اتضاح الرؤية بقلم ندى يزوغ
كلما تزايد عمرنا نقص بصرنا و ووضحت و تجلت رؤيتنا للأمور ، و أصبحنا ندرك حقائق شتى، و بتنا أقرب للحكمة و الحنكة..
يصبح أفق الأيام لا محدودا و لا ضبابية في منعطفاته ،
و أي خسارة تجرعنا مرارتها في الماضي، و ذقنا طعم حصارها ، و انهارت فيها قمم فرح لحظاتنا، إلا و كسبنا من خلالها ذواتنا ، و بنينا عبرها أبراج كرامتنا ، و هي لا تعتبر خسارة بل هي انتصارات في أبهى حلتها،
و لم لا ! قد تضحي أساطيل الفوز العميق مدججة بولادة ( أنا ) قوية غير آفلة..
نحن في مقتبل العمر نلهث نحو المظاهر الكاذبة البراقة، و عندما يزداد عمرنا تقوى تأملاتنا، و نبتعد بها عن الشطط و الزلل و الأوهام، فنرفع الأقنعة عن الحقائق، و نزهق روح التفاهات من الأمور،
نهتدي أنذاك إلى الطريق السوي، البعيد عن انحراف الأهواء، و يزيد يقيننا بالحق، و نبتعد عن باطل الأمور..
هكذا تتلألأ أنوار التجارب في القلوب، و تطمئن الأرواح للقناعة و الاكتفاء ..فتنهمر الأنفس جودا بحب العطاء، و تخرس ألسنة التيه ..
و من المؤكد أننا نبتعد ببصيرتنا عن أفعى التقليد و الانبهار بالآخر، و نكون وحيا جذابا نعلنه عنوانا لكينونتنا..
ننزع نحو التدبر و التفكر في ملكوت الكون، و نتجاذب أطراف الحديث مع الحكمة و العقلانية، و نكون لأنفسنا منطقا ننفرد به، و نبني عبره جسورا من الانفلاتات الصبيانية ..
بالبصيرة نهتدي إلى كل ما يجعلنا ننعتق من خرافات و أنماط التهور، و التسرع، و التمدد في اليأس، و التباكي على الأيام الخوالي ..
إذن فالبصيرة تمدنا بطاقة متوهجة بعيدة عن الندم و انتحال عبارة يا ليت فعلت!، و يا ليت كنت!)..