؛
؛
جُسُور …
ها أنذا ؛ وأخيراً وبعد أطوارٍ مِن الإنتظارات
وجدتُ الفرصة السانحة للإنفراد بنفسي
أضعُ السماعة استمع للموسيقى وأنفصل عن كل مايحيطُني مِن ضوضاء
أُحدِّدُ مجالي؛ أنغلِق عليَّ؛ أغيبُ وتحضرُ الذكرى !
وما أوجعُ استحضارها !
تسبِقُ أصابعي تنهيدة عميقة أجترُّها عنوة ؛ أُغلِقُ هاتفي لاحظتُ مُوأخراً انغماسي في الإنعزال خفَتَ فضولي لارغبةَ لديّ لإحداثِ أدنى فوضى؛ أتوقُ للعودةِ بي لعالمي المنسيّ المُختبي وفي ذاتِ اللحظة أتهرَّبُ مِنهُ
وأفتعِلُ التّناسي ،التغاضي
ما أغربُني؛ بل ما أغباني !!
في كل الأحوال وحين هجمتِ هذه الطقوس لامفرّ مِن المواجهة وتفريغِ شيئاً منها في قلبِ الكلمات والنزوعِ إلى الداخل،
التساؤلاتُ تلفُّني مِن جهاتي الأربعِ ؛لماذا عدتُ ؟ لماذا أنا هُنا ؟
في الواقعِ كلُّ الأشياءِ الحيّةِ تنوءُ بأحمالِ عوامل الزمن وكذا الذّاكرة لابُدّ مِن تشذيبها ممّا يعلقُ بها من صورٍ بهُتت ملامِحُها بفعل أنواءِ الغيابِ والتجاهُل !
تستنفِرُ كوامني وتخمدُ مسافةُ التّوقِ ،
في السابقِ كانت بحساباتٍ عكسية وكانت المسافةُ تتضاءلُ كلمّا ارتفعُ رِتمُ التّوقِ واليومَ أرانا نُوغِلُ في الغياب، النسيان، الصمت !
تتوافدُ عليَّ الملامحُ والرُّوئ ، تجري في دمي تلك اللحظاتُ الهانِئةِ؛ أأنسُ باسترداد رنين ضحكاتنا ؛ أحِنُّ وأشجو وأندمُ على تفريطي في المزيد !
البردُ اللذيذ؛ المطر؛ أصواتُ الباعةِ المُتجوِّلين؛ مُحرِّكُات القطارات وحتى رائحةُ الدخان ؛ همسُك وأنت تُتمتِمُ بالنّشيد؛
كُلُّ تلك التفاصيل الصغيرة تحضُرُ بكُلِّها كزوبعةٍ تلفُّني وأنّى ليَ الهروب !
يُقاطِعُ غيابي النادل؛ يستأذن ليأخذ الكوب الفارغ ويسألُني في حال رغبتُ بالمزيد؛
أُومىءُ بالإيجاب فيذهب .. وأعود لإستئناف الكتابة ..
لابُد مِن العودةِ قليلاً والإمساك بآخر خيطٍ توقّفتُ عندهُ ؛ تسمّرتُ لثواني وضحِكتُ في سِرّي !
يالله !! كما عهدي وعادتي وفي كل مرّةٍ أُلقِّنُني وأردد على مسمعي؛
لن أعود لذات الرتم لن ألتفت لن ولن … ثم يقودُني الحنين وأتحرّرُ من لا آتي وأتنفّسُها وأرتشفها وأستمتع كلحظتي هذه !!
تُرى هل أنا مَن تُقدِّسُ الذكرى ؟
أم ربما أصنّفُ من فئةِ الأوفياء الذين شارفوا على الإنقراض ؟
ثمّة رِباطٌ خفيّ لم يزل يتشبّث بأنايَ لم أفلح في فكِّ زِمامهِ يلتصِق بي كظلي أطردهُ مِن مخيلتي فيلحقُ بي في رُؤياَ ينبجِسُ مِن قنينة العطر؛
الأصوات الأماكن؛ الكلمات
في الحقيقة يطوِّقُني بهالةٍ عملاقة يتمثّلُ كحضن أميَّ الرؤُم يُهدهدني بتحنانٍ مُفرِط فأستكينُ وأهجع
ثم ماذا ؟؟
ستُغيِّبُكِ الأيامُ والسنونُ وتطحنُكِ صُروفُ الحياةِ ثم تجيءُ بكِ هنا !
يُنبِّهُني نِداءُ النادِل؛كُوبٌ آخرَ مِن القهوة ؛ أعودُ للأرض للمقهى والضوضاء
أتنهَّدُ ويُطبطِبُ على قلبيَ المكدُودِ كلماتكَ الأخيرة .. مكانُكِ في القلب 🤍
نازك
2024