مقدمة ٌ
كثيرا ما نسمع عن " شيطان الشعر " لدى الشاعر ، وكثيرا ما ذكر في أبيات الشعراء ، حتى غدا رمزا لكل شاعر أن يكون له شيطان ..
والقضية ولدت في العصر الجاهلي ، حيث أشيع أن الشاعر يستقي كلماته إلهاما من شيطان ، يخبره بالأمور و يرتب له هذا النسق الجميل ، حتى قارب الأمر الاعتقاد ، و أستفاد منه الشعراء في العصر الجاهلي في مد النفوذ و الترقي ، ثم غدا رمزا بَيّن المعالم لا يتركه شاعر ... و على الضفة الأخرى و في محاولة لإلباس هذا " الوحي " بلباس جميل بعيدا عن " الشيطان " وصف بعض الشعراء ذلك بالإلهام ، أو الوحي ، خصوصا في أشعارهم الغزلية ، و يبقى الأمر سجالا بين هؤلاء و هؤلاء عن حقيقة ذلك الشيء ..
و أقرب مثال لتأصيل مبدأ ( شيطان الشعر ) ما ذكره أحمد مطر في قصيدته " السلطان الرجيم " :
شيطان شعري زارني فجن إذ رآني ،
أطبع في ذاكرتي ذاكرة النسيان ،
وأعلن الطلاق بين لهجتي ولهجتي،
وأنصح الكتمان بالكتمان ،
قلت له : " كفاك ياشيطاني ... الى آخر القصيدة ..
أو ما قاله كذلك :
" للشعراء كلهم
شيطان شعر واحد
ولي بمفردي انا
عشرون شيطانا "
منقول بتصرف
والآن إليكم مرآتي وهذه الخاطرة لها علاقة
بما ذُكر أعلاه
مرآتـــــي
الآن َ أكتب ُ بأني أيقنت ُو آمنت ُ
أنك ِ مرآة ٌ لمسار ِ حياتي
إن ْ فرحت ِ فرحت ُ وإن ْ صارَ العكس ُ فالعكس
لا تسأمي ولا تقلقي أرتكب ِ الآخطاء َ وأنا منْ يعتذر ُ لك ِ أختلق ُ لك ِ الأعذار َ
فأنا ملك ٌ أيقن َ بأن الحبَ هـَزمَ الملوكَ وأسقطـَ دُولا ً وغيـــرَ المفاهيم َ
وجمع َ المتناقضات ِ
وإن الإلهام َ يأتي بإيعاز ٍ منْ الحب ِ والشيطان َ
لكي أرسم َ شعرا ً رماديا ً لا يفهمَه إلا أنت ِ
إذا ً أنت ِ لبست ِ تاج َ المـُلك ِ بكل ِ غرور ٍ وأنا هــُز مت ُ بدون ِ مقاومة ٍ
هـَزمتني أسلحة ٌ خــُلقت ْ معك ِ كعينيك ِ ولسانك ِ وشفيتك ِ
وهمســـَك ِ وأنفاســَك ِ
لاترين جمالَــهاوريحانــَها إلا بمرآتي
فمرآتي جميلة ٌ لا تنكسرُ مرآتي
ومرآتي حزينة ٌ لقد ضاقت ْ أنفاسي
مرأتي
أين هي أحلامي؟
أين هي أفراحي فأنا لست ُ عاشق َ الأوهام ِ
مرآتي ؟!
أجيبيني
اطمئن
فلا تجزعْ ولا تحزن ْ
ولا تقلب ْ المرآة َ
فلنْ تغيب َ مرآتـــُــك َ
أعرُفهــــا الآن َ تتنفس ُ أشـــجارك َ
لتكتب َ ألوانَ أطيـــافـَك ِ
وترسم َ أوراق َ أزهـَاركِ
عطر ٌ يفوحُ منْ زوايـــــا مرآتــُي
كتبها : عاشق مرآته