يا هالة القدس
شعر عدنان عبد النبي البلداوي
اسـتـنطقْ الجُرحَ ،واكتبْ ما يفوه به
فالجرحُ يبقى وميضاً ليس يـــسـتـتـرُ
واضرمْ مــِدادَكَ كي تعـلو بصــوْلـتِه
سُمْرُ القنا ، وسـيوفُ الغدر تَــنْـدحِـرُ
واطفئ بـداجــيةٍ آهـــاتِ مُـوجَـــعَــةٍ
فالصوتُ في الحق يُسْـتسقى به المطرُ
واسْتنهضْ الحرفَ ، فالمظلومُ مُنتظِرٌ
والخُبْـزُ مُـرٌ ، وعـزْفُ الناي يحتضرُ
طـعـمُ الهــواءِ ، وعَـذْبُ الماءِ يسألكم
هل تسْـتطـيبـوه.. والثكلى بـها غدروا
قــولٌ بلا فِـعل عـند البعض،في هِـمَمٍ
كمَـن الى الحَـربِ ، لا سيفٌ ولا وَتَـرُ
مَن يُـغْـمِضُ العينَ ، فالأيامُ تَـفْـقـؤها
عــارُ الـتـرَدُدِ ، مَأوى جُـبْـنِه السـقَـرُ
للمَجْـدِ صَـرْحٌ ، له سِــفْـرٌ يـُخَـلّــده
وكـلُ مُـسْـتَـشْهِـدٍ صرحٌ ، بـه عِـبَـرُ
هذي اليتامى تـُوَلوِل ، لا لِمَـــــسْغبةٍ
بلْ راعَها أنّ صَوْتــاً بات ينْحَـــــسِرُ
روّضْ يراعَكَ واجعلْ منه سَهْمَ لظىً
في رَوْع مُستعـمرٍ ، بالجُـرْم مُـنْغـَمِـرُ
مع الرصاص قــوافي الشعرِ غاضِبة
عـند الـنزال ، وفــي احداقِـهـا الشـرَرُ
ما رِفْعَـةُ الشــأنِ ، فــي ثوْبٍ وقُـبَّـعَةٍ
الشــأنُ فـي جَوْهـر الأفـعالِ يُـعـتـبـرُ
فـي لُجّـة البحـرِ صَبْـرُ النفس يُـمْتَحَنُ
والحَـربُ فـي قـوة الإيـمـان تَـنْـتـصِـرُ
إنّ الأصـالــةَ ، لا تـرضى مُـسـاوَمَــةً
ولا الـكـرامــة ، أنْ يـَـنْـتـابهــا الــكَـدَرُ
تَــطـوّعَ الـجـدُّ ، والأحـفــادُ تَــتْــبـعـه
وقــلْعَـةُ الـمَجْـدِ مأواهم بـمـا صَبـَـروا
صِـدْقُ الـيقــينِ ، أصيلٌ فـي عَزائـمنا
حـتى تجسّــدَ نِبْراسـاً ، بــه الـظـفــرُ
يا هالة القدس ، ضوءُ الـنصرِ يُـنْـبـِئـنـا
أنعِـمْ بـبـشرى ، حَواهـا القـلبُ والبَصَـرُ
(من البسيط)