مربع التيه و الحيرة …
اتخذني ساكناً فيه …
فقسّمني إلى دور و زوايا … و زرعني في ركن فارغ
على بلاط الشتات … وضعت وضعت أريكتي المفضلة …
أزحت ذاكرتي جانباً …
و بدأت أبني ذاكرة على سطح أوقات مأجورة …
كل الجدران تعالت …
كل المسافات تهاوت …
كل التاريخ ابتلعه الشك …
لا مجد للآباء و لا الأمهات …
التاريخ يعيد كتابته طفل ولد منذ الخليقة …
و لم تجد الأرحام فرصة ملائمة لإنجابه …
فحملته الأقدار كفكرة محتملة …
كأمل لسجناء الحياة … ليخرجهم منها
ليزجّهم في المربع … و يعيد تشكيل الزوايا
فيكتشفون أنهم وسط عالم هلامي …
كل ما فيه كالماء … و لكنه ليس بماء لتشربه
ينساب من بين أصابعك … و لست بقابض على ذرة منه
حتى تذوي أصابعك …
أفتش عن أريكتي … التي تزاحم عليها الموتى
حتى لم يعد لي مكان … أحتسي فيه كوب الشاي اللعين …