالياسمين وتصفف الكلمات التي ماتت قبل أن اقولها لك (جثة جثة)
وتتلو تمائم الوداع وأبات محمومة حتى الصباح !!
اخبرتني العرافة..
أنني سأعيش بفضل من الله بعد أن أقاومك طويلاً وأتصدى لك لتخرج من حياتي فما أزداد بك الأمر الإ سوءاً !!
فحينما تتكلم تفقد الجنيات عقلها ويمزقن ضفائر الحزن المنسدلة بسخاء على وجهي
وينثرن بقايا الياسمين على قارعة القلب لتدوسها بقدميك
فيمتليء الصباح برائحة اقدامك وأشم في غرفتي رائحة الياسمين وأعرف أنك مررت من هنا !!
اخبرتني العرافة..
أنني سأستيقظ ذات ليلة وأنا أتصبب عرقاً والجنية تذرع القلب جيئة وذهابا تنتابها نوبة فزع عظيمة وتردد صلواتها بأكثر من لغة
فتستيقظ الكلمات التي ماتت في قلبي وتعود اليها الحياة من جديد وأشعر برغبة شديدة في التقيؤ !!
فالجنيات يحتضرن في قلبي وأزهار الياسمين تحترق فيتصاعد عطرك مع أنفاسي ويصيبني الوهن !!
ويحترق قلبي بأكمله وتموت الجنيات الواحدة تلو الأخرى ورائحة الياسمين المحترق تملأ جو الغرفة !!
اخبرتني العرافة..
أنني سأعيش بعدك زمناً طويلاً...امرأة دون مأوى تسكنه الجنيات !!