أحلام الكلام

[وليد بن مانع]

توطئة:
لا شيء سوى الصمت.

وطاح الصوت
بيدين السماء واسرف بشمس التوت
وطاح الصوت
وأحلام الكلام أطلال منسيه بـحلق الموت
نساها سيد الموال
نسى ريح الشجر و الماء
نسى آخر طفل ما كان له دمعٍ يبلل روحه الضميا
يحاول يعجن البيدا الين انه يشكلها لضحكاته شجر وجبال
الين انه وهب قلبه لبنت النود واطربها
يا مياسه يا مياسه

نسى خوف الهبوب اللي سكن في ذكريات التين
وهام بشجرة الرمان واسقاها تغاريده

يقول الليل ترحاله وصبحه مات في تشرين
يقول القيض ما زاره وقيّل في تجاعيده

وسم صمته على رمضى هقاوي تنحر التخمين
وهاجر عقب ما شح الزمان وخان اجاويده

ولا ذعذع رحيق الشارد مْن الذاكرة للطين
قبل ينهب رماد الملح رزنامة مواعيده

وسافر في رحاب
الجرح
وجهاته بلاد
الفرح
ولا كن العمر
محسوب من عمره
ولا فجر الندى
مشبوب من جمره
ولا هذا النهار السافر بعنق السحاب بروق
لـ اماله
لو انه غارق بصبره
لو انه في فيْاض الحبر ورعود الهجيني
طاب ترحاله

نسى عذر المدينة يوم نهره جف
ولا كنه نفثها داخل جداره

يقول البرد يغتال المطر لا كف
يقول الشيح ماله طلع بـ دياره

يحسب ان الغصن وارف ليا من رف
يحسب ان الضيا مسجون بـ أسواره

غوى لين ارتوى لكن غفى بالرف
نسته الارصفه والشمس وأحجاره

تعب يطرق أخاديد الديار و عف
تسرب من كفوفه عطر زواره

رماه الظل من شرفة يقين وزف
عصافير الرضا تشرب من انهاره

ولـ اقداره
يهيم الصوت
بيدين الفضاء عابر
ولا كنه نسى ذاك الطفل صابر
واذا خانه جميع الناس ما يقدر يقول انه بليا صوت
وأحلام الكلام أطلال منسيه بحلق الموت.