إتباعاً للجوِّ الحار والجاف في النهار واللابأس في الليل وهو المعتدل طبعاً أعني مدينة الرياض !
أضع أمامكم بعضاً من مذكراتي
الصحراوية مع هذه المدينة الغامضة .
" الأميرة نجد "
هي أشبه بأنثى خيالية تشرق عليك كل يوم بوجهٍ آخر:
تستنزف منك في الليل جميع أحلامك، وترميك للريح .
تقودك إلى الجنون أحيانا أو تقيّدك في دائرة الشيطان.
هي فتاةٌ لها سحرها الخاص ! مغامرتها ليست كمغامرات أيِّ فاتنة،
إنها تغامرُ معك وبدونك وتغامرُ بك
أيضا لدرجة القتل ثم تغادرك بكل هدوء . لها مؤامراتٌ سريةٌ مع الكهنة ولها عيون
باسمة ، ولها أسرارٌ خفية مع الجن والمردة والعفاريت .
ولها محافلُ عدة، وبروتوكولاتٌ شتى في جميع أصقاع العالم .
ولها عشاقٌ ومحبون كثر من سادةٍ وتجّار
وعبيدٍ وأحرار ..وشعراء، ومجانين ، ومماليك، وخدم، وجوارٍ يسقون شفتيها نبيذ الصمت!
مرةً أضحك معها .. ومرةً أحزن لأجلها، عندما أهرب من مشاكساتها ساعة الظهيرة تبدو كأنثى شريرةٍ لا أميل إلى مشاكستها،
آخر ساعات الليل تبدو كعروسٍ أو كأسطورة ساحرة .
أسارع إلى مغازلتها والاستماع إلى أغنياتها وصوتها المجنون.
نجد مازالت تسافر في قطارات مدامعي
تُرَبِِّتُ على وجعي وكأنها تنقذ ذاكرتي من العدم .
تضعُ يدها على صدري بثقل حنانها وتحنانها . تؤلمني عندما أشتاق ولعها و تشتتني ،
و عندما أبتعد عنها تعاقبني .
ومع كل هذا مازالت ترحل عني كلما اقتربت منها .